أعلنت دولة الإمارات تأييدها ودعمها الكامل لمبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز التي دعا فيها ممثلي القوى السياسية في العراق إلى اجتماع جامع في الرياض تحت مظلة الجامعة العربية عقب موسم الحج، وذلك بهدف التباحث من اجل الخروج بحل ينهي معضلة تشكيل الحكومة في بغداد وبعد أن وصلت الأمور إلى درجة بالغة الحرج.
ولقد دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية جميع الأحزاب والفعاليات السياسية العراقية للتجاوب مع المبادرة السعودية من أجل إنقاذ العراق من أزمته السياسية مثمنا الجهد الذي تبذله الرياض من أجل استقراره والمنطقة مؤكدا دعم الإمارات الكامل لهذه المبادرة.
يأتي هذا الإعلان ليؤكد مواقف الإمارات الثابتة تجاه مبادرات الأشقاء التي تهدف إلى رص الصفوف وإصلاح ذات البين، فما بالك ببلد مثل العراق الذي يعيش ظرفا استثنائيا طال أمده.
وليس ثمة أفق لحل يتوافق عليه أهله وزعماؤه بعد أن بلغت وفشلت كل محاولات الداخل والخارج من اجل رأب الصدع وفي ظرف إقليمي لا يحتمل كل هذا التوتر وهذا التردي في الناحية الأمنية والسياسية مثلما نرى ونسمع في أجناب بلاد الرافدين؟
إن دولة الإمارات هي دوما مع استقرار المنطقة ومع صيغ تكفل للجميع العيش في بحبوحة الأمان بعيدا عن الاستقطاب الذي لا يأتي بخير، وبعيدا عن التدخلات التي لا معنى لها غير الدخول على المراحل المضطربة في بعض من دول المنطقة العربية من اجل استثمار الظرف الاستثنائي المتشظي لتحقيق أهداف لا تخدم السلم الأهلي ولا تساهم البتة في رفد عموم المنطقة بالسلام المنشود.
ومع استمرار متواليات الأزمات بالطرق المستمر على نقاط التوتر فان الجميع يصبح معنيا بضرورة المسارعة بحثا عن حل لعله يساهم في التخفيف من وطأ النتائج الكارثية التي تتداعى مع كل هذا الكم من التدخلات وتفاعلاتها.
ليس من المقبول ولا من المنطق ولا حتى من أمانة المسؤولية استمرار أزمة تشكيل الحكومة في بغداد، وقد آن الأوان لكي يتداعى الزعماء والساسة إلى ما تفرضه الضرورة الوطنية بحدها الأقصى.
ودعوة الرياض سانحة هدفها الخير وإعادة الأمور إلى جادة الصواب وكل الآمال أن يتحمل رجالات العراق أمانات التكليف لكي يخرجوا بلدهم من غياهب الدمار إلى نور الاستقرار.