ثمة تشابه بينك وبين التاريخ …
لااستطيع ان اشبهك ( بالسيد المسيح ) فذلك يوقعنا بكثير من التساؤل !!, ذلك الذي قدم نفسه قربانا من اجل نصرة معتقداته واتباعه .
او اقول بانك – المهاتما غاندي – الذي اصبح شعلة في سماء العالم لينير طريق كل الاحرار المسالمين في كل بقاع الارض .
او ادعوك / سبارتكوس / محرر العبيد في ذلك العصر !!
نعم تستحق هذا اللقب فأنت سبارتكوس العرب ونحن كنا عبيدا يا سيدي قبل ما فعلته بنفسك .. وبعدها اخذنا نشتم نسائم الحرية حتى العظم بعد ان اصبح الخوف لدينا ثقافة وايمان وعقيدة وعمل وسترة حال ومثال يحتذى في الجبانة من سيف السلطان .
ماذا فعلت بنا ياأخي ؟؟
كنا في مساحة الوطن العربي كله من محيطه الى خليجه حوالي 300 مليون رأس ماشية في اسطبلات قطرية ( وعذرا على هذا التشبيه ) يقتات من دمائنا وخيراتنا حكام وسلاطين واعوان وحاشية لا تقدر بعدد .. ولا يرمى لتلك الجموع الا الفتات لتستمر بالوقوف وقتا اطول .
لقد اخذت بيدنا الى مصاف البشر وطبقاته التي تستحق الحياة , واصبح في عصرك للنشيد الوطني معنى , واصبح ايضا شعار الحرية مختلفا . والوقفة في ( ميادين التحرير ) حلم تحقق .. وسيتحقق مستقبلا في كل العواصم العربية , ولن اسمي عاصمة بعينها , , وتلك التي حشدت ورصت الصفوف لمنع تحقيق حلمك , فكل العواصم اهتزت على وقع لهيب نارك . حتى اصبح الموت مطلبا في سبيل حرية الاخرين , من تونس الى القاهرة وصنعاء والمنامة وعمان ..و…و… , فمن المؤكد ان ( طرابلس الغرب ) لن تكون اخر العواصم في سلم التغيير.؟؟
ماذا فعلت بنا ؟؟ .. يالبوعزيزي ..
لقد كان رذاذ رماد جثمانك منثورا فوق كل بقاع الارض , وتوحد مع رمال الصحراء , وتجسد في ينابيع المياه وكل الانهار لتشرب منه كل الاجيال , وانبت في ترابها اجمل الازهار واطيبها عطرا , ومنحتنا الشعور بالعزة والكرامة والتضحية والفداء . لقد كنت الشرارة ليس بمعناها المجازي بل بشكل فعلي ، لقد عدت بنا الى عصر الثورات التي نسينا اسمها وفعلها وتأثيرها ونتائجها واصحابها منذ زمن . لقد اصبحت الآن نجما في سماء وطننا المظلم لينيره على مدى التاريخ ..
سلاما البوعزيزي …
شهبا \ السويداء 20/2/2011