نجحت القوات اللبنانية في القبض على شبكة تجسس في البقاع الغربي، تعمل لصالح إسرائيل في لبنان وسوريا منذ عقود طويلة، وصفت بالخطيرة والمحترفة، فيما أكد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، أن المصالحات التي تمت في لبنان مؤخراً ستساعد في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفي وضع أمني مستقر.
وكشفت السلطات اللبنانية أن مديرية الاستخبارات في الجيش تمكنت من إلقاء القبض على شخصين ينتميان إلى شبكة تجسس مرتبطة بالمخابرات الإسرائيلية منذ عقود طويلة في لبنان.
وأشار ت في بيان أصدرته أمس إلى أن «الموقوفَين اعترفا بإقدامهما على جمع معلومات حول مراكز حزبية لصالح العدو»، فيما وصفت مصادر عسكرية لبنانية الشبكة الإسرائيلية المكتشفة «بأنها خطيرة ومحترفة وذات تاريخ حافل في العمل الأمني لمصلحة الموساد الإسرائيلي منذ عقود طويلة». يذكر ان هذه الشبكة هي الثانية خلال عامين، بعد أن تم اكتشاف شبكة تجسس محمود رافع العام 2006.
وأوضحت التحقيقات أن الشبكة كلفت أكثر من مرة بين الثمانينات والعام 2008، بمسح أكثر من بقعة أمنية، بما فيها بعض النقاط التي كانت تشمل مراكز للجيش والأمن السوري، وكذلك مراكز فلسطينية في البقاع، قبل أن يتركز عملها في السنوات الأخيرة على حزب الله وبعض مراكزه وشخصياته بالإضافة إلى مواكبه، كما رجحت التحقيقات أن عمل الشبكة لم يقتصر على لبنان بل شمل الأراضي السورية.
حيث كلفت الشبكة نفسها بمسح بعض المناطق الأمنية الحساسة في دمشق، بما في ذلك منطقة كفرسوسة التي استهدف فيها القيادي عماد مغنية في الثاني عشر فبراير2008، حيث يسعى المحققون لإيجاد رابط بين هذه الشبكة وعملية اغتيال مغنية وشخصيات أخرى سواء في لبنان أو في سوريا، ومنها اغتيال الضابط السوري العميد محمد سليمان، كما يجري التركيز على الدور الذي لعبته الشبكة الإسرائيلية خلال حرب يوليو 2006 سواء بتوفير المعلومات أو بتحديد الأهداف وتقديم المعونة اللوجستية للعدو في بعض الحالات.
في غضون ذلك، قال الحريري في لقاء له مع صحيفة «عكاظ» السعودية أمس إن الحوار اللبناني الداخلي سيساعد على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وبصورة آمنة، كما أعلن انه سيلتزم ويحترم كل ما سيصدر عن المحكمة الدولية من أحكام بخصوص اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق الراحل رفيق الحريري. واستبعد الحريري في حواره.
وهو الأول له بعد اللقاء الذي جمعه بأمين عام حزب الله حسن نصر الله، أن تكون جهات أصولية هي التي تقف خلف هذا الاغتيال، وأضاف أن اللقاء كان إيجابيا حيث سادته المصارحة ومراجعة لكل ما حصل، وكان هناك إجماع على أنه كلما كان هناك تحاور بين الأطراف اللبنانية كانت الوحدة الداخلية اللبنانية متماسكة أمام أي محاولة لزعزعة الاستقرار في البلد.
وقال: «أعتقد أن الحوار حول سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية يجب أن يتم على نار هادئة ولا يجب أن يحصل في الإعلام أو في أجواء متشنجة وهذا يتطلب وقتاً ولا يمكن أن يحل هذا الموضوع الكبير بجلسة أو اثنتين من الحوار»، وأضاف: إن السعودية تقف دائماً إلى جانب الشعب اللبناني.
ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة «الحياة» التي تصدر في لندن عن الحريري قوله إن زيارته المقبلة لموسكو تهدف إلى تفعيل العلاقات اللبنانية الروسية المهمة للغاية، «واننا نريد أن تلعب روسيا دورا مهما في استقرار الشرق الأوسط».
بيروت ـ قاسم خليفة،
البيان والوكالات