بيروت – محمد شقير الحياة
نفى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله المعلومات التي سرّبها بعض المواقع الإلكترونية وتناقلها بعض الصحف والفضائيات العربية وتحدثت عن تعرضه لمحاولة تسميم. واعتبر «هذه المزاعم جزءاً من حرب نفسية تخاض ضد المقاومة… ومن جملة أهدافها الإيحاء بوجود صراعات وتصفيات داخل الحزب»، فيما دخلت قطر وجامعة الدول العربية على خط السجال في شأن مطالبة نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرا بصلاحيات له، داعيتين الى التهدئة والالتزام باتفاق الدوحة «الذي هو جزء من اتفاق الطائف» ما يؤشر الى أن المسألة في طريقها الى السحب من التداول.
وكان تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله» بث صباح أمس مقابلة أجراها مع السيد نصرالله الذي أكد عدم صحة المعلومات التي تحدثت عن تعرضه للتسمم، وقال: «على كل حال أنا جالس أمامك، ليست هناك عملية تسمم ولا شيء آخر، هذا من اختراعات المواقع الإلكترونية التي ذكرت الأمر، وكل هذا يأتي في سياق الإساءة الى صورة الحزب من خلال أكاذيب وادعاءات كالخبر الذي نشر في الآونة الأخيرة في موضوع كولومبيا» في إشارة الى ما كان نشر حول قيام لبنانيين بتهريب مخدرات لتزويد «حزب الله» بالمال.
وكان لافتا ظهور نصرالله شخصياً لنفي الاشاعات عن تسميمه. وهو اعتبر أنه «ليس لهذه المواقع الإلكترونية أي صدقية»، متهماً إياها بأنها «تعمل في خدمة الأميركيين والإسرائيليين».
وعلى صعيد الاتصالات في شأن مطالبة «أبو جمرا» بصلاحيات له، علمت «الحياة» من مصادر وزارية ونيابية أن قطر، الراعية لاتفاق الأطراف اللبنانيين في الدوحة، ومعها جامعة الدول العربية، سارعت الى إجراء اتصالات بعيدة من الأضواء نصحت فيها المعنيين بالأمر بضرورة وقف السجال حول «الصلاحيات» والالتزام باتفاق الدوحة «الذي هو جزء من اتفاق الطائف، خصوصاً البند الثاني من الاتفاق الخاص بتشكيل حكومة وحدة وطنية يتعهد من خلالها الأطراف المشاركون بمقتضى هذا الاتفاق بعدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحكومة».
وبناء عليه، بدا أن «أبو جمرا» يميل الى الموافقة على الآلية التي طرحها عليه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حضور وزير التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين للتعاون، وفيها ترؤسه لاجتماعات اللجان الوزارية وأن يختار مكتباً له يليق به، علماً أن المكتب أصبح جاهزاً ويقع في الوسط التجاري لبيروت على مقربة من مقر رئاسة الحكومة (السراي الكبيرة) وأن عقد استئجاره سيوقع في الساعات المقبلة.
وفي هذا السياق، توقف المراقبون أمام تجنب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الحديث عن صلاحيات نائب رئيس الحكومة في الخطاب الذي ألقاه في حضور طلاب من جامعة القديس يوسف.
وركز عون في خطابه على الحملات التي استهدفته بسبب زيارته الأخيرة الى إيران، وقال: «أي دولة في الشرق الأوسط هي أقرب إلينا من أي دولة أخرى في العالم، وهناك تحولات في المنطقة، وإيران دولة إقليمية وهي مهمة جداً وهي أعطت الصداقة لنا بوقوفها الى جانبنا أثناء حرب تموز (يوليو) وبعدها».
وعزت مصادر وزارية سبب رغبة «أبو جمرا» في الخروج من الأزمة الناجمة عن مطالبته بصلاحيات له، الى أن لديه شعوراً بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ليس في وارد طرح هذه المسألة على مجلس الوزراء، مؤكداً أمام زواره أن «كل الأمور تعالج بهدوء وبعيداً من التحدي والتشنج وليس في هذا الجو القائم حالياً».
ويأتي موقف سليمان متلازماً مع إصرار السنيورة على عدم إدراج ما يطالب به أبو جمرا على جدول أعمال مجلس الوزراء، وعلى أن لغيره الحق في أن يطرح أموراً في إشارة الى الحق الدستوري لرئيس الجمهورية الذي يجيز له أن يطرح أموراً في مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال. وأشارت المصادر نفسها الى أن السنيورة لا يريد أن يسجل على نفسه سابقة تتعلق بتنازله عن صلاحياته المناطة به بحسب الدستور، وقالت إنه مستعد للتعاون مع جميع أعضاء الحكومة من دون استثناء وأنه أبدى كل مرونة عندما طرح على «أبو جمرا» صيغة للتعاون معه.
ونقلت المصادر عن السنيورة قوله إن «تعديل الدستور ليس في يدي، وأنا رئيس وزراء أمثّل المسلمين ولا أسمح بالتنازل عن صلاحياتي باعتبارها ليست صلاحيات شخصية».
وأكدت المصادر أن سليمان غير متحمس لطرح المسألة في ظل الأجواء الراهنة، وقالت إنه لا يريد تعريض البلد الى خضة سياسية يجد الجميع أنفسهم أنهم في غنى عنها، مشيرة الى أن «أبو جمرا» أطلق «قنبلة انتخابية» لكنه لم يجد من يتضامن معه، فيما يستعد لخوض الانتخابات النيابية على لوائح «التيار الوطني الحر».
وبالنسبة الى الجلسة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني التي تعقد برعاية سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، قالت المصادر إن الأخير يأمل في أن يصل مؤتمر الحوار الى نتائج، وإن «المهم في الوقت الحاضر تأكيد استمرار التواصل كأساس للتحاور في شأن كل المواضيع، وبالتالي من غير الجائز أن نحكم على الحوار من خلال جلسة أو جلستين، فالمهم أننا سنصل الى ما نريده».
ووصل ليل أمس الى بيروت موفد مصري هو نائب مدير المخابرات العامة اللواء عمر القناوي الذي سيلتقي الرؤساء الثلاثة بدءاً من اليوم.
"الحياة"