انتخبت اسرائيل للمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة رئيسة لإحدى اللجان المهمة في المنظمة الدولية بعدما أخفقت ثلاث دول عربية أعضاء، منها لبنان، في لجنة السكان والتنمية، اضافة الى ايران ودول أخرى، في منع وصول اسرائيل الى هذا المركز الذي يتيح لها الترشح لاحقاً لرئاسة الجمعية العمومية والعضوية الدورية في مجلس الأمن.
وفي ختام جلسات الدورة الثانية بعد الأربعين للجنة، أقرت لجنة الأمم المتحدة للسكان والتنمية الخطوط التوجيهية لعملها خلال السنوات الخمس المقبلة بغية تحقيق الأهداف المحددة في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994.
وفور انتهاء هذه الدورة التي كانت ترئسها المكسيكية ايلينا زونيغا هيريرا، باشرت اللجنة أعمال دورتها الثالثة والأربعين لانتخاب رئيس جديد لها وأعضاء مكتبها التنفيذي.
وقبل بدء الإنتخابات، تحدث المندوب اللبناني باسم المجموعة العربية قائلاً إنه "قلق للغاية" من أن السماح للمندوب الإسرائيلي دانيال كارمونا بتولي رئاسة اللجنة في دورتها الثالثة والأربعين، "سيكون له أثر سلبي على صدقية" اللجنة، موضحاً أن اسرائيل "لا تزال تحتل أراضي في انتهاك خطير لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العمومية ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان". وأضاف أن اسرائيل "تنتهك حقوق الإنسان للسكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها القدس الشرقية، وللسكان السوريين في الجولان السوري المحتل، وللسكان اللبنانيين في الأجزاء المحتلة من لبنان". وذكر بأن لدى اسرائيل "سجلا رهيباً جيد التوثيق من الإنتهاكات لحقوق السكان المدنيين تحت الإحتلال والإزدراء للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان". وختم أن "ليس لدى اسرائيل الحد الأدنى من النزاهة المطلوبة لتولي منصب الرئيس".
وكذلك عارض ممثلو ايران وسوريا وقطر ترشيح اسرائيل على الأساس نفسه، فيما لفت المراقب الفلسطيني الى أن كفايات المرشح للرئاسة يجب أن تتلاءم مع القيم التي تعمل لجنة السكان والتنمية والأمم المتحدة من أجلها.
وبطبيعة الحال، لم يتراجع المندوب الإسرائيلي أمام هذه الإعتراضات، قائلاً إنه سيتولى رئاسة اللجنة بأكثر الطرق نزاهة واحترافاً. ورأى أن تحدي تسمية اسرائيل شكل مفاجأة له لأن هذا اجراء درجت الأمم المتحدة على احترام الترشيحات فيه من المجموعات الإقليمية. وأضاف أن الإخفاق في دعم ترشيح اسرائيل سيوجه رسالة خاطئة وسيشكل سابقة خطرة. وأشار الى أن اسرائيل تؤكد للمجموعة العربية أن لديها الكثير مما تستطيع تقديمه للجنة، وأن رئاستها للجنة لن يكون له أثر سلبي على عملها أو صدقيتها.
وتحدث المندوب الإسباني بإسم المجموعة الغربية وغيرها من الدول، معلناً التأييد لترشيح كارمونا، قائلاً إنه كفوء ومهني. وأضاف أن الترشيح يجب ألا يخضع لاعتبارات سياسية، وأن على الأعضاء أن يحترموا مرشحي المجموعات الإقليمية.
وكذلك أعلن مندوبا الولايات المتحد وكندا تأييدهما ترشيح كارمونا على أسس مماثلة، مؤكدين أن لدى اسرائيل الخبرات والكفايات المطلوبة في مواضيع السكان والتنمية.
وبروحية مماثلة، اعتبر مندوب الجمهورية التشيكية متحدثاً باسم الإتحاد الأوروبي، أنه من غير المقبول تحدي ترشيحات أقرت سابقاً في مجموعات اقليمية. ورأى المندوب السويسري أن نزاعاً سياسياً كهذا ليس ملائماً تماماً لعمل اللجنة وصدقيتها في الحقول الإقتصادية والإجتماعية.
وبالنتيجة، انتخبت اللجنة كارمونا رئيساً لها بغالبية 28 صوتاً في مقابل تسعة أصوات معارضة وامتناع عضو واحد عن التصويت.
وانتخب شوجي مياغاوا (اليابان) وآغنيسزكا كلاوزا (بولونيا) وادواردو ريوس – نيتو (البرازيل) نواباً للرئيس.
نيويورك (الأمم المتحدة) – من علي بردى
النهار