تتحضر العاصمة الكازاخية نور سلطان لاحتضان الجولة الـ17 من مسار «أستانة» بحضور وفدي النظام والمعارضة السوريين، وتحت رعاية الدول الضامنة للمسار تركيا، إيران، وروسيا، وبمشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، حيث أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن الاجتماع المقبل لـ «أستانة» بشأن سوريا سيعقد في 21 و 22 من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري.
ونقلت وكالة (تاس) الروسية الثلاثاء عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة أيبك صمادياروف أن «جميع الأطراف أكدت مشاركتها في الاجتماع الذي سيعقد في العاصمة نور سلطان في الفترة من 21 إلى 22 كانون الأول». وأشار صمادياروف إلى أن الاجتماع سيجمع بين الأطراف الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) ووفد المعارضة السورية ونظام الأسد بالإضافة إلى مراقبين.
واختُتمت في الـ 8 من تموز الفائت في كازاخستان محادثات الجولة السادسة عشرة من أستانة، والتي استمرت يومين بمشاركة إيران وروسيا وتركيا، حيث أخذت الجولة طابعاً رمادياً، حيث فرغ البيان الختامي، من أية بنود جديدة، بالنظر للجولات السابقة، كما أنها لم تناقش نظام وقف إطلاق النار في إدلب، حيث اكتفى البيان بالتأكيد على التهدئة في المنطقة، من أجل تطبيق جميع التفاهمات السابقة المتعلقة بها، كما أنها لم تناقش القضايا السياسية التي تخدم دفع عجلة اللجنة الدستورية إلى الأمام، فضلاً عن تهميش ملف تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، ولا سيما أنه يعتبر محور الخلاف الأبرز.
ووفقاً لخبراء لـ «القدس العربي» فإن المباحثات القادمة «غير مأمول منها» لجهة تحقيق أي تقدم على مستوى الإصلاح الدستوري وغيره. وشارك في الجولة السابقة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إضافة إلى وفود الدول المجاورة لسوريا وهي العراق والأردن ولبنان، بصفة مراقب.
وبدأت أولى جلسات أستانة في 23 من كانون الثاني/يناير من العام 2017، في العاصمة الكازاخية، بحضور ممثلين عن نظام الأسد والمعارضة السورية، وبرعاية الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران).
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين أن الاجتماع المقبل لمحادثات أستانة بشأن سوريا سيعقد في كازاخستان في غضون أسابيع قليلة. وقال لافروف إن «الاجتماع المقبل لترويكا أستانة (روسيا، إيران، تركيا) بمشاركة مراقبين من الدول العربية يجري الإعداد لعقده في العاصمة الكازاخية نور سلطان في الأسابيع القليلة المقبلة».
وكان قد أوضح في مؤتمر صحافي الشهر الماضي أنه من المقرر عقد لقاء آخر في شهر كانون الأول، مضيفاً: «أنا متأكد أننا سننظر في خطوات إضافية يمكن اتخاذها (بشأن التسوية)». ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية تعاونها مع روسيا بخصوص سوريا بأنه «جيد» مشيرة إلى أنها مستعدة لاستضافة قادة قمة «أستانة» حول سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أمس «إن التعاون بين روسيا وإيران في سوريا جيد، ليس في سوريا فحسب، لكن على جميع المستويات». وأضاف «هناك تعاون جيد بين إيران وروسيا بشأن سوريا، سواء في مسار أستانة أو في الأطر الثلاثية بين الدول الثلاث (سوريا، روسيا، إيران) وستبحث بعض الأمور خلال زيارة المقداد إلى طهران، وسأقدم تقريراً عنها بعد انتهاء الاجتماعات».
وأكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن «سوريا جزء من دول المنطقة وعضو في المجتمع العربي» مشيراً إلى أنه «يسعدنا أن الدول قد أدركت أنه لا سياساتها السابقة صحيحة ولا يمكنها تغيير مستقبل سوريا بالتآمر ويجب عليهم تغيير سياستهم تجاه سوريا في أسرع وقت ممكن» وفق تعبيره.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مسار أستانة» أنه «الهيكل الحالي الوحيد الفعال لحل القضايا السياسية المفروضة على سوريا» مؤكداً استعداد طهران لاستضافة قمة «أستانة» العام المقبل.
“القدس العربي”