بغداد ـ علي البغدادي
المستقبل –
في خطوة لافتة على صعيد مواجهة التدخلات الايرانية في العراق ومناطق الجنوب خصوصاً، شهدت العاصمة العراقية بغداد ولادة تشكيل سياسي جديد أطلق عليه "حركة تحرير الجنوب" ضم شخصيات وقوى سياسية وعشائرية من مختلف مدن جنوب العراق يأخذ على عاتقه "تحرير الجنوب من كافة أنواع الاحتلال وخصوصاً الايراني، عبر الوسائل السلمية".
وفي تجمع لها أقامته في بغداد، شكلت شخصيات وقوى سياسية وعشائرية تجمعاً جديداً اطلق عليه "حركة تحرير الجنوب" يهدف الى اعتماد الخيار السلمي لمواجهة التدخلات الايرانية والتخلص من آثار "الاحتلال الاجنبي" في الجنوب.
وقال عوض العبدان الامين العام لـ"حركة تحرير الجنوب" في كلمة ألقاها في المؤتمر التأسيسي الذي عقد امس، ان "هناك احتلالاً بعدة وجوه ومن عدة جهات يحاول تدمير البلاد ولن يقتصر على من يرتدي البزّات العسكرية ويحمل الاسلحة"، مشيراً الى وجود "احتلال أخطر من قبل دول أخرى دخلت العراق، الا وهو الاحتلال الايراني".
وحذر العبدان من "اننا سنعلن الحرب من اليوم على كل من يريد تدمير العراق وكل من احتله وأراد تمزيقه وكل من باعه وسرقه"، لافتاً الى اننا "لن نستخدم السيارات المفخخة ولا العبوات الناسفة او الموت كما يستخدمونها هم، لأننا لا نؤمن بثقافة العنف التي يجب ان تنتهي من العراق".
وقال كامل غضبان الشمري مسؤول اللجنة التحضيرية للحركة ان "الهدف من تأسيس الحركة هو لتحرير الجنوب من جميع أنواع الاحتلال وتخليصه من المفسدين".
وفي ذات المؤتمر، اعتبر فتاح الشيخ العضو السابق في الجمعية الوطنية (البرلمان) ان "اميركا ليست وحدها من تحتل العراق وانما هناك بعض العراقيين الذين ساعدوا على احتلال العراق".
ودعا الشيخ المقرّب من التيار الصدري ،العشائر العراقية الى "عدم صنع طاغية ودكتاتور آخر من خلال مبايعتها للمسؤولين، وعليها ان تعتبر وان لا تعيد عصر الدكتاتورية والطغاة من جديد حتى وان كان المسؤول منتخبا".
وحركة (تحرير الجنوب) تم تشكيلها الشهر الفائت من قبل تجمع يطلق على نفسه (المجموعة العراقية) في البصرة (اقصى الجنوب) والذي أشار في بيانه الاول الى ان المجموعة ستأخذ على عاتقها ما وصفته بتحرير الجنوب من قوى الاحتلال، مشيراً الى ان "الاحتلال الاميركي موجود وكذلك البريطاني وكان الدنماركي، وان الاحتلال الأسوأ والأمر والأخطر هو الاحتلال الايراني" .
وفي ملف آخر، تسعى الحكومة العراقية الى معالجة الملفات العالقة مع حكومة إقليم كردستان عبر الحوار المباشر وخصوصاً بعدما بدأت الخلافات بين بغداد وأربيل تطغى على المشهد السياسي في عموم البلاد.
وقال النائب الكردي محمود عثمان ان "وفداً حكومياً سيتوجه الى اقليم كردستان قريباً لبحث القضايا الخلافية بين الاقليم والمركز"، مشيراً الى ان "الجهود لحل هذه القضايا في الفترة الماضية لم تكن بالمستوى المطلوب".
وأشار عثمان الى ان" الوفد سيضم عدداً من المسؤولين في الحكومة المركزية وحزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي".
الى ذلك، انتقد نواب يمثلون عرب كركوك في البرلمان العراقي تصريحات الرئيس العراقي جلال الطالباني.
وقال التجمع العربي العراقي في البرلمان العراقي (يضم ممثلي مدينة كركوك) ان تصريحات الرئيس العراقي جلال الطالباني تعد "معارضة لصفته الدستورية وليست لتطلعات حزبية فقط، باعتباره يمثل رمز وحدة الوطن والساهر للمحافظة على استقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أرضه ، حسب نص المادة (67) من الدستور"، مشيراً الى ان" تصريحات الرئيس الطالباني التي أدلى بها أول من أمس في اجتماع حزبي عقد في محافظة السليمانية، صدمت مشاعر مواطنيه العرب وأبناء المكونات الأخرى ليس في كركوك فقط وإنما في جميع أنحاء الوطن".
وقال البيان" كان عليه (الطالباني)احترام الدستور الذي وضع نهاية صريحة لتنفيذ المادة 140، تلك النهاية التي لا تعود لموقف جهة سياسية أو مكوّن عراقي"، لافتاً الى اننا "نتمنى على الرئيس الاتحادي أن يترفع عن الخوض بمثل تلك المسائل الخلافية بين مواطنيه وان ينأى بنفسه عن الأهداف الحزبية، "داعياً الى" منع الإجراءات التي تؤدي الى ايجاد فدراليات عرقية أو دينية وإيقاف أعمال لجنة المادة (140) لعدم وجود غطاء دستوري للاستمرار في تنفيذها، مع ضرورة إعادة تدقيق المعاملات التي زعم بأنها منجزة للتأكد من توفر الشروط القانونية فيها".
وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني شدّد في تصريحات صحافية خلال اجتماع لحزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني) قبل أيام على أهمية تطبيق المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها رافضاً في الوقت ذاته مقايضة كركوك مقابل اي مكسب آخر.
وفي تطورات المشهد الامني، قال مصدر في الشرطة العراقية ان مسلحين مجهولين اغتالوا صباح أمس العميد عبد الحسين محسن مدير عمليات المرور العامة في ساحة النصر وسط بغداد. وتأتي عملية الاغتيال بعد يوم من العملية الفاشلة التي استهدفت مدير المرور العام.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية في بيان لها أمس، ان قواتها تمكنت من القبض على أحد قياديي تنظيم "القاعدة" في محافظة ديالى فجر أمس، قبل قيامه بتنفيذ "أعمال إرهابية". ولم يذكر البيان اي تفاصيل عن هوية القيادي وفي اي مناطق ديالى ألقي القبض عليه.
وفي هجوم هو الاول من نوعه منذ أشهر تعرضت المنطقة الخضراء المحصّنة (وسط بغداد) امس الى قصف بقذيفة هاون، على ما أفاد مصدر أمني من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وعلى صعيد استهداف المسيحيين في العراق، عثرت الشرطة العراقية أمس على جثة طفل مسيحيّ يبلغ من العمر نحو 5 سنوات خطف قبل 5 أيام من إحدى قرى قضاء شيخان شمال المحافظة.
وقال مصدر أمني ان "مسلحين خطفوا قبل 5 أيام طفلا من الطائفة المسيحية يبلغ من العمر نحو خمس سنوات ونصف، وطالبوا ذويه بدفع فدية مقابل اطلاق سراحه، الا ان المسلحين لم ينتظروا الفدية وقاموا بقتل الطفل، "مضيفاً أن "الشرطة تحقق حالياً في الحادث".
وكثيراً ما يتعرض المسيحيون في مناطق عدة من البلاد لحملات قتل وتهديد وتهجير من قبل جماعات مسلحة ومتطرفين بهدف دفعهم الى مغادرة البلاد.
وفي ميسان (جنوب شرق العراق) ألقت قوات الشرطة القبض على 11 مطلوباً للقضاء في مناطق متفرقة من المحافظة.