قالت صحيفة لوموند الفرنسية أن المختبر السوري كان بلا شك، ذا أهمية فائقة لروسيا خلال غزوها لأوكرانيا حيث دُمجت المسيّرات الإيرانية في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام السوري.
وأضافت الصحيفة أن الكرملين هو الذي اختبر تقنيات “الإرهاب” التي تستهدف المدنيين من أجل إضعاف المعارضة المسلحة في سوريا بشكل أفضل، ثم قلل من شأنها: التدمير المنهجي للجسور والمدارس والمستشفيات، الاستهزاء ب”الممرات الإنسانية” من أجل محاصرة المدنيين بشكل أفضل معتقدين أنهم يفرون من الجحيم، وكان الهدف ترك السكان بين خيارَي الخضوع أو النزوح، كل ذلك على خلفية شلل الأمم المتحدة بفعل ال”فيتو” الروسي.
وأوضح الخبير الفرنسي في الشرق الأوسط جان بيير فيليو، في عموده في الصحيفة، أن الجنرال سيرغي سوروفكين الذي قاد القوات الروسية في سوريا، عينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقيادة “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، فبدأ فوراً بدمج المسيّرات الإيرانية في موجات القصف التي تهدف علناً إلى تدمير البنية التحتية للطاقة، لكسر المقاومة الأوكرانية في الشتاء.
وأجبرت نكسات نظام الأسد العسكرية إيران، في الفترة من 2012 إلى 2013، على الانخراط بشكل متزايد في سوريا، إما بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري أو بشكل غير مباشر من خلال ميليشيا حزب الله اللبناني، ثم الميليشيات الموالية لإيران من العراق. ترافق هذا الالتزام الإيراني مع ارتفاع في عدد الطائرات بدون طيار المستخدمة، وهذه المرة مع دخول الطائرات القتالية بدون طيار من نوع “شاهد-123” ثم “شاهد-129”.
وأثناء الحملة السورية التي أطلقها الكرملين في أيلول/سبتمبر 2015 لإنقاذ نظام بشار الأسد المهدد بالانهيار، نشأ تعاون عملياتي مكثف غير مسبوق بين القوات الروسية والإيرانية، خاصة في قاعدة التياس (T-4) الجوية بالقرب من تدمر، حيث تتعايش قوات البلدين.
وسمحت الدروس التشغيلية في المسرح السوري بحسب الكاتب، للصناعيين الإيرانيين بتطوير مسيرات “شاهد-136” الأكثر تقدماً، وهي التي قرر الجنرال سوروفيكين استخدامها بكثافة ضد أهداف مدنية في عدة موجات من القصف في أوكرانيا.
وقد استنكرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التواطؤ بين موسكو وطهران، وتبنَّتا عقوبات ضد المسؤولين عن برنامج المسيرات الإيراني، رغم نفي طهران أي مسؤولية لها عن الاستخدام الروسي لصاروخ “شاهد-136″، لأن “جزءاً من المصانع التي تصنعها ليس على أراضيها” حسب وزير الدفاع الأوكراني، مما يشير إلى قاعدة التياس؛ في تذكير مؤثر بأهمية سوريا في موضوع الحرب الأوكرانية، لأنها حقيقة، كما يقول المتخصص الفرنسي، هي مكان إصدار أسلحة الإرهاب الروسي في أوكرانيا.
“المدن”