يتصدر موضوع التقارب التركي مع النظام السوري أجندات الاجتماع الذي ستعقده منظمات أميركية – سورية مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الجمعة، وهو الاجتماع الذي دعت إليه مؤسسة المجلس الأطلنطي و”التحالف الأميركي من أجل سوريا”.
وعلمت “المدن” من مصادر أميركية، أن الاجتماع سيركز على ثلاثة تفاصيل رئيسية، الأول التقارب التركي مع النظام السوري، بغية إيصال رسالة للوزير التركي برفض هذا التوجه بشكل قاطع.
أما مؤسسات المعارضة السورية (الائتلاف، الحكومة المؤقتة)، فسيكون النقاش حول “إصلاحها” على رأس أجندات الاجتماع.
ويتمحور التفصيل الثالث حول تحسين سبل الوضع المعيشي للسوريين والمؤسسات الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وللاجئين السوريين في تركيا.
وترى المنظمات الأميركية – السورية في البيان المشترك والتصريحات الأميركية والتركية التي خرجت بعد اجتماع وزير الخارجية الأميركي بنظيره مولود تشاووش أوغلو في واشنطن الأربعاء، بحضور مدراء المراكز البحثية الأميركية، مؤشرات على وجود تفاهمات أولية بين واشنطن وأنقرة حول أكثر من ملف ومنها الملف السوري، ويجب الاستفادة منها.
ويشير المستشار السياسي ل”التحالف الأميركي من أجل سوريا” قتيبة إدلبي الذي حضر الاجتماع، إلى الاتفاق بين واشنطن وأنقرة على أكثر من ملف، منها بيع تركيا مقاتلات “إف 16” أميركية الصنع، وموافقة تركيا على توسيع عضوية حلف شمال الأطلسي “ناتو” من خلال إعطاء أنقرة الموافقة النهائية على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف.
ويقول ل”المدن” إن أجواء اجتماعات تشاووش أوغلو في واشنطن إيجابية للغاية، مؤكداً على تأكيد وزير الخارجية الأميركي في بداية اجتماع الأربعاء على موقف واشنطن الرافض للتطبيع بين أنقرة والنظام السوري.
ويضيف إدلبي في هذا الخصوص أن المنظمات الأميركية السورية طلبت من الإدارة الأميركية إيصال رسالة قوية للوزير التركي بخصوص التطبيع مع النظام السوري، وبالفعل لمس تشاووش أوغلو موقفاً أميركياً متصلباً.
وحسب المستشار السياسي، طرحت واشنطن على أنقرة موضوع إعادة تفعيل الحوار لمعالجة مخاوف تركيا القادمة من مناطق شمال شرق سوريا (مناطق قسد)، مؤكداً أن “الوزير التركي طالب بتفعيل خريطة طريق منبج، ومن ثم العمل على الخطط البديلة”.
ولم يبد إدلبي تفاؤلاً حول احتمال تأثير الاجتماعات مع تشاووش أوغلو على توجه أنقرة نحو التطبيع مع النظام السوري، وقال: “اللقاءات مهمة من الناحية الدبلوماسية، وتصعيد الخطاب من المنظمات الأميركية السورية يُراد به أن يفهم هذا التصعيد ضمن سياق الرفض للتطبيع مع النظام، وليس ضمن سياقٍ معادٍ لتركيا قد يضر بمصالح السوريين”.
والخميس قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن وأنقرة تربطهما علاقة بناءة للغاية، وأعرب عن امتنان بلاده لتركيا لدورها في معالجة العديد من القضايا الملحة.
من جانبه أعلن تشاووش أوغلو أن بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل إعادة التركيز على سوريا، مستدركاً:”لكن واشنطن لم تف ببعض وعودها السابقة”.
“المدن”