ناشد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين بفعل الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا، وأدّى إلى مقتل آلاف السوريين ضمن مناطق سيطرته في إدلب.
وقال الجولاني لصحيفة “الغارديان” البريطانية: “على الأمم المتحدة أن تفهم بأنها مطالبة بتقديم مساعدات عاجلة في الأزمات”. وأضاف: “منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال أرسلنا رسائل للأمم المتحدة نطلب من خلالها المساعدة، لكن لسوء الحظ، لم يصل أي دعم لفرق الإنقاذ أو البحث، فضلاً عن عدم إرسال مساعدات طارئة لمكافحة هذه الأزمة”.
وأكد الجولاني أن معبر باب الهوى ظل مفتوحاً على الرغم من وقوع الزلزال المدمر، لكن رغم ذلك، فإن مساعدات الأمم المتحدة التي دخلت عبره لم تكن كافية، بحسب قوله.
وشدّد على ضرورة مساعدة المجتمع الدولي في عملية إعادة إعمار المناطق التي تعرّضت للزلزال، مؤكداً أن “حكومة الإنقاذ”، الذراع السياسي لتحرير الشام، “تواصلت مع جهات دولية من أجل طلب المساعدة”.
وقال الجولاني: “لقد حول نظام الأسد وروسيا، المنطقة إلى زلزال مستمر منذ 12 عاماً”. وأضاف: “مازال بنية حكومتنا (حكومة الإنقاذ) تلبية احتياجات شعبنا، ويجب أن نكون قادرين على بناء الحوكمة والحفاظ على الناس”، ثم استدرك: “لكن هذه المنطقة لاتزال تحتاج المزيد”.
وحول ما إذا كانت تحرير الشام قادرة على رعاية سكان إدلب، وهي المنطقة التي تغصّ بالنازحين الذين اضطروا للنزوح مرة أخرى جرّاء الزلزال، قال: “لقد بلغت قدراتنا حدودها، لقد فعلنا كل ما بوسعنا”.
واعتبر الجولاني أن الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدّى إلى تدمير مساحات واسعة من جنوب تركيا وشمال سوريا، “قد يقلب خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، في إشارة إلى خطوات التطبيع التركية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد. وقال: “تاريخ هذه المنطقة بعد الزلزال، سيكون مختلفاً تماماً عمّا قبله”.
وبحسب الغارديان، فإن الجولاني حرص على الترحيب بأي وجود دولي حيث يسيطر في إدلب، وذلك من أجل معرفة حجم الأزمة والتقليل من روابط تحرير الشام السابقة مع تنظيم “القاعدة” حينما كانت تحت مسمى “جبهة النصرة”، كما عمل على تقديم سيطرة تحرير الشام التي تشكل تحالفاً موحداً من الجماعات السلفية التي تخلّت عن علاقتها بالنصرة، انفصالاً سياسياً عن الماضي.
كما عمل على محاربة الجمعات المنشقة عن القاعدة وأعضاء مرتبطين بتنظيم “داعش” من أجل السيطرة على إدلب.
والأحد، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المساعدات القادمة عبر خطوط التماس مع النظام إلى إدلب توقفت بسبب عدم موافقة تحرير الشام، لكن الجولاني قال خلال مؤتمر صحافي إن دخول قوافل المساعدات يحتاج إلى فرق حماية وتأمين حتى وصولها، موضحاً أن تحرير الشام ليس لديها القدرة في الوقت الحالي، على فرز مثل تلك الفرق للانشغال في إدارة الأزمة الناتجة عن الزلزال.
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن كثيرين ضمن مناطق سيطرة المعارضة بما في ذلك الجولاني، يؤكدون أنه لا يمكن الوثوق بنظام الأسد لتقديم المساعدات، مشددين على ضرورة مرور المساعدات الإنسانية عبر شمال غرب سوريا، وإلى المناطق الأخرى المتضررة من الزلزال الذي ترك ما يقدر بنحو 5.3 مليون شخص بلا مأوى في سوريا.
“المدن”