واشنطن – من هشام ملحم
دمشق، تل أبيب – الوكالات:
يلتقي اليوم الديبلوماسي الاميركي فريد هوف، نائب المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل والمسؤول عن الملفين السوري واللبناني في فريق ميتشل، وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق لمتابعة المحادثات في شأن سبل احياء مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل، التي اجراها هو وميتشل في الاسابيع الاخيرة. وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" إن المحادثات ستتناول، في ما ستتناوله، قرار اسرائيل اقفال قناة الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل والتي شملت عدداً من جولات المفاوضات غير المباشرة في تركيا بين الجانبين، قبل ان تعلقها سوريا عقب الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
وكانت مصادر اميركية مسؤولة قالت في وقت سابق ان الخلاف بين سوريا واسرائيل على مرجعية معاودة المفاوضات عميق وجدي، ذلك ان ثمة اصراراً سورياً على معاودتها عبر الوساطة التركية من حيث انتهت، يقابله اصرار اسرائيلي على اجرائها عبر الوسيط الاميركي من دون شروط. وهذان الموقفان ابلغهما السوريون والاسرائيليون بوضوح الى ميتشل ونوابه خلال جولاتهم في المنطقة.
الوفد العسكري
وكانت زيارة هوف لدمشق مقررة قبل الموقف الاسرائيلي الاخير، اذ وصل اليها مع وفد عسكري اميركي من القيادة المركزية لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين من سياسيين وعسكريين في شأن سبل تحسين الوضع الامني على الحدود السورية – العراقية من اجل وقف عبور المقاتلين الاجانب لهذه الحدود.
وهذه الزيارة الثانية يقوم بها وفد عسكري اميركي لدمشق منذ تموز الماضي. ويرئس الوفد الميجر جنرال مايكل مولر.
والتقى الوفد، بمشاركة هوف، عدداً من المسؤولين العسكريين والسياسيين في سوريا بينهم نائب وزير الخارجية احمد عرنوس.
ووصفت مصادر اميركية المحادثات العسكرية بأنها "ايجابية" وتسير في اتجاه تقويم ضباط عسكريين من الطرفين الوضع الامني على الحدود السورية – العراقية من اجل اتخاذ مزيد من الاجراءات لضبطها.
قائمة اميركية
وفي دمشق، كشف أحد الديبلوماسيين ان "الاميركيين قدموا الى السوريين اسماء القائمين الرئيسيين على تسلل المتمردين الذين تريد اعتقالهم".
وقال ديبلوماسيين آخرون إن سوريا طردت هذه السنة محمد يونس، وهو شخصية رئيسية في حزب البعث العراقي المحظور والذي تطالب الحكومة العراقية باسترداده ولكن ليست له أهمية تذكر من حيث العمليات العسكرية على الارض.
وافاد ديبلوماسي آخر ان "التقدم في المحادثات بين سوريا واسرائيل يرتبط بتحسن علاقات سوريا مع الولايات المتحدة".
وفي علامة أخرى على انفراج محتمل، قال الديبلوماسيون ان واشنطن دعت نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى واشنطن لاجراء محادثات في موضوع العراق، لكن تفاصيل الزيارة لم تحدد بعد.
اسرائيل
• في القدس، صرح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون في مقابلة مع "رويترز" بان اسرائيل في عهد الحكومة التي يرئسها بنيامين نتنياهو لن تجري مفاوضات غير مباشرة مع سوريا بوساطة تركية، مؤكداً ان أي مفاوضات جديدة يجب ان تكون مباشرة.
وقال: "لدينا احترام هائل وتقدير عظيم للجهود التركية، لكنها لم تنجح… ليس بسبب الأتراك… هذا بسبب العناد السوري". وأكد أن اسرائيل لن تلجأ مجدداً الى الوساطة التركية.
وسئل هل تستبعد حكومة نتنياهو العودة الى المحادثات التي تجري بالواسطة والتي اقترحت تركيا وسوريا معاودتها أجاب: "هذا صحيح… لقد استفدنا فقط من التجربة التي تظهر ان المحادثات بالوكالة لم تنجح… أذا كانوا (في سوريا) جديين حقاً في شأن السلام وليس مجرد عملية للسلام قد تخلصهم من العزلة الدولية، اذا كانوا جديين حقاً فسوف يأتون ويجلسون معنا".