شنت قوى أمنية تابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات وأعضاء في “حزب التحرير” في ريفي إدلب الغربي والجنوبي، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام وأصيب آخرون،أمس الأحد، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في سيارة عسكرية كانت تقلهم على الطريق الواصل بين محافظتي “حمص – حماة” وسط البلاد.
وحسب مصادر محلية، فإن عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية لقوات النظام قرب حاجز “الجابرية” الواقع على طريق “حمص – سلمية”، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة آخرين بجروح، تم نقلهم إلى “مشفى الباسل” في مدينة حمص.
وذكرت المصادر أسماء الجرحى من عناصر النظام وهم: وسيم سليمان، سامر بلول، ثائر شعبان، حيدر علي، يعرب السليمان، دريد الأحمد (مدني)، وحافظ إسماعيل (السائق)”. وتنتشر خلايا تنظيم “داعش” بكثافة بين بادية حمص وحماة، وتهاجم مواقع النظام بشكل دوري.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثة من قوات النظام وإصابة 10 آخرين منهم بجراح متفاوتة، جراء انفجار العبوة الناسفة ، صباح الأحد، استهدفت حافلة مبيت عسكرية بالقرب من حاجز الجابرية على طريق حمص – سلمية، ضمن منطقة المشرفة شمال شرقي حمص بوسط سوريا. وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له في بيان صحافي أمس، إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.
وفي الثالث من أبريل/نيسان الماضي، أصيب 16 شرطياً بجروح متفاوتة، جراء استهداف باص مبيت يعود للعاملين في بوابة نصيب الحدودية مع الأردن بعبوة ناسفة في محافظة درعا.
وقال موقع “تجمع أحرار حوران” وقتئذ، إن 16 عنصرًا من شرطة الجمارك أصيبوا بجروح جراء استهداف باص مبيت بعبوة ناسفة بالقرب من بلدة الغارية الغربية على الطريق الدولية دمشق – عمان.
دهم واعتقالات
في غضون ذلك، قال مصدر خاص لـ”القدس العربي” إن جهاز الأمن العام التابع لـ”تحرير الشام”، نفّذ عمليات دهم طالت منازل مطلوبين من أعضاء “حزب التحرير” في ريف إدلب، أسفرت عن اعتقال نحو 15 شخصاً في كل من أريحا وجسر الشغور في ريف إدلب، وذلك ضمن سلسلة من الحملات شبه اليومية، في سياق حملة هيئة تحرير الشام لملاحقة مطلوبين بتهمة “التحريض وتهديد الأمن المحلي”.
وصرح مصدر أمني، بأن الاعتقالات نفذت “في شارع النهضة ضمن بلدة أريحا جنوبي إدلب والأطراف الشرقية لمدينة جسر الشغور غربي إدلب”، مشيراً إلى أن من بين المحتجزين “قُصر دون الثامنة عشرة”. وأضاف المصدر أن الاعتقالات تمت بتهمة التحريض ضد الهيئة عبر المنشورات الورقية والجدارية ومظاهرات احتجاجية.
وحمّلت رابطة “نشطاء الثورة في حمص” هيئة تحرير الشام مسؤولية سلامة أحد أبناء حمص، ممن اعتقلتهم النصرة مساء السبت، في حملتها الأخيرة.
ونشرت الرابطة بياناً اتهمت فيه الهيئة بمواصلة “حملة الترهيب والتغييب القسري ضد الثوار ووجوه المناطق والعشائر الرافضين للظلم، حيث اعتقلت الهيئة الثائر طلال عقلة العبد الله الملقب أبو عبد الله العقلة النعيمي، وهو من ثوار البدايات الذين عملوا في كل من حمص وحماه وكان من رفاق درب الساروت، ونشط في المجال الإنساني وفي مجال الإصلاح بين الناس ويعتبر أحد وجوه قبيلة السادة النعيم في سوريا”.
وطالبت الرابطة “هيئة تحرير الشام بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وإلغاء الاعتقال التعسفي بحق طلال العبد الله ونحمل الهيئة مسؤولية سلامتهم البدنية والنفسية”. وتعتبر هذه الحملة هي الخامسة من نوعها خلال الشهر الحالي، كان أبرزها اعتقال وجهاء مدينة وريف حماه وعدد من قادة الجيش الوطني، بتهم “التحريض وتخريب أمن المنطقة”، حيث لا زالوا مغيبين حتى اللحظة، حسب المصدر. وأضاف أن المعتقلين تم نقلهم إلى التحقيق، في حين عجز ذووهم عن معرفة مكان احتجازهم وسط مخاوف على حياتهم.
توتر واحتجاجات
في غضون ذلك، تشهد قرى الجعية ومحيميدة وحوائج بومصعة الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الغربي، حالة من التوتر ووقفات احتجاجية، وقطعاً الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة، ضد حملات “قسد” الأمنية.
وقالت مصادر محلية، إن الأهالي في قرى الجعية ومحيميدة وحوائج وغيرها خرجوا بوقفات احتجاجية، رددوا خلالها هتافات مناوئة لـ”قسد”، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين في السجون. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن من بين المعتقلين تجار مخدرات ومروجيها ضمن منطقة سيطرة “قسد” في ريف دير الزور، اعتقلوا خلال الحملات الأمنية من قبل قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، خلال فترات سابقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد وثق في 15 حزيران الجاري، هجوم أبناء عشائر على حواجز عسكرية تابعة لـ”قسد” في بلدة الصور بريف دير الزور، بالتوازي مع خروج احتجاجات شعبية عارمة في المنطقة، على خلفية اعتقالات للتحقيق بحادثة مقتل طفلة في قرى القامشلي بعد خطفها من مجموعة أشخاص، حيث تم التعرف على أحد القتلة قبل أيام. جاء ذلك بالتوازي مع مطالبات بالإفراج عن نساء معتقلات في سجون “قسد”.
انتقد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، المؤتمر الذي عقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل، واختتم أعماله أول أمس الخميس، معتبرا أن الاتحاد قرر تغييب الحكومة السورية عن المؤتمر، حتى لا تنكشف أهدافه الحقيقية. كما انتقدت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، السبت، مؤتمر المانحين السابع من أجل دعم مستقبل سوريا، الذي استضافته بروكسل قبل أيام.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مقابلة مع قناة “آر تي” الروسية أن روسيا ستواصل دعم سوريا. وقال بيسكوف إن “روسيا ستواصل جهودها في تقديم المساعدات للجمهورية العربية السورية لإعادة سوريا إلى الاسرة العربية”، حسب وكالة أنباء تاس الروسية. وقال المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السورية، أمس، إن “المؤتمر الذي عقد في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وتم تخصيصه بشكل أساسي حول سوريا، اختار فيه الاتحاد تغييب الدولة السورية عنه، لكي لا تنكشف حقيقة أهدافه وسياساته المفلسة، نتيجة للإجراءات القسرية اللاإنسانية واللاأخلاقية، التي يواجهها الشعب السوري، والمفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي”.
وعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي 15-14 من حزيران/يونيو الجاري، مؤتمر لتقديم الدعم لسوريا، في نسخته السابعة. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي عن جمع 6.5 مليار دولار، لمساعدة السوريين في سوريا ودول الجوار، وأن الأمين العام للأمم المتحدة كان يأمل في جمع مبلغ 10 مليارات دولار لتقديم مساعدات للسوريين.
وقالت زاخاروفا، في بيان، على موقع الوزارة الإلكتروني، إن الاتحاد الأوروبي لم يستمع لنداءات الأردن والعراق ولبنان وتركيا والدول العربية التي طلبت المساعدة في إعادة اللاجئين السوريين وتخفيف “عبء استضافتهم الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يعد يُطاق”. وأضافت أن المشاركين في مؤتمر المانحين ببروكسل “تجاهلوا” أيضا تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن “ضرورة تقديم تأكيدات واضحة بأن العقوبات الأحادية الجانب لا تنتهك عمليات مساعدة السوريين”. وتساءلت متحدثة الخارجية عن الأموال التي وعدت بها الدول الغربية، قائلة إنه تم التبرع بـ 363 مليون دولار فقط من مبلغ 4.8 مليارات دولار الموعود، أي ما يعادل 8 بالمئة فقط من إجمالي المبلغ.
ولفتت إلى أنه منذ عام 2014 “تحتل الولايات المتحدة مساحات شاسعة في جنوب وشمال شرق سوريا، وتشارك في نهب النفط والحبوب السورية”، حسب وصفها. وقالت أيضا إن الموضوعات “غير اللائقة سياسيا” لم تجد مكانا لها في المؤتمر الذي تحول إلى “تجمعات من أصحاب العقول المتشابهة” الذين يواصلون تسييس العمل الإنساني تحت “الشعارات المنافقة” لمساعدة المحتاجين ورعايتهم.
فيما لم يصدر تعليق فوري من الولايات المتحدة أو الدول المانحة على تصريحات الخارجية الروسية.
يشار أن المشاركين في “مؤتمر بروكسل” الذي انعقد الخميس الماضي، أعلنوا تقديم مساعدات إضافية بقيمة 10.3 مليارات دولار للسوريين المتضررين من الجوع والفقر والصراع الأهلي في بلادهم.
جاء ذلك في ختام المؤتمر الذي انعقد في مقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بهدف دعم سوريا وجمع الأموال لإغاثة اللاجئين السوريين.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مبلغ أولي قدره 560 مليون يورو (600 مليون دولار) لعام 2024، من المقرر أن يرتفع خلال الأشهر المقبلة، مع إضافة مساهمات أخرى.
“القدس العربي”

























