خلال لقاء حديث في ساعة متأخرة من الصباح لتناول الطعام بعد قداس الأحد، جلست و"صديقاتي السوداوات" على شرفة مطعم في لوس أنجلوس ندردش عن انتخاب باراك أوباما. طبعا، كنا مأخوذات بالمعنى التاريخي لهذه اللحظة. معظمنا لم نحسب قط أننا سنرى رئيسا أمريكيا من أصل أفريقي. لكن كمجموعة من ست نساء سوداوات في الثلاثينات والأربعينات من العمر، كانت الحماسة تغمرنا أيضا بشأن من سيرافق أوباما إلى البيت الأبيض، زوجته ميشيل وابنتاه اليافعتان. كلنا مدحنا ــ وربما أيضا حسدنا ــ ميشيل على تخرجها من اثنتين من أفضل الجامعات وعلى أناقتها وطباعها الهادئة والودودة. مع ذلك، فإننا نعي كلنا مدى أهميتها بالنسبة إلينا. في سن الـ44، ستكون ميشيل أوباما أصغر سيدة أولى منذ جاكلين كنيدي. والكثيرون يتوقعون أن تعيد سحر تلك الحقبة إلى واشنطن. (مثلما كان يطلق على حقبة كنيدي اسم "كاميلوت"، بدأ الناس الآن يتحدثون عن حقبة "باميلوت"). لكن تأثير ميشيل قد يتخطى كونه تأثيرا سطحيا. عندما يؤدي زوجها قسم اليمين، ستصبح ميشيل المرأة الأمريكية من أصل أفريقي الأكثر بروزا. وسوف يتسنى للسيدة الأولى الجديدة أن تدحض الأفكار النمطية البشعة بشأن النساء
السوداوات وتطلع العالم على ثقافة الأمريكيين السود بشكل عام. لكن ربما الأهم من ذلك ــ وبغض النظر عما يمكن لزوجها أن يفعله ــ هو أن ميشيل تملك القدرة على تغيير نظرة الأمريكيين من أصل أفريقي إلى أنفسهم وحياتهم وإمكاناتهم.
إنها فرصة رائعة، ومسؤولية كبيرة. قالت صديقتي غيرترود جاستين، البالغة 40 عاما، وهي ممرضة من هيوستن: "أظن أنها ستبقى راقية، لأنها تعرف أنها لا تمثل نفسها فقط. تعرف أنها تحاول تغيير الصورة النمطية عن السود التي ترسخت منذ عقود وأن كل ما تفعله سيكون تحت المجهر. أنا متأكدة من أنها شعرت بالإهانة مثل أي امرأة سوداء أخرى بسبب عدم وجود صورة تجسد حقيقة النساء الأمريكيات من أصل أفريقي". ستذكرنا ميشيل بشكل يومي أننا لسنا كلنا حادات الطباع ومدمنات على المخدرات لا نعي ما نفعله وجاهزات دائما لإطلاق الدعابات وقلب أعيننا.
على غرار الكثير من النساء الأمريكيات من أصل أفريقي اللواتي أعرفهن، فإن ميشيل متمرسة في سبل التماشي مع عالم البيض. طوال كل تلك السنوات التي أمضتها في قاعات الاجتماعات وأفضل شركات المحاماة ــ ناهيك عن كليتي الحقوق في جامعتي برينستون وهارفارد النخبويتين ــ تعين عليها أن تتعلم كيفية الاندماج. الآن يتعين عليها أن تفعل المزيد لإقناع مجموعتين مختلفتين تماما ــ الأمريكيين من أصل أفريقي والباقين ــ بأن بإمكانهم الوثوق بها كسيدتهم الأولى. وسيتعين عليها أن تفعل كل ذلك من دون التخلي عن طبيعتها.
لقد أظهرت ميشيل أنها تدرك أن عليها استمالة كل الناس. في بداية الحملة الانتخابية التمهيدية، أظهرت ميشيل قدرة على ضبط النفس والسيطرة على مشاعرها بعدما كانت قد وصفت بأنها صريحة جدا وحادة الطباع. وقد توقفت عن إطلاق دعابات عن رائحة فم أوباما في الصباح، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالنظافة. ملاحظتها عن أنها "فخورة ببلدها" للمرة الأولى كانت زلة أخرى نادرة. لكنها سرعان ما تعلمت الكيفية التي تلعب بها دور الزوجة المولعة بزوجها وغير المثيرة للجدل، مادحة إياه في برامج مثل The View.
لقد أظهرت أنها قادرة على توجيه ملاحظاتها إلى جمهور أسود في معظمه أيضا، معبرة عما سيعنيه فوز أوباما بالنسبة إليهم، وما سيعنيه أيضا بالنسبة إليها، واصفة نفسها بـ"الفتاة السوداء الصغيرة من القطاع الجنوبي لشيكاغو". لكن عندما نشرت مجلة نيويوركر رسما كاريكاتوريا في يوليو صورت فيه الزوجين أوباما على أنهما إرهابيان يضرب كل منهما قبضته بقبضة الآخر احتفالا بالفوز في المكتب البيضاوي، كانت هذه الصورة لاذعة. بدا أن ميشيل هي المستبدة، والمرأة السوداء الغاضبة. فخففت من حدة صورتها وبدأت تضع قلادات من اللؤلؤ وتلبس كنزات جاي كرو المطمئنة.
هل سيطغى هذا الجانب الألطف بعدما فاز زوجها بالانتخابات؟ عندما التقيت ميشيل في وقت سابق من هذا العام لإجراء مقابلة معها في أتلانتا، سحرت بدفئها ورغبتها في التحدث عن كل شيء، مصممي الأزياء الذين تحبهم، وذوق ابنتيها بالملابس، حتى إنها تحدثت عن الكلاب. (وخلال مكالمة هاتفية تبعت المقابلة، رحبت بي قائلة: "مرحبا يا صديقتي" وكأننا كنا زميلتين في الجامعة ولم نلتق منذ زمن بعيد). لم يبد أنها تتظاهر باللطف، ولم تكن تتردد في كلامها أو حركاتها مثلما بدا أنها تفعل بعدما بدأت الحملة تأخذ منحى تشهيريا.
أنا شخصيا آمل أن تتيح لشخصيتها الحقيقية المرحة بالظهور. والدلائل تشير إلى أنها قد تفعل ذلك. فالفستان الجريء الذي يتخلله اللون الأحمر الذي لبسته ليلة الفوز بالانتخابات، وهو من تصميم نارسيسو رودريغز، لم يكن خيارا حذرا. لم يجمل قوامها، لكنه أظهر أن ميشيل تسعى إلى إيجاد أسلوب خاص بها. وهناك دلائل أخرى تجلت في أدائها الفاتن لكن الرزين خلال مقابلة حديثة مع برنامج 06 Minutes. كانت تبدو أنيقة ومرتاحة ــ وصادقة في حبها لزوجها ــ واستهزأت بكلام الرئيس المنتخب عن حبه لغسل الصحون وقالت له إنها لن ترافقه إذا أراد التنزه في شيكاغو في يوم بارد.
هذا الدفء غير المتكلف بين الزوجين أوباما كان أمرا آخر ركزنا عليه أنا وصديقاتي خلال لقائنا الصباحي. نحو 50 بالمائة من كل النساء الأمريكيات من أصل أفريقي عازبات. وباستثناء برنامج The Cosby Show، قليلة هي الزيجات المتينة والمستقرة بين السود التي تحظى باهتمام إعلامي. تساءلنا عما يمكن أن يقدمه هذان الزوجان الرئاسيان الجميلان لمستقبل العائلة السوداء؟ قالت جنيس سينكلير، البالغة 34 عاما، وهي مساعدة إدارية وأم غير متزوجة لديها ابن عمره 12: "أريد أن يرى ابني بشكل مباشر ما يمكن أن يحققه شخصان إذا عملا معا واحترم أحدهما الآخر. أنا ووالده تطلقنا عندما كان في الثانية من العمر، لذلك لم تتسن له الفرصة لرؤية الكيفية التي تكون عليها العلاقة الحقيقية. الكثير من أصدقائه لديهم أمهات غير متزوجات أيضا، لذلك سوف يعلّمنا آل أوباما أن الحب والسعادة ليسا فقط للآخرين بل لنا أيضا. يسهل نسيان ذلك عند مشاهدة التلفزيون والأفلام".
تركيز ميشيل اهتمامها على ابنتيها اليافعتين ماليا وساشا صادق، لكنه قد يساعدها أيضا على تعزيز جاذبيتها. حاذية حذو آل كارتر وكلنتون ــ آيمي كانت في التاسعة وتشيلسي في الـ12 عندما أصبح أبواهما رئيسين ــ تسعى ميشيل لإنشاء طوق لحماية ابنتيها. أي والدة ووالد لا يتعاطفان معها في رغبتها بحماية ابنتيها الصغيرتين من الأضواء المسلطة عليهما؟
لكن إعلان ميشيل أنها تنوي أن تكون "الأم الأولى" أدى إلى تفاقم الجدال الجاري بين الأمهات البيضاوات اللواتي يفضلن ملازمة المنزل للاهتمام بالأولاد واللواتي يعملن خارج المنزل. (ألا تضع كل الأمهات مصلحة أولادهن أولا، حتى وإن كن يعملن خارج المنزل؟ هل يمكن لامرأة ناجحة مهنيا مثلها أن تكتفي بلعب دور الأم الأولى؟) مع ذلك، فإن معظم النساء الأمريكيات من أصل أفريقي اللواتي أعرفهن فرحات بأنها في موقع يتيح لها اتخاذ هذا الخيار. فالعائلة الأمريكية العادية من أصل أفريقي غير قادرة على الاستمرار من دون مدخولين، ومعدل الفقر بين العائلات السوداء يفوق الـ30 بالمائة، بحسب بيانات مكتب الإحصاءات الأمريكي لعام 2006. وبالنسبة إلى الأمهات غير المتزوجات، هذا يعني أنهن مضطرات إلى العمل في وظيفتين، ما لا يترك سوى القليل من الوقت للاهتمام بالأولاد. لقد تخطت ميشيل الصعوبات المتأتية من كونها أما عاملة، وحصلت على شهادتها في الحقوق وعملت في وظائف حكومية وإدارية قبل أن تترك عملها خلال حملة أوباما الانتخابية.
آمل أن يترك دور ميشيل كأم أولى متسعا كبيرا لها من الوقت للتطرق إلى مسائل مهمة وأساسية، حتى وإن لم تكن تسعى للحصول على مكتب في الجناح الغربي من البيت الأبيض. هذا يتطلب مقدرة عالية من أي سيدة أولى» لنتذكر هيلاري كلنتون وإصلاح نظام العناية الصحية. فمعظم السيدات الأوليات يفضلن المسار الذي اتبعته لورا بوش في اختيارها مسائل غير مثيرة للجدل مثل مكافحة الأمية. حتى الآن، أبدت ميشيل اهتماما بقضايا شعبية ـ مثل معاناة عائلات الجنود والمصاعب التي يواجهها الأهل من الطبقة العاملة ــ يصعب انتقادها. لكنها ستضطر إلى مواجهة مسألة إضافية: إذا ركزت على المجتمع الأسود ــ مثل مساعدة المدارس المدينية ــ فهل ستعتبر اهتماماتها محصورة بعرقها؟ وفي حين أن كل السيدات الأوليات ــ والكثير من النساء العاملات ــ يحاولن إظهار ثقتهن بأنفسهن من دون أن يبدون متسلطات، فإن النساء الأمريكيات من أصل أفريقي يخشين بشكل خاص أن يكون تصويرهن على أنهن "قويات" يعني في الحقيقة أنهن "غاضبات".
قد يكون المظهر حقل ألغام آخر بالنسبة إلى ميشيل. فدائما تتم مراقبة السيدات الأوليات عن كثب، ما الذي دفع هيلاري إلى ارتداء تلك البذلات السوداء غير ذلك؟ مع أن ميشيل أبدت ميلا إلى تسريحات الشعر العصرية والفساتين الضيقة، فإن أسلوبها لا يزال متنوعا ويشهد تطورا. لقد ارتدت ثيابا تتراوح بين فساتين جاهزة لا يتعدى سعرها 148 دولارا وملابس من تصميم دولتشي أند غابانا. عندما قامت بأول زيارة لها إلى البيت الأبيض في فستان أحمر لافت، أشارت بذلك إلى أنها مستعدة لأن تكون جريئة. لكن هل ستتراجع إذا انتقدت لأن شعرها غير مسرح بشكل جميل أو تم التطرق إلى قوامها بشكل محرج؟
إنها تتمتع بأفضلية واحدة على الكثير من السيدات الأوليات السابقات، وهي أن بنيتها نحيلة وطويلة مثل اللاعبات الرياضيات. قد يكون لذلك تأثيرات مهمة تتعدى صفحات الموضة. فميشيل التي تعترف بأنها مدمنة على اللياقة البدنية وتمارس الرياضة كل صباح قد تشجع النساء السوداوات على الاعتناء بأنفسهن. إن معدلات النساء الأمريكيات من أصل أفريقي اللواتي يعانين ارتفاع ضغط الدم والسمنة عالية جدا. ومثل كل الناس الآخرين، نتذرع بحجج كثيرة لتبرير خمولنا، بما فيها خوفنا الدائم من إفساد تسريحة شعرنا. قالت صديقتي تامارا رودز، وهي مسؤولة عن السلامة العامة في مدينة لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا تبلغ من العمر 37 عاما: "أنظر إليها وأقول في نفسي: لدي ولدان وهي لديها ولدان. إذا كانت قادرة على تخصيص وقت للاهتمام بنفسها وتحسين مظهرها، لم لا يمكنني القيام بذلك؟ مظهرها جميل ويمكنني الاقتداء به ــ ليست نحيلة جدا ــ لكنها في صحة جيدة".
فيما تابعت وصديقاتي الكلام عن ميشيل خلال لقائنا الصباحي، تطرقنا إلى موضوع نادرا ما نناقشه، حتى في عائلاتنا وبين أصدقائنا المقربين. ميشيل ليست فقط أمريكية من أصل أفريقي، بل إن بشرتها داكنة. داكنة جدا. في عصر غالبا ما يتم فيه تحديد الجمال على شاشات التلفزيون وفي المجلات والأفلام بالبشرة البيضاء والفاتحة والشعر الطويل الأملس والقسمات الناعمة، فإن ميشيل لا تشبه أبدا عارضات الأزياء أو الممثلات ذوات البشرة الرائعة في إعلانات تروج لمستحضرات التجميل التي يدعين أنها ضرورية. لكنها ستظهر على غلاف مجلة فوغ في عدد شهر مارس، وهو أفضل اعتراف بجمالها.
لطالما كان تحديد الجمال مصدر ألم وغضب وإحباط في مجتمع الأمريكيين من أصل أفريقي. في الكثير من الحالات، الجمال بالنسبة إلى النساء السوداوات وحتى الرجال، كان يعني لون بشرة فاتحا و"شعرا جميلا" وقسمات وجه ناعمة. والنساء الشهيرات الأمريكيات من أصل أفريقي مثل لينا هورن ودوروثي داندريدج وهالي بيري وبيونسي اللواتي تعاقبن على مر السنوات ــ بالرغم من أنهن جميلات وموهوبات ــ لم يمثلن حقا تنوع ألوان البشرة وقسمات وجه التي تتمتع بها معظم النساء السوداوات في هذا البلد.
هذه النظرة المحدودة كان لها تأثير عميق على ثقة الكثير من النساء الأمريكيات من أصل أفريقي بأنفسهن، بمن فيهن أنا. قالت تشاريس هولاندز، وهي ساعية بريد تبلغ من العمر 30 عاما من مدينة إنغلوود بولاية كاليفورنيا، وتتمتع ببشرة سوداء لا تشوبها شائبة: "عندما أرى ميشيل أوباما على أغلفة المجلات وفي البرامج التلفزيونية، أقول في نفسي: انظروا إليها وإلى بشرتها البنية. لا أعني التقليل من احترام أخواتي ذوات البشرة الأقل دكنة، لكن من الجميل رؤية فتاة بنية اللون تحظى ببعض الاهتمام وتوصف من قبل كل العالم بأنها جميلة. هذا لا يحدث كثيرا، وعلى بناتنا الصغيرات أن يرين ذلك، ابنتي الصغيرة بحاجة إلى رؤية ذلك".
في أفريقيا، مستحضرات تفتيح لون البشرة رائجة جدا مع أن المادة الكيميائية التي تحتوي عليها، وهي الهيدروكينون، مضرة إذا استعملت بكميات كبيرة. قم بزيارة أي متجر لبيع مستحضرات التجميل في وسط أي مدينة أمريكية، وستجد قسما بكامله مخصصا للأنواع الأقل ضررا من هذه المنتجات. تقول الفكاهية ومقدمة البرامج التلفزيونية ووبي غولدبرغ، التي اشتهرت بتقديمها عرضا يرتكز على توقها إلى التمتع بشعر أشقر أملس وعينين زرقاوين: "إنها حقيقة لطالما لازمتنا. في المجتمع وفي المحيط الأسود، كلما كان لون بشرتك أفتح وكانت قسمات وجهك أوروبية، كنت مرغوبة أكثر. الآن الكثيرات منا يردن إنكار ذلك أو يقلن إن هذا تغير، لكنه لم يتغير. كلما كانت بشرتك أكثر دكنة، كنت أبعد عن المثالية، بكل بساطة. وهذا يؤثر على نفسيتك إلى حد كبير".
إذا كنت ممثلة، فقد يحول ذلك أيضا دون ظهورك في فيديو لموسيقى الهيب هوب أو حصولك على أفضل الأدوار السينمائية. لكنه يؤثر أيضا على الفتيات والنساء العاديات. في حلقة حديثة من برنامج Tom Joyner Morning Show الـذي يبث في كـــل أنحــاء البـلاد، ســأل المضيف مستمعيه إن كان خيار الرئيس المنتخب لزوجته وشكلها أثرا على تأييدهم له بطريقة ما. الجواب كان "نعم" حازمة، أعقبتها تعليقات مثل: "إنها امرأة سوداء عادية" و"يروقني أنها تشبه جارتي أو قريبتي أو ابنة أخي".
لقد حققت ميشيل الكثير حتى قبل وصولها إلى البيت الأبيض. تصوروا ما يمكنها القيام به إن قررت التطرق إلى مشاكل مهمة، ولو حتى مشكلة واحدة فكرت فيها، مثل مساعدة المجتمع المحلي في واشنطن العاصمة. هذا هو نوع التأثير الذي قد يتعدى بكثير صديقاتي على طاولة الطعام الصباحي.
تاريخ النشر: الثلاثاء 2/12/2008
"نيوزويك"