• الرئيسية
  • رأي الرأي
  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
  • تحليلات ودراسات
  • حوارات
  • ترجمات
  • ثقافة وفكر
  • منتدى الرأي
الإثنين, نوفمبر 3, 2025
موقع الرأي
  • Login
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    متى نتحرر من عقدة الأكثرية والأقليات في سوريا؟

    ” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    الصامتون والرماديون

    الصامتون والرماديون

    مشروعية الرأي الأخر والانفصام عن الواقع

    مشروعية الرأي الأخر والانفصام عن الواقع

    “ذئب منفرد” في ولايات “غير متحدة”

    من ثلاجة العزلة إلى حرارة المنصة

    دود الخل

    من الرياض إلى دمشق… نهار عربي جديد

  • تحليلات ودراسات
    غزة في ميزان التنافس الأميركي – الصيني… هل تغير “خطة ترمب” قواعد اللعبة؟

    غزة في ميزان التنافس الأميركي – الصيني… هل تغير “خطة ترمب” قواعد اللعبة؟

    هل تكفي البرغماتية لإعادة تعريف العلاقات الروسية – السورية؟

    هل تكفي البرغماتية لإعادة تعريف العلاقات الروسية – السورية؟

    شمال شرق سوريا… الفيدرالية ليست الحل وآن الأوان للدمج

    شمال شرق سوريا… الفيدرالية ليست الحل وآن الأوان للدمج

    “مخيم الفرنسيين” في إدلب… أول اختبار لملف المقاتلين الأجانب

    “مخيم الفرنسيين” في إدلب… أول اختبار لملف المقاتلين الأجانب

  • حوارات
    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

  • ترجمات
    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • رأي الرأي
    متى نتحرر من عقدة الأكثرية والأقليات في سوريا؟

    ” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

  • سياسة
    • سورية
    • العرب
    • العالم
  • مقالات
    الصامتون والرماديون

    الصامتون والرماديون

    مشروعية الرأي الأخر والانفصام عن الواقع

    مشروعية الرأي الأخر والانفصام عن الواقع

    “ذئب منفرد” في ولايات “غير متحدة”

    من ثلاجة العزلة إلى حرارة المنصة

    دود الخل

    من الرياض إلى دمشق… نهار عربي جديد

  • تحليلات ودراسات
    غزة في ميزان التنافس الأميركي – الصيني… هل تغير “خطة ترمب” قواعد اللعبة؟

    غزة في ميزان التنافس الأميركي – الصيني… هل تغير “خطة ترمب” قواعد اللعبة؟

    هل تكفي البرغماتية لإعادة تعريف العلاقات الروسية – السورية؟

    هل تكفي البرغماتية لإعادة تعريف العلاقات الروسية – السورية؟

    شمال شرق سوريا… الفيدرالية ليست الحل وآن الأوان للدمج

    شمال شرق سوريا… الفيدرالية ليست الحل وآن الأوان للدمج

    “مخيم الفرنسيين” في إدلب… أول اختبار لملف المقاتلين الأجانب

    “مخيم الفرنسيين” في إدلب… أول اختبار لملف المقاتلين الأجانب

  • حوارات
    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    “حفيد بلفور” يتحدث لـ “المجلة” عن أسرار الوعد الشهير و”حل الدولتين”… وعلاقته بـ “لورانس العرب”

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    ديفيد بتريوس لـ”المجلة”: نهج ترمب في الشرق الأوسط يُؤتي ثماره… ويجب تقسيم غزة إلى مجتمعات مسوّرة

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    جورج صبرا: الشرع رجل المرحلة… وسورية في الاتجاه الصحيح

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

    مارتن غريفيث لـ”المجلة”: إنها إبادة جماعية في غزة… وهكذا أرى الشرق الأوسط بعد هزائم إيران

  • ترجمات
    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    خريف آيات الله: أيّ تغيير مقبل على إيران؟

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    سوريا ولبنان هما القطعتان التاليتان في سلام المشرق

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    مستقبل سوريا في أزقّة دمشق القديمة

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

    إسرائيل تستنجد بحلّ الدّولتين

  • ثقافة وفكر
    • All
    • خواطر سوريّة
    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    اختلاط الحدود ما بين أدب جيد وآخر رديء

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    نخبنا الدينية المتنورة وقيم العيش المشترك

    تمثال الأب وصورة الابن  –  نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    تمثال الأب وصورة الابن – نصب التماثيل وتحطيمها كتاريخ رمزي

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

    الخطاب الشعري في ضوء علم النص

  • منتدى الرأي
No Result
View All Result
موقع الرأي
No Result
View All Result

أنا صحافيّ سوري… هل أنزع درعي وأعمل بحريّة ؟

مصعب الياسين

14/12/2024
A A
أنا صحافيّ سوري… هل أنزع درعي وأعمل بحريّة ؟
0
SHARES
1
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

غطى الصحافي السوري مصعب الياسين تقدم فصائل المعارضة السورية المسلحة من إدلب وصولاً إلى دمشق، وبعد سقوط النظام، وفرار بشار الأسد يسأل :”هل أنزع درعي الصحفي وخوذتي وأعمل بحريّة؟

بدأت الرحلة من إدلب منذ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مع إعلان فصائل المعارضة حينها الاشتباك مع قوات النظام بالقرب من مدينة حلب.

ومثل كل الصحافيين في شمال غربي سوريا وعلى مدى الأعوام الثلاثة عشر الماضية، أعمل على توثيق التطورات الميدانية،  أغطي الاشتباكات بين فصائل المعارضة والنظام، بيد أن الاستعداد تلك الليلة لم يكن عادياً بالنسبة إلي، لم أنم وأنا أشحن معداتي لتتبّع التطورات الميدانيّة عبر “واتسآب” و”تلغرام”.

ما هي إلا ساعات من تتبّع الأخبار عن تقدم فصائل المعارضة على حساب قوات النظام في أحياء مدينة حلب، حتى قرأت أنهم وصلوا إلى الجامعة، لم أعرف حينها كيف أجمع معداتي في الحقيبة بعد تأكدي من انسحاب قوات النظام من أحياء الشهباء والفرقان حيث الجامعة التي درست فيها، أو بصورة أدق لم أستطع إكمال دراستي فيها منذ العام 2011، بسبب تعميم اسمي على حواجز النظام حينها بعد مشاركتي في حراك طلابي سلمي في كلية الآداب.

 الطريق إلى حلب

اتصلت بـثلاثة زملاء لي كي نتجه سويّةً إلى مدينة حلب وسط تصاعد الاشتباكات وتقدّم قوات المعارضة، وتوجّهنا فجراً بسيارتي عبر الطرق الفرعية البعيدة عن الطريق السريع إلى حلب.

كان الطريق محفوفاً بالموت، لا سيما أن الاشتباكات ما زالت مستمرة على مقربة من الطريق الذي تعرض للقصف من الطائرات الحربية وانفجار عدد من الألغام، لكننا تمكنّا من دخول حي حلب الجديدة. وبعد مرور 13 عاماً، رأيت حلب التي عشقت، والتي كنت أتمنى زيارتها دائماً،  ولم أعِ نفسي إلا أمام كليّة الآداب.

حين دخلت حرم الجامعة، عادت إلي ذكرياتي عما كان يدور بيني وبين أصدقائي الطلاب، كنت أتمنى أن يطول وقت دراستي في الجامعة، لكني تذكرت فجأة أنّي صحافي، ولم أعد ذلك الطالب الذي كان دائماً يجلس ساعات طوال، ويتنقل بين الكليات باستمرار. ومع عودتي الى أرض الواقع بعيداً عن الذكريات، بدأت بتصوير مشاهد عدة من الكلية ورئاسة الجامعة.

بدأت أبحث وأسأل نفسي: “أين يمكن أن أعدّ وأصوّر الملخص الرئيس للأحداث الميدانية؟”، سألت أحد زملائي ليفاجئني بقوله: “لا يوجد مكان أبهى من قلعة حلب! من الممكن أن ننقل للعالم من أمامها تحريرها من نظام الأسد وميليشياته المحلية والأجنبية”.

اتجهنا بالسيارة من الجامعة نحو القلعة، وعيناي تكاد لا تشبعان من حلب وسكانها، لأجد نفسي واقفاً أمام باب قلعة حلب والكاميرا أمامي لأعلن عن سيطرة فصائل المعارضة على غالبية أحياء المدينة وفرار قوات النظام منها.

لم يكن شعوراً عادياً أن أنقل للعالم الأخبار من أمام صرح تاريخي كقلعة حلب التي تعاقب عليها السلاطين والملوك، وكانت شاهدة على صلاح وفساد كل من احتموا بأسوارها.

أثناء خروجنا من حلب، نفذت الطائرات الحربية لقوات النظام قصفاً بالصواريخ على دوار الباسل غرب المدينة، خلّف عشرات الضحايا من المدنيين، ربما كان النظام يحاول إيصال رسالة مفادها أن آلة الموت بيده، وطالما يمتلك سلاح الجو سيبقى يقتل كل من يحاول أن يخرج عن سيطرته، حينها سألني زميلي: “لماذا قصفت الطائرات حلب ومنذ أيام قليلة كان عناصر النظام يجوبون المدينة قبل خروجهم منها؟”، لم أجد إجابة حينها.

في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر وبعد تصوير جولة في حلب بين أحياء صلاح الدين وسيف الدولية والأعظمية والشهباء والفرقان، وسماع مطالب الناس بضرورة تأمين الخبز والكهرباء اللذين لم يكونا متوافرين إلا عبر البطاقة الذكية في عهد نظام الأسد، عدت إلى منزلي في مدينة سلقين غرب إدلب حتى أرفع المواد وأسلمها للمؤسسات الصحافية التي أعمل معها.

انتهى ذلك اليوم بتعب شديد ونوم لساعات عدة استيقظت بعدها على خبر سيطرة فصائل المعارضة على مدن معرة النعمان وكفرنبل وخان شيخون ومورك. عند الساعة 4 فجراً أيقظني أحد زملائي الصحافيين، وقال لي إنه ينتظرني في السيارة خارج منزلي حتى نذهب ونغطي التطورات الميدانية جنوب إدلب.

الطريق نحو خان شيخون

خرجت من منزلي باتجاه مدينة خان شيخون جنوب إدلب، التي حولها نظام الأسد الى مركز محافظة إدلب المؤقت، وعلى طريق m5 الذي لم أمش عليه منذ العام 2011، كانت عربات قوات النظام مترامية على جانبي الطريق، تركها سائقوها وطواقمها وهربوا، فيما لم يتمكن البعض من الهروب لتبقى جثته ممدة  جانب دبابته.

كان الدمار الذي أصاب منازل المدنيين في المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات النظام وانسحبت منها لا يوصف، حتى أن قرى في منطقة معرة النعمان مُسحت بالكامل.

اقتربنا أكثر من مدينة خان شيخون وأنا لا أزال حائراً، ما الذي يمكن أن أقوله؟ وما هي المعلومات التي يجب أن أنقلها للعالم أمام الكاميرا، غير الطابع التقليدي عن السيطرة والانهزام.

وقع نظري على أشجار الفستق الحلبي المزروعة بعيداً عن الأوتوستراد أمتاراً عدة، هنا عرفت ما سأتكلم عنه: موضوع الفستق الحلبي الذي لازم قلمي لسنوات طوال، إذ كانت قوات النظام تستولي على حقول المهجرين وأراضيهم قسراً وتمنحها لأشخاص محسوبين عليها.

عملت منذ العام 2020 على توثيق موضوع الفستق الحلبي وأنا في السيارة أتذكر تلك التقارير التي أنتجتها حول موضوع الاستيلاء على أشجار الفستق الحلبي وكانت دليل كبير لعدد من الجهات الحقوقية العالمية على استبداد النظام في أراضي السوريين.

لكن ما لم أكن أتوقعه أن أصل إلى مقر محافظة إدلب في خان شيخون وأتجول بين الغرف، لأكتشف أن تلك المكاتب وُجدت للاستيلاء على أراضي المزارعين، فالمكاتب مملوءة بقرارات الاستيلاء والمزادات والأسعار وأسماء المستفيدين والقرى والبلدات الواجب أن تدخل في الاستيلاء.

يبدو أن الموظفين الذين كانوا في مبنى المحافظة لا شغل لهم سوى الاستيلاء على أراضي السوريين، فيما كانت المنطقة أشبه بكثبان من الخراب جراء سرقة حديد الأسطح من منازل المدنيين في منطقة خان شيخون، والتي لم يسلم منها سوى ما حولته قوات النظام والميليشيات الإيرانية  الى مقار لها.

كانت الطرقات بين بلدات ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي مليئة بالألغام، ولا تزال خريطة السيطرة متداخلة، وضمن هذه المساحة الكبيرة كنت و3 من زملائي نسير في سيارتي والخوف تسلّل إلى قلوبنا، لكن أحدنا لم يبده للآخر، والخوف الأكبر كان من الألغام أو الخطأ بالطرقات ودخول منطقة تسيطر عليها قوات النظام.

لم يكن هناك إنترنت أو وسائل اتصال، فيما كنت أعمل يومياً على تصوير مادة وأعود إلى منزلي حتى أرفعها الى المؤسسات الإعلامية، وأقول إنه ربما يتباطأ العمل العسكري قليلاً حتى أستطيع النوم ولو لساعات قليلة تعيد لي نشاطي، لكن العمليات العسكرية كانت سريعة وتتطلب سباقاً مع الزمن.

أعود الى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، تتولى زوجتي ترتيب مقاطع الفيديو فيما أعدّ أنا التقارير والقصص المكتوبة، ونبقى على هذا المنوال حتى الساعة الثانية فجراً، أغفو قليلا وأعود الساعة الخامسة صباحاً للعمل. وباعتباري من ريف حماة، كنت على استعداد للوصول إلى مناطقه التي انسحبت منها قوات النظام، لكن هذه المرة على دراجة نارية بسبب وجود ألغام بكميات كبيرة على الطرقات، 150 كم ذهاباً ومثلها إياباً في الجو البارد جداً، قطعتها من مدينة سلقين وصولاً إلى قلعة المضيق.

وقفت على جسر مدينة صوران لأشرح التطورات الميدانية أمام الكاميرا فيما القصف الأرضي والجوي على مقربة مني لا يهدأ. غادرت الجسر المار من فوق طريق حماة، وما هي إلا دقائق حتى استهدفت قوات النظام الجسر بوابل من الصواريخ، ولم أعلم حينها إن كنت أنا المستهدف أم أنه كان استهدافاً اعتيادياً.

كل ما كنت أصبوا إليه هو تصوير التقرير في مدينة صوران ومغادرتها، حتى المغادرة كانت مليئة بالخوف والمخاطر، إذ عاودت قوات النظام استهداف جسر مدينة صوران، وهو الطريق الرئيسي، ولا أعلم كيف استطعت المرور بدراجتي النارية، بينما كنت أدعو لله ألا تتعطل الدراجة هناك أو يلحق بدواليبها ضرر جراء انتشار شظايا الصواريخ.

الدخول إلى حماة

كنت على مقربة من مدينة حماة التي دخلتها فصائل المعارضة، لكن الطريق كان طويلاً ومحفوفاً بالمخاطر، لا سيما أن قوات النظام وميليشياتها كانت لا تزال تتمركز في جبل زين العابدين. قطعنا حينها مسافة 180كم للوصول الى مدينة حماة، ولم نعِ أننا وصلنا إلى ساحة العاصي، حيث النواعير والبناء الأثري الجميل، ومن فوق قلعة حماة نقلت خبر انسحاب قوات النظام منها.

توجهت بعدها إلى مطارها العسكري، حيث وثقت بكاميرتي الطائرات التي كانت تقتل المدنيين على مدى السنوات الثلاث عشرة الماضية الحربية منها والمروحية، حتى أن إحدى الطائرات كانت مذخرة وواقفة في مربضها.

ما إن رأيت الصواريخ على جناحيها حتى تذكرت كم وثّقت من جرائم وقعت بفعل تلك الطائرات، وكحال بقية المناطق في حماة كان الإنترنت مقطوعاً بسبب فصل نظام الأسد خطوط الاتصالات عن المدينة، فعدنا إلى إدلب لرفع ما صورته.

وفيما أنا عائد على أوتوستراد m5 الواصل بين دمشق وحلب، لاحظت أن السكان المحليين شغلوا الطريق ليلاً بمجرد انسحاب قوات النظام من حماة، بأرتال من السيارات المدنية، بعضها من أهالي حماة والقسم الأكبر من خارجها، متوجهين إليها ليشاركوا أهلها بالفرح من الخلاص من النظام.

وددت أن أزور منطقة مختلفة وأوثق ما يحصل فيها، فكانت مدينتي السلمية ومحردة اختياري، ولا أبالغ إذا قلت إنني ذهبت إلى المنطقة وفي نفسي حاجز يمنعني، كون أهلها من المسيحيين وربما لن يستقبلوني وأنا الضيف الجديد الذي سيدخل بعد انسحاب قوات النظام منها.

وصلت المدينة وكنت حذراً من الدخول في الشارع الرئيسي، لكن بمجرد قطعي مسافة 200 متر من الشارع حتى سمعت صوتاً ينادي: “يا أهلا يا أهلا تفضل نضيفك شاي!”، هنا تبددت كل الهواجس في ذهني.

قابلت في محردة نساء ورجال وشباباً، والكل تكلم عن وجعه وما تحتاجه المدينة، ولم يفارقني سكانها لحظة حتى أنهيت تقريري، وحصلت على أرقام هواتف كثيرة لسكان المدينة، التي كانت تحلم فقط بالعيش بهدوء وسلام.

خرجت من المدينة مع حلول المغرب، ووصلت إلى المنزل، كانت مدينة حمص تحت سيطرة فصائل المعارضة، اختلطت حينها مشاعر التعب بمشاعر الفرحة، كيف سأصل إلى حمص ومن سيذهب معي، فيما كنت أسجل كل حركة وفكرة في دفتر جيبي الصغير، وما هي إلا ساعات حتى أعلنت فصائل المعارضة وصولها الى دمشق.

الطريق إلى دمشق

كم تمنت زوجتي أن تكون شريكتي في الرحلة إلى دمشق، وكانت تتوق لارتداء السترة الصحافية والتغطية من دمشق، لكن ظروف الحمل بطفلنا الأول بعد زواج 8 سنوات منعتها من ذلك.

خرجت ذلك الصباح من المنزل بوداع مختلف، نعم هذه المرة الوجهة دمشق، التي تبعد عن منزلي 480 كم، بينما لا تزال ساعات تغيير خريطة السيطرة في ساعاتها الأولى.

دار بيني وبين زوجتي حديث طويل عند  الباب انتهى بالدعاء، وصلت بسيارتي إلى مدينة إدلب وبالكاد حصلت على وقود بسبب الطلب الكثير من المتوجّهين إلى دمشق.

على الطريق، ظننت أن كل سكان شمال غربي سوريا متجهون إلى دمشق بسبب اكتظاظ السيارات على الطريق، الذي حفظته حتى مدينة حماة، أما بعدها فكان طريق جديداً كلياً، حيث صادفت الكثير من السكان على قارعتي الطريق يحتفلون بزوال نظام الأسد، بنات وشباباً وكباراً وصغاراً.

على جسر الرستن شمال حمص، توقفت لأكثر من ساعة ونصف الساعة حتى جاء دوري بالعبور على الجسر الذي تعرض لغارات جوية روسية قبل يومين أدت الى ضرر كبير ببنيته.

كانت رائحة الحرب تفوح من الطريق الذي يربط حمص بدمشق، آليات عسكرية على جانبي الطريق منها المحروق ومنها الجديد، جثث لأشخاص، سيارات عسكرية مقلوبة، لكن ما لفتني أرتال عناصر النظام الذين تركوا سلاحهم في قطعاتهم العسكرية وتوجهوا الى منازلهم مشياً على الأقدام.

أعداد كبيرة من الشبان كانت هناك، وكانوا في غالبيتهم يقصدون طرطوس واللاذقية وحمص، أما الطريق القادم من دمشق باتجاه حمص فكان لا يتسع للسيارات والدراجات النارية، وعندما حاولت استيضاح الموضوع بسؤال هؤلاء إلى أين هم ذاهبون وهل النظام سقط وممن يخافون… ليجيبني أحدهم بأن كل تلك العائلات تقصد مناطق الساحل قادمة من دمشق التي كانوا يعملون فيها، واليوم مع ذهاب الأسد تركوا دمشق.

من المفارقات التي تبادرت إلى ذهني حينها وأنا على الطريق الطويل بين حمص ودمشق مروراً بالقطع العسكرية والطوق العسكري الذي أنشاه نظام الأسد حول دمشق، هو كيف لم يصمد ولو ساعة أمام فصائل المعارضة، قطع عسكرية كثيرة تبخرت في لحظة واحدة وفتحت الباب أمام المعارضة نحو دمشق.

دمشق الحلم 

وصلت إلى مشارف دمشق ولم أصدق ما رأيت، صار قلبي يخفق بشدة، ويداي لم تعودا قادرتين على تثبيت مقود السيارة، مشاعر اختلط بها الفرح بالبكاء، ولا أبالغ  إن قلت إن البكاء الذي صدر مني غطا صوته على هدير محرك سيارتي.

منذ لحظة دخولي العاصمة، كانت الفوضى تعمها، القصف الإسرائيلي، عمليات السرقة وانتشار السلاح والزحمة المرورية، كانت العاصمة مختلفة عن باقي المدن السورية التي انسحبت منها قوات النظام ودخلتها المعارضة، لكن لم يحدث فيها كما حدث في العاصمة من فوضى.

وصلت إلى ساحة الأمويين، حيث فصائل المعارضة، كان مدنيون وصحافيون وشخصيات مشهورة ينقلون ما يجري مباشرةً على السوشيال ميديا، فيما هم يحتفلون بسقوط بشار الأسد.

من ساحة الأمويين، أخذتني قدماي إلى المبنى الذي كنت أحلم بالعمل به، مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، دخلت من الباب ولم يكن هناك عنصر أمن يمنعني من الوصول الى المبنى والدخول إليه.

كانت لحظات تاريخية لي لن أنساها ما حييت، تجولت كثيراً ولم أشبع فضولي من الوصول إلى كل الغرف حتى وصلت إلى استديو الأخبار، وتلقائياً وجدت نفسي أجلس خلف الطاولة الرئيسة في استديو الأخبار، حيث قرأت الخبر الأهم لذلك اليوم: سقوط النظام وفرار بشار الأسد.

التقيت هناك أحد الإعلاميين في إذاعة دمشق، والذي مُنع من دخول الإذاعة منذ العام 2014 بسبب تقارير أمنية، رأيت الفرحة في عينيه بالعودة الى الإذاعة التي دائماً ما كان يتوق الى الجلوس وراء المايكرفون فيها.

خرجت من دمشق وعدت إلى منزلي، تركت المدينة تعج بالأحداث والتطورات، والسؤال الذي راودني على طول طريق العودة ليلاً: هل جاء الوقت لنزع درعي الصحافي، وهل زال الخطر لأعود إلى الميدان بلباسي الرسمي؟ أم أن الدرع الصحافي سيلازمنا إلى أيام طويلة مقبلة.

  • درج

شارك هذا الموضوع:

  • النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة

معجب بهذه:

إعجاب تحميل...
ShareTweet
Previous Post

غير بيدرسون لـ”المجلة”: ذاهب إلى دمشق للحوار مع “هيئة تحرير الشام”… والجميع فوجئ بسرعة سقوط الأسد

Next Post

هل يقبل أحمد الشرع بشريك علماني في حكم سوريا؟ إن الاستقلالية السياسية هي الأساس لبناء الثقة لدى الشعب السوري، الذي يعاني من تدخلات خارجية مستمرة منذ بداية الثورة السورية

Next Post
هل يقبل أحمد الشرع بشريك علماني في حكم سوريا؟ إن الاستقلالية السياسية هي الأساس لبناء الثقة لدى الشعب السوري، الذي يعاني من تدخلات خارجية مستمرة منذ بداية الثورة السورية

هل يقبل أحمد الشرع بشريك علماني في حكم سوريا؟ إن الاستقلالية السياسية هي الأساس لبناء الثقة لدى الشعب السوري، الذي يعاني من تدخلات خارجية مستمرة منذ بداية الثورة السورية

سقط الأسد.. هل يفوز أردوغان؟

سقط الأسد.. هل يفوز أردوغان؟

على أبواب مرحلة جديدة.. اثنا عشر يومًا هزّت سورية

على أبواب مرحلة جديدة.. اثنا عشر يومًا هزّت سورية

الشرع: وضع سوريا “لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”

الشرع: وضع سوريا “لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”

تشاتام هاوس: هكذا خسرت روسيا مكانتها وسمعتها بعد سقوط الأسد وتحرّرت من شريك صعب

تشاتام هاوس: هكذا خسرت روسيا مكانتها وسمعتها بعد سقوط الأسد وتحرّرت من شريك صعب

اترك ردإلغاء الرد

منتدى الرأي للحوار الديمقراطي (يوتيوب)

https://youtu.be/twYsSx-g8Dw?si=vZJXai8QiH5Xx9Ug
نوفمبر 2025
س د ن ث أرب خ ج
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930  
« أكتوبر    
  • الأرشيف
  • الرئيسية
المقالات المنشورة ضمن موقع الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع الا تلك التي تصدرها هيئة التحرير

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

No Result
View All Result
  • الأرشيف
  • الرئيسية

© 2003 - 2021 - موقع الرأي

%d