دمشق ـ «القدس العربي»: تشهد عدة محاور مواجهات عنيفة بين فصائل «الجيش الوطني» وقوات «سوريا الديمقراطية» (قسد) استخدم فيها الطرفان أسلحة ثقيلة، والطيران المسيّر، وسط محاولة إحراز تقدم يحقق السيطرة على أهم السدود المائية في سوريا.
وقالت مصادر محلية، إن المواجهات العنيفة، تجددت الإثنين، وسط قصف مدفعي بدعم من المسيّرات التركية على محوري سد تشرين وجسر قره قوزاق في ريف منبج شرق حلب، بين فصائل الجيش الوطني المقربة من أنقرة، وقوات «سوريا الديمقراطية» أسفرت عن مقتل 4 عناصر من الفصائل التركية، بعد استهداف نقطة تمركزهم بالقرب من جسر قره قوزاق بطائرة مسيّرة تابعة لقسد، كما قتل عنصر من قوات «سوريا الديمقراطية» على ذات المحور جراء القصف المدفعي التركي.
وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فقد استهدفت طائرة مسيّرة تركية سيارة عسكرية تابعة لـ«قسد» مما أدى إلى إصابة سائقها بجروح خطيرة، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. ولفت إلى أن القصف تجدد بعد مضي ساعات على هدوء حذر ساد محاور القتال في ريف منبج.
وأضاف: «المواجهات العنيفة، تركزت على محاور قرى حج حسين، السعيدين، عطشانة، علوش، المصطاحة، إضافة إلى سد تشرين وجسر قره قوزاق، واستخدم الطرفان خلالها الطائرات المسيّرة، الطيران الحربي، المدفعية الثقيلة، والاشتباكات المباشرة».
وكانت قوات «سوريا الديمقراطية» قد أعلنت في وقت سابق وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية، إلا أن الاتفاق فشل نتيجة استمرار الخروقات المتبادلة والقصف المكثف، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى وتعميق مأساة المدنيين العالقين بين نيران الطرفين.
الباحث المختص بالشأن الكردي بدر ملا رشيد قال لـ «القدس العربي» إن مناطق سد تشرين، وجسر قره قوزاق في ريف حلب الشرقي، التي تشهد مواجهات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لتركيا، منذ 24 يوما، وأسفرت عن مقتل 280 شخصا، بينهم 25 مدنيا، تتواصل دون تحقيق أي تغيير في خارطة السيطرة.
للسيطرة على أهم السدود المائية في سوريا
وأضاف: تسعى الفصائل المنتمية للجيش الوطني، والمدعومة تركيا من إحراز أكبر قدر من التقدم في مناطق سيطرة « قسد « شرق الفرات، في محاولة لفرض حل مباشر على «قسد» يكون في أدنى المستويات انسحابها بشكل كامل من غرب الفرات، ومدينة الرقة، أو السيطرة على مدينة « كوباني/ عين العرب» في أعلاها، بهدف أن تكون جزءا من الحزام الأمني الذي ترغب تركيا بتنفيذه على الحدود منذ سنوات عدة، أما «قسد» من جهتها، فهي تحاول قدر الإمكان إبقاء القوات المهاجمة بعيدة عن سد تشرين، وسد الفرات/ الطبقة.
والهدف من ذلك، حسب المتحدث أن «تتمكن من المحافظة على سيطرتها على السدود بما يعنيه ذلك من تحكم في محطات توليد الكهرباء، والمياه، إلى جانب الحفاظ على مناطق سيطرتها شرق الفرات ككتلة متماسكة، إلى حين الوصول لحل مع «حكومة دمشق الجديدة» لافتا إلى أن سد تشرين يعتبر موقعا استراتيجيا يؤثر على إدارة الموارد المائية في سوريا.
وأضاف: تزداد حدة المواجهات نتيجة معرفة الطرفين لضرورة فرض الواقع قبل الوصول لحل تتدخل فيه دمشق بصفتها المركزية، أو تقوم أطراف دولية بالتدخل كوسيط علني، على خلاف الوضع الحالي، بتبني الولايات المتحدة لعملية التفاوض وارسال الرسائل بين مختلف الأطراف.
ووثق المرصد السوري، مقتل 285 من كلا الطرفين منذ بدء التصعيد، بينهم 25 مدنيا، 203 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا، و57 عنصرا من قوات «قسد» والتشكيلات العسكرية التابعة لها، جراء الاستهدافات البرية والطيران المسيّر. في موازاة التصعيد العسكري، شهدت بلدة حوايج بومصعة غرب دير الزور، الإثنين مظاهرة، طالب فيها الأهالي بطرد ميليشيات قسد من ريف دير الزور.
وقال المسؤول الإعلامي لدى «شبكة الخابور» المحلية، والتي تنقل أخبار المنطقة الشرقية من سوريا، إبراهيم حبش لـ «القدس العربي» إن مئات المتظاهرين دعوا إلى دخول الحكومة السورية الجديدة إلى المنطقة، كما رفعوا أعلام الثورة على مداخل البلدة، وقطعوا الطرق بالإطارات المشتعلة.
وأضاف: أرسلت ميليشيا «ب ي د» بعد المظاهرات، دورية عسكرية مؤلفة من سيارات تمركزت على مدخل البلدة ثم انسحبت، وسط حالة من الاستياء الشعبي في البلدة، جراء انتهاكات الميليشيا، وانتشار السرقات والفلتان الأمني، وإطلاق الرصاص العشوائي لإرهاب السكان، لافتا إلى أن قوات «قسد» سرقت «القمح المخصص لأفران دير الزور، ما أدى إلى توقف عدة أفران عن الخدمة».
- القدس العربي