أعلن المكتب الصحافي بمحافظة السويداء جنوبي سوريا، الاثنين، إعادة فتح ممر بصرى الشام الإنساني بريف درعا الشرقي بعد تأمينه، وإبعاد “العصابات الخارجة عن القانون”.
جاء ذلك في بيان مقتضب للمكتب، نقلته محافظة السويداء عبر منصة “تلغرام”.
وقال المكتب: “استئناف فتح ممر بصرى الشام الإنساني، بعد تأمين المنطقة وإبعاد العصابات الخارجة عن القانون التي حاولت مؤخراً نشر الفوضى وتعطيل الهدنة في المحافظة”.
وبشكل يومي، تدخل مساعدات إنسانية إلى السويداء عبر معبر بصرى الشام، كما تتواصل عمليات الإجلاء المؤقتة للراغبين، باتجاه مراكز الإيواء، لا سيما في درعا.
لكن المعبر أغلق الأحد، بعد مقتل عنصر أمن سوري وإصابة آخرين في هجمات لمجموعات “خارجة على القانون” في ريف السويداء، بخرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في يوليو/ تموز الماضي.
في السياق، قالت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد اليوم الاثنين إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات حكومية في محافظة حلب بشمال البلاد، في أحدث واقعة تلقي بظلالها على الاتفاق التاريخي الذي وقعه الطرفان في مارس آذار.
قالت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد اليوم الاثنين إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات حكومية في محافظة حلب بشمال البلاد
كانت قوات سوريا الديمقراطية القوة القتالية الرئيسية المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا خلال العمليات القتالية التي انتهت بإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية عام 2019 بعد أن أعلن التنظيم المتشدد إقامة دولة خلافة على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
وفي مارس آذار، وقّعت قوات سوريا الديمقراطية اتفاقا مع الحكومة الجديدة التي يقودها الإسلاميون في دمشق للانضمام إلى مؤسسات الدولة السورية، عقب الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر كانون الأول.
ويهدف الاتفاق إلى توحيد بلد مزقته حرب أهلية استمرت 14 عاما، مما يمهد الطريق للقوات التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على ربع مساحة سوريا للاندماج مع دمشق، إلى جانب الهيئات الكردية التي تدير هذه المناطق.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان “في تمام الساعة الثالثة من فجر اليوم الاثنين، أقدمت فصائل تابعة لقوات الحكومة الانتقالية السورية على تنفيذ هجوم ضد أربعة مواقع لقواتنا في قرية الإمام التابعة لمنطقة دير حافر، وقد تعاملت قواتنا مع الهجوم، وردت عليه بما يلزم دفاعا عن مواقعها ومقاتليها، حيث نشبت اشتباكات استمرت 20 دقيقة متواصلة”.
وأضاف البيان “نؤكد أن هذا الاعتداء المتكرر يمثل تصعيدا مدبرا ويهدد الاستقرار في المنطقة، ونحمل حكومة دمشق المسؤولية الكاملة عن هذا التصرف، ونؤكد أن قواتنا مستعدة اليوم أكثر من أي وقت مضى لاستخدام حقها في الرد المشروع بكل قوة وحزم”.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تبادلت الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية الاتهامات بشأن هجوم على مدينة منبج المجاورة، واتهمت وزارة الدفاع السورية قوات سوريا الديمقراطية بشن هجوم صاروخي على موقع عسكري في الريف. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها ردت على قصف مدفعي غير مبرر استهدف المدنيين.
واشنطن تدعو السوريين لحل خلافاتهم بالحوار
في المقابل، دعا المبعوث الأمريكي إلى دمشق توماس باراك، الاثنين، السوريين إلى حل خلافاتهم بالحوار، مشددا على أن واشنطن تدعم وحدة البلد العربي.
جاء ذلك في منشور لباراك على منصة “إكس”، أعادت السفارة الأمريكية لدى دمشق نشره، تعليقا على الأحداث الأخيرة في السويداء ومنبج بسوريا.
باراك قال: “اندلعت أعمال عنف مقلقة أمس (الأحد) في السويداء ومنبج”.
وأضاف أن “الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لوقف العنف وبناء حل سلمي ودائم”.
ومساء السبت، أعلنت وزارة الدفاع السورية إصابة 4 عسكريين و3 مدنيين؛ إثر هجوم شنته ما يُعرف بتنظيم “قسد” (واجهة تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي”) على ريف منبج بمحافظة حلب (شمال).
وتابع باراك أن بلاده “تفخر بمساعدتها في التوسط لإيجاد حل في السويداء، وبالتشارك مع فرنسا في التوسط لإعادة دمج الشمال الشرقي في سوريا موحدة”.
وشدد على أن “الطريق إلى الأمام بيد السوريين”.
ودعا “جميع الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء، وحل الخلافات بالحوار لا سفك الدماء”.
وزاد أن “سوريا تستحق الاستقرار، والسوريون يستحقون السلام”.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام الرئيس بشار الأسد بعد 24 عاما في الحكم.
من ناحية أخرى، بحث وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، مع نظيره السوري أنس خطاب، فرص التعاون بين الوزارتين ولا سيما في المجال الأمني.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الوزيرين في العاصمة أنقرة الاثنين.
وأوضح الوزير يرلي قايا، في منشور عبر منصة إكس، أنه بحث مع خطاب إمكانيات التعاون بين الوزارتين ولا سيما في المجال الأمني وتقديم الدعم اللازم لوزارة الداخلية السورية والوحدات التابعة لها.
كما بحث الجانبان تبادل الخبرات وتنفيذ برنامج تدريبي مكثف، فضلا عن التعاون في مسألة عودة السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا.
وفي سلسلة منشورات له على حسابه بمنصة “إكس”، قال الوزير خطاب، إنه ناقش مع نظيره التركي “سبل تعزيز التعاون الأمني بين سوريا وتركيا”.
وأضاف “بحثنا آليات دعم وتطوير المؤسسات الأمنية السورية بالاستفادة من خبرات المؤسسات التركية”.
وذكر خطاب: “كما تناولنا أوضاع السوريين المقيمين في تركيا، وأكّدنا التزامنا المشترك بتأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى وطنهم وتسهيل أمور المقيمين”.
الوزير السوري التقى في أنقرة أيضا جودت يلماز نائب الرئيس التركي.
(وكالات)
- القدس العربي