إلى القاهرة وتل أبيب يعود ستيف ويتكوف، مستشار الرئيس الأمريكي ومبعوثه الشخصي إلى الشرق الأوسط، مصطحباً جاريد كوشنر صهر دونالد ترامب وشريك ويتكوف في مفاوضات شرم الشيخ مع المقاومة الفلسطينية، وذلك لإتمام مرحلة ثانية من البنود الـ 20 للخطة الأمريكية حول إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
وطبقاً لتقارير صحافية فإن جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي سوف يصل إلى تل أبيب الثلاثاء المقبل، للمشاركة مع حكومة الاحتلال في وضع التفاصيل العملية للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي قد تتضمن تشكيل قوة متعددة الجنسيات تنتشر في القطاع، والبحث في كيفيات نقل السلطة من حركة «حماس»، والتأكيد على استمرار إدخال المساعدات الإنسانية وإبقاء المعابر مفتوحة.
المؤشرات حتى الساعة تفيد بأن الإدارة الأمريكية تتابع ما بدأه ترامب في القدس المحتلة وقمة شرم الشيخ، وتُلقي بثقل ملحوظ للمضي نحو المرحلة الثانية من «خطة السلام» الأمريكية، في غمرة تصريحات من الرئيس الأمريكي شخصياً تفيد بأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ما يزال ساري المفعول. وقد يبدو المشهد أقرب إلى تأكيد هذه الحال، رغم الاعتداءات الإسرائيلية التي أودت بحياة حوالي المئة شهيد حتى الساعة، فضلاً عن غارات التدمير وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات.
عوامل مختلفة تقف خلف هذا الانخراط الأمريكي النشط، في رأسها الحفاظ على الحد الأدنى من مصداقية الرئيس الأمريكي أمام حلفائه في أوروبا والمنطقة والعالم، وتزايد الضغوط من قاعدته الشعبية ذاتها إزاء بلوغ حروب الإبادة والتجويع والحصار الإسرائيلية مستويات قصوى من الوحشية، ووصول عمليات الجيش الإسرائيلي ذاته إلى طرق مسدودة ميدانياً، بالإضافة إلى حرص ترامب على إنقاذ دولة الاحتلال من سياسات بنيامين نتنياهو المتهورة التي تُعلي الأجندات الشخصية على كلّ اعتبار يخص المصالح الحيوية الأمريكية والإسرائيلية معاً.
وكان لافتاً أن يبرئ كوشنر حركة «حماس» من تهمة التملص من التزامها بإعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين، وأن يعزو التأخير إلى صعوبة العثور على ما تبقى منها في الظروف الراهنة.
لافتة أكثر كانت إشارة ويتكوف إلى أن ترامب كان «مرتاحاً جداً جداً» للقاء الذي جمع مبعوثه مع خليل الحية رئيس حركة «حماس» في شرم الشيخ، وتعزيته للأخير بابنه الذي استُشهد في الدوحة خلال الغارة الإسرائيلية يوم 9 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ولأن ويتكوف فقد ابنه أيضاً، ولكن بسبب جرعة مخدرات زائدة، فقد منح نفسه حق دعوة الحية إلى ما يشبه «نادي الثكالى» الآباء الذين فقدوا أبناءهم، مع الفارق الفادح بين خسارة وأخرى. لكن السؤال الأكبر يبقى ماثلاً حول مدى العلاقة بين مصداقية واشنطن في تحقيق «السلام»، وبين انحيازها المطلق لدولة الاحتلال، وكيف ستنعكس المعادلة على وقف حرب الإبادة فعلياً.
والأيام القليلة المقبلة كفيلة بوضع الموازين على محك الأرض وتدابير التنفيذ الفعلي للخطة الأمريكية، وكذلك في ضوء الاحتمالات التي تظل مفتوحة بصدد الانتهاكات الإسرائيلية المعتادة لأي وكل تعاقد واتفاق.
- القدس العربي


























