قالت هيئة البث الإسرائيلي «كان»، إن الولايات المتحدة تبذل جهوداً لخفض منسوب التوتر بين إسرائيل وسوريا، بعد الحادثة الأخيرة في بيت جن بريف دمشق، ونقلت رسالة إلى تل أبيب طالبتها فيها بتهدئة الأجواء، فيما تدرس واشنطن إرسال مبعوثين، الأسبوع المقبل، من بينهم مورغان أورتاغوس، لدعم الاستقرار الإقليمي.

وبحسب «كان»، جاءت الرسالة بينما كشف مصدر في إحدى دول المنطقة، ومطّلع على تفاصيل اعتقال عناصر من الجماعة الإسلامية في بلدة بيت جن جنوب سوريا على يد الجيش الإسرائيلي، أن «الموقوفين اعترفوا خلال التحقيق بارتباطهم بـ(حماس) و(إيران) و(حزب الله)، إلى جانب تلقيهم تمويلاً من هذه الجهات، بهدف تعزيز التسليح وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل».
وكانت الجماعة الإسلامية، التي تتخذ من لبنان مقراً لها، قد نفت أي نشاط لها داخل الأراضي السورية، وذلك عقب الكشف عن عملية الاعتقال.

وقالت القناة «12» الإسرائيلية إن العملية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، التي نُفِّذت ليلة الخميس – الجمعة، هدفت إلى إحباط التعزيزات العسكرية لتنظيم الجماعة الإسلامية، وبحسب مصدر في الجيش، كانت العملية تهدف إلى منع التنظيم من الحصول على صواريخ مُعَدّة للإطلاق باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقالت القناة إن الجماعة الإسلامية منظمة سنية، لكنها تتعاون مع «حزب الله». وقررت إسرائيل أنه لم يعد بالإمكان تجاهلها.

وبحسب التقرير، فإنه، في الأشهر الأخيرة، شهدت المنطقة محاولات إضافية من قبل منظمات مختلفة لإنشاء بنية تحتية في مرتفعات الجولان السورية، من شأنها تهديد قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة، أو المستوطنات الإسرائيلية. لذلك، ينشط الجيش الإسرائيلي في عمق سوريا، ومن المتوقَّع أن ينشط في المنطقة نفسها عدة مرات أخرى.
وأضافت أنه «في مواجهة محاولات التنظيمات الإرهابية تعزيز قوتها، وجّهت إسرائيل رسائل إلى نظام الشرع عبر دول مختلفة، مُعلنة أنه لا يمكنه الاستمرار في غضّ الطرف عن هذه التطورات. وتتوقع إسرائيل من الشرع اتخاذ إجراءات حاسمة، وإلا فستُكثّف إسرائيل عملياتها في الجولان السوري».
وأكدت القناة أن المعتقلين من سوريا كانوا يُروّجون لمؤامرات إرهابية ضد إسرائيل، ونُقلوا للتحقيق في إسرائيل، وبينهم شقيقان على الأقل؛ أحدهما زرع عبوات ناسفة، ونفّذ عمليات إطلاق نار من ارتفاعات عالية ضد قوات الجيش. وأكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» هذه الرسائل.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل وجّهت رسائل جدية إلى نظام الرئيس السوري، أحمد الشرع، بعد الحادث، وبدأت بإعداد حزمة من الردود. وصرحت مصادر أمنية بأنها لا تعترف حتى الآن بأي تورُّط لعناصر الشرع في الحادث.

وأكدت المصادر أن هذا الحادث الخطير يُظهر أنه على إسرائيل ألا تسمح لعناصر معادية بالتمركز في محيطها، وأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي، لأن سوريا دولة غير مستقرة. وأضافت: «هذا يُظهر قبل كل شيء أننا كدولة يجب ألا ننسحب من الأراضي التي استولينا عليها، خصوصاً من جبل الشيخ».
وفي تقرير ثانٍ للقناة «12»، أكد مصدر مقرب من الحكومة في دمشق أن هذا كان حادثاً معزولاً، وحذر من أن العناصر الإسلامية تحاول تقويض التقدم ضد إسرائيل.
وأضاف للقناة: «لا مصلحة لنظام الشرع في خسارة التفاهمات مع الدول الغربية تمهيداً لاتفاقية أمنية مع إسرائيل. هناك رعاية أميركية هنا، وعمل جاد عليها. التوصل إلى اتفاقية أمنية أهم بكثير من أي تصعيد».
وبحسب القناة، فإن التصعيد نابع ببساطة من وجود عناصر في جنوب سوريا لا تزال متأثرة بخط المقاومة وتُحرّض، لذا قد تقع حوادث معزولة، كأي حادث آخر.

واتهمت القناة إيران بالتورُّط، وقالت: «لا تريد الاتفاق، وبالتالي لديها مصلحة في تخريبه». وأضافت: «ربما للإيرانيين وعناصر إرهابية أخرى يد في هذا إلى جانب الجماعة الإسلامية».
وأضاف التقرير «مشكلة الإسلاميين عموماً هي أنهم يتعاونون. الإيرانيون و(حماس) و(حزب الله) لا يريدون أن يتوصل السوريون والإسرائيليون إلى اتفاق، كما أكد المصدر المقرب من الحكومة السورية». وأضاف: «أحياناً يسمح الوضع الميداني بذلك. في هذه المنطقة، لا توجد دولة فعلية، بل تسودها بعض الفوضى، وبالتالي، كل شيء ممكن».
وبحسبه، فإنه «لو دخلت الحكومة جنوب سوريا، لاستطاعت السيطرة على الوضع، رغم محدودية قدرتها. أما اليوم، فقد اعتمد النظام الجديد توجهاً اقتصادياً وتجارياً يهدف إلى بناء علاقات مع جميع دول العالم والاستثمار. وهو يعلم أن الإسلاميين يشكلون خطراً على حكمه. ولذلك، يتم الحد من أي عنصر متطرف داخل سوريا والتعامل معه».
- الشرق الأوسط


























