ربما كانت شهادة رئيس الأركان الإسرائيلي جابي أشكينازي أمام لجنة "التحقيق" الإسرائيلية، الخاصة بالتحقيق في ملابسات الهجوم الذي شنته القوات الخاصة الإسرائيلية على "أسطول الحرية"، خير دليل على من تأخذه "العزة بالإثم" ويتمادى في غطرسته رغم بشاعة الجريمة التي ارتكبها.
فالعالم كله يعرف أن الاعتداء العسكري على السفن التركية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة وقع في المياه الدولية، وأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على النشطاء العزل وقتلوا تسعة منهم وجرحوا آخرين بدم بارد. ومع ذلك يخرج الضابط الأول في الجيش الإسرائيلي ليدافع عن ممارسات جنوده بحجة أنها كانت "دفاعا عن النفس"، بل ويبدي أسفه لأنهم تأخروا في إطلاق النار.
المثير للسخرية أن أشكينازي ادعى أن نشطاء السلام أطلقوا الرصاصة الأولى على جنوده وأصابوا أحدهم في معدته. وبما أن الرصاصة التي أصابت الجندي الإسرائيلي جاءت من بندقية إسرائيلية، قال رئيس الأركان العتيد أن أحد النشطاء حصل على البندقية من أول جندي إسرائيلي هبط على سطح السفينة وأطلق منها النار على الجندي الذي كان في طريقه إلى الهبوط. هذا السيناريو جاء به أشكينازي كي لا يعترف بأن الجندي أصيب بطلقة طائشة من بندقية زميله أثناء إطلاق النار على ركاب السفينة.
الادعاء الآخر المضحك هو العثور على بندقية أخرى ليست للجيش الإسرائيلي على متن السفينة. من السخافة أن يعتقد أشكينازي أن أحدا سيصدق أن النشطاء الذين يعرفون أن أنظار العالم كلها تراقبهم سيحملون أي نوع من الأسلحة لأن ذلك سيشكل خطورة عليهم بدل حمايتهم. لذلك فإن ذلك السلاح المزعوم الذي تحدث عنه أشكينازي، إن وجد، فإن الإسرائيليين على الأغلب زرعوه هناك ليبرروا جريمتهم.
إن مثل هذه التمثيلية التي يسميها الإسرائيليون تحقيقا داخليا هدفها الأساسي إخفاء الحقيقة وليس كشفها، فلا أحد يتوقع أن يدين الجلاد نفسه، وكل من يعتقد غير ذلك ساذج وواهم.




















