رام الله – "النهار" والوكالات:
عاود المستوطنون والسلطات الاسرائيلية اعمال البناء في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة ولكن على نطاق محدود، بعد ساعات من انتهاء مهلة تجميد الاستيطان التي كانت معلنة لمدة عشرة اشهر، وسط استياء فلسطيني وعربي ودولي من عدم تمديد اسرائيل قرار تجميد البناء. وسمعت "النهار" من مصادر فلسطينية رفيعة في رام الله "ان القيادة الفلسطينية قررت الانسحاب من المفاوضات لكنها لم تعلن ذلك بعد، وهي تنتظر اجراء مشاورات وسلسلة اجتماعات قبل اعلان موقفها النهائي".
وبدأ المستوطنون صباح امس اعمال البناء في مستوطنة ارييل شمال الضفة الغربية لانشاء نحو 50 وحدة سكنية ضمن حي جديد معد لاستيعاب مستوطنين كانوا في غوش قطيف قبل تفكيكها. وشارك عشرات من المستوطنين في حلقات رقص اقيمت في الموقع احتفالا بانتهاء العمل بقرار التجميد.
كما بدأت اعمال تجريف وتمهيد الارض في مستوطنات ريفافا وياكير واورانيت وشعاري تكفا وشافي شمرون وكوخاف هشاعار وكارمي تسور لاقامة عشرات الوحدات السكنية.
وعادت الجرافات الى العمل في مستوطنة ادم في شمال الضفة الغربية حيث من المقرر بناء نحو 30 مسكنا.
وبثت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان اعمال البناء ستعاود ايضا في ثماني مستوطنات اخرى على الاقل بينها كريات اربع المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية.
وقال احد قادة المستوطنين تسيفي كاتزوفر: "سنقوم بالبناء ولكن بهدوء. نأمل ان تكون (فترة التجميد) انتهت فعلا وليس الامر مناورة من (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو".
ورفعت سلسلة قيود كانت فرضت على بلديات مستوطنات في ما يتعلق بتسليم تصاريح البناء.
وتتعلق معاودة اعمال البناء في هذه المرحلة بشكل اساسي بمستوطنات معزولة او بمئات المساكن التي يتوقع بناؤها في الاشهر المقبلة، لكن وتيرة البناء ستكون رهنا بالعرض والطلب.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن زعماء المستوطنين قرروا الشروع في توقيع مخططات جديدة لمعاودة بناء الوحدات الاستيطانية ابتداء من فجر الاثنين. وجاء ذلك خلال اجتماعات مكثفة عقدها زعماء المستوطنين برئاسة رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي زئيف ألكين من سكان مستوطنة غوش عتصيون في محاولة للتصدي للضغوط الدولية والمحلية على نتنياهو لتمديد فترة تجميد الاستيطان.
المنظمة
ورأى امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "ان استمرار اسرائيل في عمليات البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة من شأنه تعطيل المفاوضات مع الفلسطينيين". وقال "ان موضوع المفاوضات وعمليات السلام سيطرح خلال هذا الاسبوع في اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومع لجنة المتابعة في جامعة الدول العربية للبحث في اساليب التحايل والخداع الاسرائيلية". ووصف الصمت الاسرائيلي الرسمي في شأن الاستمرار في عمليات البناء في المستوطنات بأنه يدخل في اطار "عمليات التحايل والخداع الاعلامي"، مشيرا الى "انهم يهدئون اعلاميا وينشطون استيطانيا على الارض".
واكد مستشار الرئيس الفلسطيني عمر الغول ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعا فى رام الله الاربعاء للبحث في الموقف الفلسطيني من معاودة النشاطات الاستيطانية ومعاودة المفاوصات المباشرة مع إسرائيل.
شالوم
وفي اسرائيل، وصف النائب الاول لرئيس الوزراء سيلفان شالوم مطالبة الفلسطينيين بوقف اعمال البناء في المستوطنات بانه "امر غير جدي". وقال في احتفال لتدشين تجمع سكني في عسقلان ان "الفلسطينيين أضاعوا عشرة اشهر كان في الامكان اجراء المفاوضات خلالها ويجب الا يضعوا اي شروط مسبقة لمواصلة المفاوضات كما لا تضع اسرائيل اي شروط كهذه".
وعن احتمال تاليف حكومة وحدة وطنية في اسرائيل، اعرب عن" تأييده لانضمام حزب كاديما (المعارض) الى الائتلاف الحكومي ولكن طبقا للخطوط الاساسية للائتلاف الحكومي القائم".




















