الحرب البرية تسابق احتمال إعلان "هدنة إنسانية"، تدمير كل المباني الحكومية في غزة ورفع التأهب شمالاً
مع بروز كلام عن هدنة موقتة تتخذ مدخلاً ذا طابع انساني، واصلت اسرائيل لليوم الرابع غاراتها الجوية على قطاع غزة، لتدمر كل المباني التابعة الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ولترتفع معها ايضا حصيلة القتلى بين الفلسطينيين الى 384 والجرحى الى اكثر من 1750. والكلام الاسرائيلي عن هدنة موقتة من اجل ادخال المساعدات الى غزة، املاه على ما يبدو الضغط الدولي على اسرائيل لوقف الحرب التي بدأتها السبت. فالاتحاد الاوروبي دعا الى وقف فوري للنار وقرر ايفاد لجنة وزارية الى المنطقة. كذلك ستزور وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني باريس غدا. واوردت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيزور اسرائيل الاثنين، الامر الذي نفاه قصر الاليزيه.
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية موشي رونين بان وزير الدفاع ايهود باراك "ينظر بايجابية" الى اقتراح لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لوقف النار في غزة مدة 48 ساعة لاسباب انسانية. لكن الناطق الاسرائيلي حرص على التأكيد ان احتمال تعليق الاعمال العسكرية "لن يمنع اسرائيل من الاعداد لهجوم بري". واشار في هذا الصدد الى مصادقة الحكومة على استدعاء 2500 من جنود الاحتياط ليضافوا الى 6700 كان تقرر استدعاؤهم الاحد الماضي.
ونفى الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن العام "الشاباك" ان يكونا قدما توصية الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت بوقف الحرب، في حين لوحظ استخدام المدفعية للمرة الاولى في قصف اهداف داخل غزة منذ بداية الحملة الجوية السبت.
غير ان صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، نشرت انه بعد ثلاثة ايام من الحملة العسكرية على غزة، بدأت اسرائيل تبحث عن مخرج سياسي من القتال. وقالت انه فيما يجري الاستعداد لشن عملية برية لزيادة الضغط على القطاع، تتبلور وجهة نظر اخرى لدى المسؤولين الكبار في الاجهزة الامنية مفادها ان الحملة اوشكت ان تحقق اهدافها، وانه اذا كان في الامكان التوصل الى تسوية مع "حماس" مريحة نسبيا لاسرائيل، فمن الافضل التوجه نحو ذلك.
ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن تقويم لاجهزة الاستخبارات العسكرية ان الغارات الجوية دمرت ثلث ترسانة "حماس" من الصواريخ. وقالت ان لدى الحركة نحو الفي صاروخ بينها مئات من الصواريخ القادرة على الوصول الى مسافات بعيدة داخل اسرائيل. وذكرت انه كان لدى "حماس" في الاصل ثلاثة الاف صاروخ.
وتجدر الاشارة الى ان "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" اطلقت صاروخا من نوع "غراد" على مدينة بئر السبع على مسافة اكثر من 40 كيلومتراً من حدود غزة. وكانت هذه ابعد نقطة تبلغها الصواريخ المنطلقة من القطاع. وهددت "حماس" باطلاق صواريخ ذات مدى ابعد اذا استمرت الهجمات الاسرائيلية. (راجع ص10).
وتحدث ناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن تدمير المقرات الثلاثة لمجمع الدوائر الحكومية التابعة لـ"حماس".
والى النداءات التي اطلقها الاتحاد الاوروبي والرباعية الدولية، اجرى الرئيس الاميركي جورج بوش اتصالات هاتفية بزعماء في المنطقة للبحث في الوضع في غزة بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك. ويتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى دمشق اليوم في اطار جولة عربية لمناقشة خطة تركية – مصرية لانهاء الغارات على غزة. وسيزور اردوغان الاردن للقاء الملك عبدالله الثاني بن الحسين وعباس.
ويعقد مجلس وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا اليوم في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل رئيس الدورة الحالية للمجلس، لمناقشة سبل معالجة الوضع في غزة في ظل العدوان الاسرائيلي.
تأهب في الشمال
في غضون ذلك، اوردت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي رفع درجة الاستعداد في مناطق الشمال خوفا من ان "تطلق الفصائل الفلسطينية التي يدعمها حزب الله" صواريخ على اسرائيل في الايام المقبلة من اجل فتح جبهة اخرى امام اسرائيل.
ونقلت في موقعها على شبكة الانترنت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان الوقت الحاضر يبدو مناسبا بالنسبة الى الجماعات الفلسطينية التي كانت تقف وراء هجومين صاروخيين اوائل هذه السنة على مستوطنتي كريات شمونة وشلومي لشن هجمات صاروخية لتأكيد اخلاصها لـ"حماس" في غزة، عقب خطف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت قرب معبر كرم ابو سالم.
واضافت ان ما يثير مخاوف اسرائيل ايضا هو اقتراب الذكرى الاولى لاغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" عماد مغنية، وقالت ان "حزب الله" الذي لا يزال يسعى الى الثأر سيستفيد من اعادة احتلال غزة لشن هجوم انتقامي خلال انشغال اسرائيل بعملية "الرصاص الصلب".