في اليوم الخامس للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، رفضت اسرائيل الاقتراحات الاوروبية لهدنة موقتة وواصلت عملياتها العسكرية، ورأت ان الظروف غير مؤاتية لاعلان وقف للنار وانها تسعى الى التوصل الى تهدئة دائمة. اما حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، فأبدت استعدادها للمرة الاولى منذ بدء الحرب السبت الماضي لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل في حال رفع الحصار عن القطاع.
وواصلت الطائرات الحربية الاسرائيلية قصف اهداف في غزة. واغارت مقاتلات "ف 16" على مجموعة من الفلسطينيين في منطقة تل الهوا كانوا غرب مبنى للامن الوقائي.
واستهدفت الغارات ايضا منزل فلسطيني في منطقة العرايشة شمال غرب محافظة خان يونس بعدد من الصواريخ على دفعتين. كما شنت المقاتلات غارة على سيارة في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وافادت مصادر طبية فلسطينية ان فلسطينيين قتلا في غارة اسرائيلية على بني سهيلا شرق خان يونس.
وكان فلسطيني واحد على الاقل هو طبيب قتل ليل الثلثاء – الاربعاء في غارات اسرائيلية جديدة. واصيب مسعفون في جباليا في الغارة عينها.
وصرح المدير العام لدائرة الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب معاوية حسنين بان "عدد الشهداء ارتفع الى 390 بينهم 41 طفلا واكثر من 1900 جريح منذ بدء الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة السبت".
وتحدثت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن اكمال الجيش الاسرائيلي الاستعدادات لشن عملية برية.
صواريخ "حماس"
وفي المقابل، أفاد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان أربعة صواريخ من طراز "غراد" بعيدة المدى عبرت مسافة قياسية وسقطت صباح أمس في جنوب اسرائيل قرب بئر السبع في صحراء النقب على مسافة نحو 40 كيلومترا من غزة.
وتبنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" اطلاق الصواريخ.
وسقطت ثلاثة صواريخ على الاقل في عسقلان مما أدى الى اصابة شخصين بجروح طفيفة. وسقط صاروخ في أشدود لم يوقع اصابات.
كما انفجرت صواريخ في نيتيفوت وأوفاكيم وسديروت وكريات غات وكريات ملاخي وقطاعات أخرى في صحراء النقب.
وبثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان اسرائيل قررت تحويل مسار السفن التجارية المبحرة الى اسرائيل من أشدود الى ميناء حيفا، خوفا من تعرض مدينة أشدود للقصف.
رفض الهدنة
وفي الموقف السياسي، رفض المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية الذي انعقد امس الاقتراحات الدولية اعلان هدنة انسانية في قطاع غزة لمدة 48 ساعة.
وأكد مسؤول اسرائيلي ان المجلس قرر مواصلة الحملة التي أطلقت على "حماس" السبت في غزة.
ونقل مساعد لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عن الاخير انه "اذا نضجت المواقف واعتقدت انه يمكن ان يكون هناك حل ديبلوماسي يضمن حقيقة أمنية افضل في الجنوب، حينها سندرس الأمر. ولكن في الوقت الحاضر لا وجود لهذا".
وعن الاقتراح الفرنسي هدنة موقتة مدة 48 ساعة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ييغال بالمر: "هذا الاقتراح لا يشمل اي ضمانات من اي نوع أن حماس ستوقف اطلاق الصواريخ والتهريب… انها شروط لا بد منها لإقرار هدنة دائمة جدية". واضاف: "من غير الواقعي توقع ان توقف اسرائيل اطلاق النار من جانب واحد من دون وجود آلية لتطبيق وقف الاطلاق والارهاب من جانب حماس".
لكنه اوضح أن اسرائيل لم ترفض رفضاً قاطعاً الاقتراح وهو واحد من عدد من الاقتراحات المطروحة للمناقشة.
وقال مسؤول اسرائيلي آخر إن فرنسا قد تقدم تعديلات على الاقتراح.
وتتوجه وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اليوم الى باريس لنقل رفض اسرائيل للمبادرة الفرنسية.
"حماس"
وفي موقف لافت، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه ان "حماس" مستعدة لوقف هجماتها على اسرائيل شرط وقف الحصار على غزة.
وقالت ان رئيس المكتب السياسي للحركة "خالد مشعل أعلن رداً على سؤال لوزير (الخارجية الروسي سيرغي لافروف) انه مستعد لوقف المواجهة المسلحة ولكن شرط رفع الحصار عن قطاع غزة".
ونقل بيان الوزارة مضمون محادثة هاتفية بين لافروف ومشعل.
وفي غزة قال القيادي في "حماس" أيمن طه: "اذا عرضت علينا اي مبادرة في خصوص التهدئة سندرسها… نحن مع أي مبادرة توقف العدوان وترفع الحصار بشكل كامل". الا انه نفى ان تكون الحركة تلقت أي مبادرة في هذا الشأن قائلاً: "لم تعرض علينا أي مبادرة حتى الآن".
و ص ف، رويترز، أ ب