واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة طيلة ليل ونهار أمس، ما أدى لسقوط 365 شهيداً و1780 جريحاً، بالإضافة للدمار الهائل الذي خلفه القصف في المناطق المدنية، وفي المقابل أعلنت مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلي التي استكملت إعداداتها للغزو البري المحتمل في أي لحظة، عن مقتل جندي وجرح أربعة آخرين في قصف صاروخي فلسطيني على منقطة ناحال عوز.
وأعلن مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين أمس أن عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السبت ارتفع إلى 365 بينهم 178 مدنيا منهم حوالي أربعين طفلا.
وقال حسنين لوكالة فرانس برس ان «عدد الشهداء بلغ 365 وعدد الجرحى 1780 بينهم أكثر من مئتين في حالات خطرة أو حرجة»، وأضاف أن «بين الشهداء 178 مدنيا ومن هؤلاء الشهداء 39 طفلا دون سن السادسة عشرة و13 امرأة».
وذكر شهود عيان فلسطينيون أن طفلتين فلسطينيتين استشهدتا في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لعربة كارو شمال منطقة المدرسة الاميركية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وقال الشهود ان الطفلتين لما وهيا حمدان استشهدتا جراء الغارة الإسرائيلية الدموية، وقالت مصادر فلسطينية انألا3 من ألاعناصر الشرطة الفلسطينية أصيبوا إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مقر مركز شرطة القرارة في منطقة القرارة شمال محافظة خانيونس جنوب القطاع.
كما أعلن مصدر طبي فلسطيني وفاة فلسطينيين اثنين متأثرين بجراح كانا أصيبا بها السبت الماضي في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة.
وواصلت إسرائيل غاراتها الجوية عبر الطائرات الحربية التي أغارت ليل الاثنين وصباح أمس بأكثر من 30 صاروخا على أهداف جلها مدنية وتسببت بوقوع عدد من القتلى والجرحى.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية مجمع الوزارات الحكومي في غزة الذي يضم مقرات عدة وزارات بأكثر من 15 صاروخا ما أدى إلى تدميره كاملا، وطالت هذه الغارات والتي أطلقت خلالها عشرات الصواريخ من طائرات نفاثة ومروحية عددا من المباني الوزارية والأجهزة الأمنية إضافة إلى عدد من المنازل.
وقال شهود إن الغارات التي أوقعت غزة في الظلام بينما كانت أصداء الانفجارات تدوي في ارجاء المدينة اسفرت ايضا عن تدمير مركز للالعاب الرياضية لحماس.
كما شنت الطائرات صباح أمس عدة غارات على أهداف مقر الأمن والحماية التابع للحكومة المقالة في خانيونس جنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات، ومقر الأمن الوطني شرق البريج وسط قطاع غزة دون وقوع إصابات، ومركز شرطة القرارة شمال شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
وفي اليوم الرابع لأشرس هجمات جوية إسرائيلية على القطاع منذ عقود، حشد الجيش الإسرائيلي قواته المدرعة على طول الحدود في استعداد لغزو محتمل للقطاع.
في هذه الأثناء، أعلنت مصادر طبية وعسكرية إسرائيلية مساء الاثنين مقتل جندي إسرائيل وجرح أربعة آخرين وصفت جروح أحدهم بالخطيرة في قصف فلسطيني على منطقة ناحال عوز، فيما كان أعلن عن مقتل إسرائيلية وإصابة شخصين بجروح خطيرة وثلاثة بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ كاتيوشا في أسدود.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيليين اثنين قتلا وأصيب تسعة آخرون بجراح مختلفة فيما أصيب آخرون بحالات هلع ورعب جراء إطلاق نشطاء من قطاع غزة عددا من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون وصواريخ غراد بالتزامن على مدينة اسدود ومنطقة ناحل العوز.
وأوضح مصدر طبي إسرائيلي أن جنديا قتل في منطقة ناحل عوز شرق قطاع غزة بينما أصيب أربعة آخرون وصفت جروح أحدهم بالخطيرة .
وذكر مصدر عسكري أن امرأة إسرائيلية قتلت وأصيب شخصان بجروح خطيرة وثلاثة آخرين بجروح طفيفة جراء سقوط صاروخ كاتيوشا قرب محطة للحافلات في إسدود.
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الإسرائيليين جراء الصواريخ الفلسطينية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية السبت الماضي إلى أربعة قتلى.
وأطلق النشطاء الفلسطينيون، حسب مصادر عسكرية إسرائيلية، طوال يوم أمس نحو مئة قذيفة صاروخية وقذيفة هاون على الأراضي الإسرائيلية.
وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن استمرار الهجمات الصاروخية الفلسطينية أدى أمس إلى تعطل الدراسة في التجمعات السكنية الإسرائيلية التي تبعد عن قطاع غزة مسافة 30 كيلومترا وبينها رهط ونتيفوت واوفاكيم واشدود واشكلون وكريات جات.
ودعت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية السكان في القرى المتاخمة لقطاع غزة إلى ملازمة الملاجئ والأماكن الآمنة أو البقاء على مقربة منها.
وذكرت منظمة «نجمة داوود» الإسرائيلية أمس أن ثلاثة صواريخ أطلقها فلسطينيون سقطت في سديروت جنوب إسرائيل بدون أن تسبب إصابات.
وعلى صعيد متصل، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الجيش الإسرائيلي أكملت استعداداتها للعملية بهدف «استنفاد المعركة وتحقيق الأهداف المحددة لها»، مضيفة أن موعد العملية النهائي لاجتياح القطاع «بانتظار الضوء الأخضر من المستوى السياسي».
وتتمركز قوات كبيرة من أسلحة المشاة والمدرعات والهندسة على امتداد حدود قطاع غزة تمهيدا لبدء العملية.
ولا يعرف على وجه الدقة حجم هذه العملية غير أن مصادر عسكرية إسرائيلية قالت للإذاعة ذاتها انها «ستستهدف تدمير البنى التحتية للإرهاب بما فيها مواقع إطلاق قذائف القسام والهاون، وإصابة اكبر عدد ممكن من أفراد حماس وخاصة القادة العسكريين والسياسيين».
وأضافت المصادر أن العملية البرية ترمي كذلك إلى إلزام حركة «حماس» بقبول الواقع الأمني الجديد كما تحدده إسرائيل.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود بارك قال انه إذا لم يتوقف فورا إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع على التجمعات السكنية الإسرائيلية، فإن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل المتوفرة لديها من اجل إجبار مطلقيها على التوقف.
وتوقع باراك أوقاتا صعبة لسكان المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة، وقال أثناء تفقد مستوطنة عسقلان أمس ان السلطات المحلية لهذه المستوطنات ستوضع على المحك مطالبا المستوطنين باتباع تعليمات الجبهة الداخلية.
واضاف ان الجيش الاسرائيلي يركز قواته حول غزة رافضا الافصاح عن تفاصيل الخطوات التالية لكنه قال سنستخدم كل الوسائل للوصول الى هدوء.
غزة – ماهر إبراهيم والوكالات