رفضت إسرائيل اقتراحاً فرنسياً بوقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، فيما اعتبرت حركة «حماس» ان الحديث عن هدنة هو بشرط وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عقب اجتماع لمجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن امس ان «الظروف غير مواتية الآن لوقف اطلاق النار في غزة» لكنه لم يستبعد التوصل الى هدنة في المستقبل. ونقل مساعد لرئيس الوزراء الاسرائيلي عنه قوله «اذا نضجت المواقف واعتقد انه يمكن ان يكون هناك حل دبلوماسي يضمن حقيقة امنية افضل في الجنوب حينها سندرس الامر. لكن في الوقت الراهن لا يوجد هذا».
وخلال الليلة قبل الماضية أجرى أولمرت جلسة مشاورات مع وزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني لبحث الاقتراح الفرنسي القاضي بوقف إطلاق النار لمدة ثمان وأربعين ساعة لأغراض إنسانية. وقالت الإذاعة «إن هناك خلافا في الرأي بين المسؤولين الثلاثة حول اقتراح التهدئة الذي قدمه اول من أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لإعلان التهدئة في قطاع غزة».
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور قال في وقت سابق ان «هناك عدة مقترحات بالتهدئة قدمتها مختلف الاطراف» في العالم.
واضاف «هناك حوار مع هذه الاطراف بهدف التوصل الى مشروع جدي لهدنة دائمة ببعض الشروط» التي تسمح بوقف كامل لاطلاق الصواريخ الفلسطينية.
وتابع بالمور «للبحث في مثل هذه الهدنة نحتاج الى ضمانات وشروط. يجب ان توقف حماس اطلاق صواريخها وتكف عن التزود باسلحة وتوقف السباق على التسلح. انها شروط لا بد منها للتفكير جديا في هدنة».
من ناحيته صرح مسؤول اسرائيلي كبير ل«فرانس برس» ان« اسرائيل رفضت مساء الثلاثاء اقتراحا فرنسيا بوقف اطلاق نار مؤقت في هجومها على حركة حماس في قطاع غزة».
وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان «اقتراح وقف اطلاق النار المؤقت الذي طرحه وزير الخارجية الفرنسي وحده لا يعتبر مجديا لانه من الواضح ان حماس لن تتوقف عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل». واضاف ان «عبارة وقف اطلاق نار انساني لا تبدو لنا مناسبة لأن معابر قطاع غزة تفتح يوميا لنقل المساعدة الانسانية الدولية».
من جهته قال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم في بيان صحافي ان «ما يدور الآن من حديث عن محاولات لوقف القتال وللدخول في تهدئة في هذه الظروف هو من قبيل المساواة بين الضحية والجلاد».
واوضح ان «المطلوب فعله هو ان تتضافر كل الجهود العربية والدولية لوقف هذه العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر واعمار غزة»، مؤكدا ان «اي تدخل عربي او دولي يجب ان يكون مبنيا على اساس وقف العدوان ورفع الحصار وفتح كل المعابر». وتابع ان «قيادة حماس في الخارج ممثلة برئيس مكتبها السياسي خالد مشعل واخوانه يتواصلون مع قادة العالم العربي والاسلامي وعلى رأسهم امير قطر وليبيا واليمن».
وقال برهوم ان «الذي بدأ المعركة هو العدو الصهيوني بعد ان خطط لذلك جيدا. هذه الحرب فرضت علينا ولم نختارها بانفسنا وعليه فمن حقنا الدفاع عن ابناء شعبنا الذي وصل الى قناعة بعدم جدوى التهدئة مع استمرار الحصار والعدوان». واضاف «لم يستطع احد لا اقليميا ولا دوليا بما في ذلك الوسيط المصري الزام العدو الصهيوني باستحقاقات التهدئة».
من ناحية اخرى كشفت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية امس عن أن عمدة بلدة (نتيفوت) الاسرائيلية بصحراء النقب وأحد أهم مؤيدي زعيم حزب «ليكود» الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا اسرائيل للتفاوض مع حركة «حماس».
وأوضحت الصحيفة الاسرائيلية أن العمدة يحيال زوهار قال لأعضاء الكنيست والوزراء الاسرائيليين أثناء زيارتهم للبلدة الاثنين، بعد يومين من مقتل أحد سكان البلدة الاسرائيلية بهجوم صاروخي «إن حقيقة أننا لم نجر حتى الآن محادثات مع حماس تعتبر خطأ».
واضاف زوهار وهو عضو في اللجنة المركزية بحزب «ليكود» انه «حتى نتوصل الى الهدوء الذي نأمل فيه، سيجب علينا الحديث مع حماس.. إنه من المؤسف للغاية أنهم لا يطمحون بقدر كاف للتوصل الى اتفاق، لأننا في النهاية سنتحدث فقط مع حماس».
(وكالات)