بعد أن يخطب رئيس الحكومة نتنياهو في مؤتمر الاتحادات اليهودية (جي إي) في نيو اورليانز سيمارس عليه ضغط لتجديد التجميد في المستوطنات من قبل مسؤولي الادارة الاميركية الكبار. ينبغي الاستعداد لذلك.
اللقاءات تُجرى ازاء واحدة من الهزائم الانتخابية الكبرى للحزب الديمقراطي، لكن نشوة مؤيدي اسرائيل بنتائج الانتخابات سابقة لأوانها.
في اللقاءات التي أجريتها في الايام الاخيرة في الولايات المتحدة عرفت أن عدد اليهود الذين انتقلوا من المعسكر الديموقراطي كان أكبر من المتوقع. فعل كثيرون ذلك بسبب معاملة اسرائيل، وآخرون لانهم عارضوا سياسة اوباما الاقتصادية. واستمر يهود آخرون أقل اتصالا بيهوديتهم على تأييدهم له. مجلس النواب يُمسك بالخيوط ولا سيما في مجال الاقتصاد وتأثيره هناك حاسم. تُقَرَّر سياسة الولايات المتحدة الخارجية في الأساس في البيت الابيض ومجلس النواب قدرته محدودة على التأثير في هذا المجال. ثمة من يتوقعون أن يتم اغراء اوباما بدل أن يجابه مجلس النواب في الشؤون الاقتصادية بأن يزيد نشاطه في مجال الشؤون الخارجية ويحاول إبقاء أثره في هذا المجال.
والسؤال هو هل سيغير اوباما سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط أم يستمر في الضغط على اسرائيل، لكن على نحو أقل قوة مما كان في الماضي؟
يتوقع ان تستمر اسرائيل في مواجهة صعاب مع الادارة الحالية. والسؤال الوحيد هو بأي قدر ستُعدِّل رغبة اوباما في أن يتم انتخابه من جديد ميوله العقائدية وتجعله يعمل على نحو أكثر براغماتية. التوقع هنا في الولايات المتحدة أن يزيد الاميركيون في اثناء اللقاء مع نتنياهو الجهود لارغامه على تجميد البناء في المستوطنات مرة اخرى.
على كل حال، سواء أفضت الامور مع الادارة الى تفاوض أو لم تُفض، ستفشل المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين بلا شك تقريبا، ولا سيما أن عباس يطلب أن تكون اقتراحات ايهود اولمرت (التي رفضها عباس في ذلك الوقت باحتقار) نقطة بدء المحادثات. وفي وضع يكون فيه فشل المحادثات حتميا تقريبا، قد يطلب اوباما فرض حل بدعوة اسرائيل للعودة الى خطوط 1967، مع تبادل ضئيل للاراضي في المناطق التي يسكنها اليهود على نحو مطلق.
إن العنصر الأكثر ايجابية في الوضع الصعب الذي نوجد فيه هو نزاهة الجمهور الاميركي الذي لم يكن قط واضحا في تأييده لاسرائيل كما هو اليوم.
( “اسرائيل اليوم” ترجمة “المصدر” – رام الله)
“النهار”