السمة الأبرز لانتخابات مجلس الشعب المقبلة هي أنها سوف تؤدي الى دخول64 سيدة الي المجلس مما يعني تصحيح نسبة تمثيل المرأة ولو بصورة ضئيلة.
فالذي لاشك فيه أن تمثيل المرأة في البرلمان وفي مؤسسات عديدة لايتناسب مع كونها نصف المجتمع الذي لن ينصلح حاله دون اعطاء المرأة حقوقها والسماح لها باطلاق طاقاتها من أجل نهضة المجتمع.
لكن المسألة ليست في العدد فقط ـ رغم أهميته ـ بل تكمن في مساعدة البرلمانيات الجديدات علي تأدية دورهن التشريعي والرقابي بشكل يجعل المجتمع ككل يشعر بأن هناك إضافة حقيقية حدثت.
ومع ذلك, فإن هناك في الوقت ذاته مهمة صعبة ملقاة على عاتق المرأة ذاتها, وكما قالت السيدة سوزان مبارك قبل يومين في قنا, فإن المرأة التي نريدها في البرلمان, هي المرأة القوية في الحق الشجاعة في الدفاع عن قضايا المواطنين والمصالح العليا للأمة, أي أن المسألة لاتتعلق فقط بالمساندة من جانب المجتمع للمرأة البرلمانية بل هناك عمل ينتظرها ولابد ان تقوم به على خير وجه حتى تساهم في انجاح تجربة لم يقتنع البعض بها حتى الآن.
وستكون فترة الحملة الانتخابية فرصة أمام المجتمع وأمام المرأة ذاتها لتأكيد اننا شعب بدأ يعي أن الفرق بين المرأة والرجل أضر بنا وأساء إلينا..
ولذلك, والمطلوب من أجهزة الاعلام والصحافة اعطاء إهتمام خاص لكل المرشحات والقاء الضوء على برامجهن الانتخابية ومساندتهن بغض النظر عن الحزب الذي ينتمين إليه.
المطلوب أيضا من المرشحات أنفسهن أن يتعاملن بشكل حضاري ويقدمن للجميع نموذجا آخر للمرشح الحريص على قيم وتقاليد المجتمع والذي يهدف فقط الى خدمة أبناء دائرته والمجتمع وليس الى خدمة مصالحه الذاتية.
وفي كل الأحوال, فإن الفترة القليلة المقبلة حتى نهاية الانتخابات ستكون بمثابة اختبار لنا جميعا, فإذا نجحنا, فإن تجربة كوتة المرأة سوف تقدم وتزيد أما اذا حدث العكس, فإن الضرر سيصيب الجميع.. وندعو الله ألا يحدث ذلك.
الأهرام