دمشق ـ درعا ـ اللاذقية ـ وكالات: قال محتجون سوريون امس الإثنين انهم مستمرون في اعتصامهم داخل المسجد العمري بمدينة درعا جنوب البلاد، إلى حين تحقيق مطالبهم وأبرزها إلغاء قانون الطوارئ، فيما تظاهر مئات من المهندسين في المدينة تضامناً مع مطالب المعتصمين.
ولا يزال أكثر من 200 شاب معتصمين في الجامع العمري في منطقة درعا البلد، مطالبين بتنفيذ لائحة بعشرين مطلباً رفعت إلى القيادة السياسية في سورية، وأبرزها القصاص ممن أطلق الرصاص على المتظاهرين.
وقال أحد المعتصمين ليونايتد برس انترناشونال، ‘لدينا صور تثبت من أطلق النار علينا ولا نريد محاسبة العناصر، بل نريد محاسبة من أعطى الأمر لهؤلاء بإطلاق النار علينا’.
وأضاف ان أهالي مدينة درعا لديهم أيضاً مطالب ‘لا تخص مدينتنا فقط بل تخص الشعب السوري، ونحن ننتظر وبترقب الخطاب المنتظر للرئيس بشار الأسد خلال الساعات القادمة، وعلى أمل تحقيق تلك المطالب وفي مقدمتها رفع قانون الطوارئ’.
وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أعلن في وقت سابق ان الأسد سيوجه ‘كلمة مهمة’ خلال اليومين المقبلين ‘تطمئن الجميع’.
وخرج أعضاء نقابة المهندسين في درعا امس في تظاهرة تضامنية مع مطالب شباب المدينة وتحية للقتلى الذين سقطوا خلال المواجهات الأخيرة مع القوى الأمنية التي استمرت أكثر من أسبوع.
وقال شهود عيان ليونايتد برس انترناشونال، ان ‘أكثر من 2000 مهندس انطلقوا في مظاهرة من منطقة درعا المحطة مروراً بساحة المحافظة وسط المدينة قبل أن يتوجهوا الى منطقة درعا البلد’.
وأضاف شهود العيان أن المهندسين رددوا شعارات مؤيدة للمطالب التي انطلقت لأجلها تظاهرات الشباب، وهتفوا ‘إلى جنان الخلد يا شهيد’ و’بالروح بالدم نفديك يا شهيد’.
الى ذلك بدت مدينة اللاذقية السورية الاثنين كمدينة اشباح، بعد موجة العنف التي ضربتها خلال الايام الماضية.
وبعد ثلاثة ايام من حوادث العنف لم تفتح غالبية المحال التجارية والمدارس ابوابها الاثنين في اللاذقية، التي تقع على ساحل المتوسط ويبلغ عدد سكانها 450 الف نسمة.
وقال عصام الخوري احد سكان اللاذقية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ‘تبدو المدينة هادئة هذا الصباح الا ان غالبية المحال التجارية والمدارس لم تفتح ابوابها، كما ان الموظفين لم يلتحقوا باعمالهم’.
واكد هذا الصحافي الذي يدير مركز التنمية البيئية والاجتماعية في اللاذقية، ان ‘قوى الامن فوجئت’ بما حدث، مشيرا الى ان ‘هيكليتها لم تكن جاهزة لممانعة على هذا المستوى’.
ووصلت تعزيزات عسكرية ليل السبت الاحد لاحلال النظام في المدينة التي تبعد 350 كلم عن العاصمة، حيث لاحظت مراسلة فرانس برس انتشار عدد كبير من وحدات الجيش على مفترقات الطرق الرئيسية فيها، وفي ساحة الشيخ ضاهر التي شهدت اعنف الاحداث في المدينة.
واضاف الخوري ان سكان هذه المدينة التي يتعايش فيها سنة وعلويون ومسيحيون ‘لجأوا لحماية احيائهم بوضع حواجز عند مداخل الازقة’.
وشاهدت مراسلة وكالة فرانس برس عددا من الشبان يقومون بوضع سواتر معدنية واطارات واعمدة خشبية عند مداخل الازقة لاستخدامها كحواجز حماية.
واسفرت الاحداث في اللاذقية خلال الايام الثلاثة الماضية عن وقوع 13 قتيلا من مدنيين وعسكريين و185 جريحا، اضافة الى مقتل اثنين من المحتجين، بحسب مصادر رسمية وطبية.
وهاجم خلال اليومين الماضيين بعض الشبان المسلحين بالعصي والخناجر المتاجر والسكان، فيما انتشر عدد من القناصة على سطوح المباني وكانوا يستهدفون المارة.
واشار خوري الى انه من ‘المبكر جدا معرفة من يقف وراء هؤلاء الاشخاص’ لافتا الى ‘تحقيق يجري بهذا الخصوص’.
وقال المعارض السوري البارز عارف دليلة امس الاثنين، إن بعض الشخصيات الدينية السنية والعلوية وشخصيات المجتمع المدني التقت في مدينة اللاذقية السورية عملا على احتواء العنف الطائفي في المدينة.
وقال دليلة العميد السابق لكلية الاقتصاد بجامعة دمشق والسجين السياسي السابق الذي تحدى ما وصفه باحتكارات منحها الأسد لأقاربه، إن من السهل اللعب ببطاقة الطائفية في مثل هذه الظروف. وأعرب عن أمله في ان يختار النظام مخرجا من هذه الأزمة يجنب سورية المزيد من إراقة الدماء.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان السلطات السورية اعتقلت خمسة محامين، ودعا هذه السلطات الى ‘الافراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي’. وافاد المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان ‘بان الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت خلال الأيام الماضية خمسة محامين’.
واورد المرصد في بيانه ان الخمسة هم ‘المحامي والناشط الحقوقي حسين عيسى، الذي اعتقل الاحد 27 اذار/مارس بعيد خروجه من القصر العدلي في دمشق، والناشط الحقوقي تامر الجهماني من نادي الصحافة بدمشق، والمحاميان سليمان نحيلي ونضال الشيخ حمود اللذان اعتقلا أثناء مشاركتهما في تظاهرة الجمعة 25 اذار/مارس في مدينة حمص، والمحامي محمد ابراهيم عيسى الذي اعتقل في الخامس من اذار/مارس في ريف دمشق على خلفية نشاطه على الفيسبوك’.
ومن جهته قال دينيس مكونو نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي امس الإثنين إن الولايات المتحدة تنتظر من الحكومة السورية احترام حقوق السوريين في الاحتجاج بصورة سلمية.