خاض الثوار الليبيون معارك ضارية مع قوات العقيد معمر القذافي صباح امس خلال تقدمهم للسيطرة على مدينة سرت مسقط رأس العقيد والتي تضاربت الانباء بشأن سيطرتهم عليها، في حين تأكدت سيطرتهم على بلدة النوفلية، في وقت تعرضت فيه كل من بلدتي مصراته والزنتان الى قصف مدفعي عنيف من قبل قوات النظام ادى الى سقوط العديد من القتلى، كما ان مصراته اصبحت كل طرف يسيطر على جزء منها.
وتعرض الثوار صباح امس لنيران رشاشات ثقيلة من قوات القذافي التي قدمت في سيارات مكشوفة من الطريق الذي يربط بن جواد بالنوفلية في اتجاه سرت، في منتصف الطريق بين طرابلس وبنغازي. وتراجعوا حينئذ نحو بن جواد قبل ان يردوا على المدفعية الثقيلة. وكان تبادل اطلاق النار لا يزال متواصلا بكثافة.
الا ان قوات العقيد تستعد لهجوم جديد محتمل من قبل الثوار على المدينة. حيث يتدفق الثوار في شاحنات صغيرة ومعهم بنادق الية في اتجاه البلدة في محاولة لتوسيع تقدمهم نحو الغرب. ورأي مراسل لرويترز عربات تتجه غربا الى بن جواد وهي بلدة ساحلية شرقي سرت.
وكان المعارضون في بنغازي معقل المعارضة بشرق ليبيا ذكروا في وقت سابق أن سرت وقعت تحت سيطرتهم لكن مراسلا لرويترز بالمدينة قال انه لا يوجد مؤشر على وجود قتال.
وقال الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي شمس الدين عبد مولاه لقناة الجزيرة الفضائية إن الثوار لم يلقوا أي مقاومة عند دخولهم مدينة سرت مساء اول من امس وأوضح انهم وجدوا المدينة خالية من الأسلحة، مضيفا أنهم لم يواجهوا أي مشكلة هناك. وأكد مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم، في اتصال هاتفي مع الجزيرة، نبأ السيطرة على المدينة، وقال إن سكانها احتفلوا بالثوار واستقبلوهم بالذبائح.
وبعد سرت، تتجه أنظار الثوار نحو مصراته، ثالث أكبر المدن الليبية، التي يعتقدون أنها ستكون بوابتهم إلى طرابلس.
دوريات للنظام
ولكن قوات النظام قامت بدوريات صباح امس في سرت، المدينة الساحلية التي تعد نحو 120 الف نسمة وتقع على الطريق الرئيسي المؤدي الى طرابلس (360 كيلومترا شرق) لكنها لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية.
وساد الهدوء شوارع المدينة التي خلت من المارة واغلقت محلاتها التجارية، كما افاد مراسل فرانس برس. كما خلت المدينة من اي مؤشر يدل على وجود الثوار.
واكد مسؤول في قوات القذافي امس للصحافيين المدعوين من السلطات لزيارة سرت، انه لم يقترب اي من الثوار من المدينة، بينما قال عسكري من القوات الحكومية انه «متوجه الى الجبهة في بن جواد» على بعد 140 كلم شرق سرت.
في الاثناء سيطر الثوار على بلدة النوفلية على بعد 120 كيلومترا من سرت من القوات للقذافي ليمتد تقدمها غربا نحو سرت مسقط رأس الزعيم الليبي. وقال مراسل لرويترز على بعد نحو 15 كيلومترا غربي بن جواد انه سمع قصفا متواصلا على الطريق الى هناك. وذكرت قناة الجزيرة أن قوات القذافي تتمركز الان على بعد نحو 30 كيلومترا خارج سرت.
انقسام مصراتة
من جهته قال ناطق باسم الثوار امس ان قوات القذافي تسيطر الان على جزء من مصراتة. وأضاف «جزء من المدينة يقع تحت سيطرة المعارضة والجزء الاخر تحت سيطرة قوات القذافي».
وصرحت الحكومة الليبية في طرابلس بأنها «حررت» مصراتة المدينة الوحيدة في غرب البلاد التي كانت تحت سيطرة المعارضين خلال الايام الماضية ولكن لم تذكر المزيد من التفاصيل.
وكان الناطق باسم الثوار سعدون المصراتي قال ان قوات النظام قصفت امس مدينة مصراتة في غرب ليبيا. وقال ان هناك قناصة فوق اسطح المباني. وأبلغ ناطق اخر باسم المعارضة ان ثمانية اشخاص قتلوا واكثر من 24 جرحوا في اشتباكات بين الثوار وقوات النظام الليبي في المدينة.
نقلت وسائل اعلام عن الناطق باسم الثوار علي صالح في زنتان قوله ان قوات العقيد قصفت بلدة زنتان بغرب ليبيا بالصواريخ في وقت مبكر من صباح امس. وتابع أن قوات القذافي أطلقت الصواريخ من مواقع شمالي البلدة. وأضاف «مدينة زنتان تعرضت امس صباحا لقصف من الشمال من قبل كتائب القذافي بصواريخ جراد تحت سفح الجبل… وهي محاصرة ما زالت من الجنوب ومن الشرق».