انتهى اليوم الأول للاجتماع الاستثنائي لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 عضواً، من دون انتخاب مدير عام جديد خلفاً للمصري محمد البرادعي الذي تنتهي ولايته في تشرين الثاني بعدما تولى هذا المنصب طوال 12 سنة.
ومع ان الياباني يوكيا امانو (61 سنة) يتصدر لائحة المرشحين، فإنه لم يستطع الحصول على غالبية الثلثين المطلوبة. ومن اجل الفوز، يتعين على المرشح ان يحصل على 24 صوتا على الاقل من 35.
وفي دورات الاقتراع الثلاث الأولى، حصل على 21 و20 و20 صوتا على التوالي، بينما حصل الديبلوماسي الافريقي الجنوبي عبد الصمد منتي (69 سنة) على 14 و15 و15 صوتاً. ولم يمتنع اي عضو عن التصويت.
ويتمتع كل من امانو ومنتي بخبرة طويلة في مجال منع انتشار الاسلحة النووية ونزع الاسلحة. الا ان بعض المنتقدين يقولون إن امانو هو تكنوقراط محافظ يفتقر الى الشخصية، بينما يرى بعض الدول الغربية ان منتي يبالغ في الصراحة.
ويعكس انقسام الأصوات حال مجلس الحكام، ذلك ان امانو يحظى بدعم الدول الغربية وهو المرشح الاوفر حظا. بينما تؤيد منتي الدول النامية، وقد "حقق نتائج افضل من المتوقع".
وسينتقل المجلس الى المرحلة الثانية من العملية اليوم الجمعة لتحديد ما يطلق عليه اسم "المرشح الابرز" استنادا الى الغالبية البسيطة، كما صرحت رئيسة المجلس مندوبة الجزائر طاووس فروخي. وقالت: "لم نتمكن في هذه المرحلة من التوصل الى مرشح لمنصب المدير العام الجديد".
وسيبدأ التصويت بـ"نعم أو لا أو الامتناع عن التصويت" على أمانو وحده باعتباره المرشح الذي حصل على أكبر عدد من الاصوات. واذا لم يؤد ذلك إلى فوزه، سيجرى مرة اخرى على منتي. واذا فشل التصويت في المرتين، سيفتح السباق على خلافة البرادعي أمام مرشحين آخرين. ويقف عدد من ممثلي دول اميركا الللاتينية ذوي مؤهلات متعددة في مجال السياسة النووية منتظرين في الكواليس. وستكون هناك فرصة مدتها شهر للترشيح ويمكن امانو ومنتي ان يخوضا الاقتراع مرة اخرى.
وصرح امانو بانه مؤهل لتولي هذا المنصب لان اليابان هي البلد الوحيد في العالم الذي تعرض لهجوم بقنبلة ذرية. اما منتي، فقال إن قوة ترشيحه تكمن في حقيقة ان جنوب افريقيا تحظى بالتكنولوجيا النووية بمستوى دول العالم المتقدم.
وسيرث خلف البرادعي كل الملفات الصعبة العالقة اليوم، وخصوصاً كشف طبيعة البرنامج النووي الايراني والتقارير عن قيام سوريا بنشاطات نووية غير شرعية، وكذلك التحديات التي يطرحها تلويح كوريا الشمالية بمعاودة نشاطاتها النووية. كما تطالب الوكالة الدول الاعضاء الـ146 بالموافقة على "زيادة كبيرة" في مساهماتها المالية خلال السنتين المقبلتين لتمكينها من القيام بمسؤولياتها كما يجب.
و ص ف، رويترز، أ ب