قُتل وجرح عدد من عناصر “الأمن السياسي” التابع لنظام الأسد في درعا، جراء انفجار استهدف سيارة كانت تقلّهم في الريف الشمالي، في الوقت الذي يشن النظام حملة اعتقال بحثاً عن مطلوبين.
وقال تجمع أحرار حوران إن العبوة الناسفة انفجرت على أطراف بلدة دير العدس شمال درعا، مشيراً إلى أن السيارة تقل أربعة عناصر كانوا ينصبون حاجزاً طياراً مؤقتاً في موقع التفجير بشكل شبه يومي.
بينما رجحت مصادر أخرى أن اللغم من مخلفات المعارك بين النظام والمعارضة في المنطقة، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تنفجر فيها مخلفات الحرب في المنطقة وتتسبب بخسائر بشرية سواء من المدنيين أو قوات النظام. وبحسب مصادر المعارضة فقد فكّكت قوات النظام عبوات ناسفة زرعها مجهولون بين حيي القصور والسبيل في مركز مدينة درعا.
وتشهد المنطقة توترات أمنية خصوصاً في الفترة الأخيرة حيث استهدف مجهولون مؤخراً، حواجز لقوات النظام في ريف درعا، تزامناً مع استهداف منزل رئيس بلدية الكرك الشرقي التابع للنظام وائل النعمة.
ومنذ سيطرة النظام على درعا عام 2018 تشهد محاولات اغتيالات متزايدة على يد مسلّحين مجهولين، تستهدف مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، كما تستهدف عناصر تابعين لنظام الأسد، بالتزامن مع انفلات أمني أدّى إلى ارتكاب العديد من جرائم القتل والخطف والسرقات.
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا والجنوب السوري بأشكال وأساليب عديدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار نفذتها خلايا مسلحة خلال الفترة الممتدة من حزيران/يونيو 2019 حتى يومنا هذا 1113، فيما وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 762.
وكان النظام السوري قد تلقى صفعة قوية وجهتها إليه محافظة درعا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث شكّل الحراك الشعبي الرافض لها، والمقاطعة الواسعة التي قوبلت بها ضربة لسعى النظام من أجل إظهار استعادة السيطرة الكاملة على البلاد، كما أفشلت محاولاته إظهار إقبال شعبي على التصويت في انتخابات محسومة النتائج سلفاً لصالح الأسد.
إثر ذلك شهدت مناطق الريف الغربي من المحافظة توتراً أمنياً، بسبب التصرفات الانتقامية لعناصر قوات النظام بحق بعض المناطق، وعمليات الاغتيال التي استهدفت مدنيين ومعارضين للنظام. وتبع ذلك استهداف متكرر لدوريات عسكرية تابعة لنظام الأسد، وعناصر في الأجهزة الأمنية التابعة له.
“المدن”