ما زالت العملية التركية المحتملة تلقى الكثير من الردود، وكان لافتاً أمس الرفض القوي من الولايات المتحدة لها، فيما طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار واشنطن الخميس بإبداء تفهم إزاء عملية عسكرية جديدة قد تطلقها بلاده ضد القوات الكردية في سوريا.
وأصيب أمس عنصران من قوات النظام السوري بجروح متفاوتة، جراء استهداف مسيّرة انتحارية تركية موقعا عسكريا تابعا للنظام في قرية كوران شرقي عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي. وجاء ذلك بعد هدوء حذر في حدة التصعيد التركي البري والجوي على مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا وشرقها.
وكان لافتاً دخول قوافل متتالية تابعة لـ»التحالف الدولي»، خلال الـ48 ساعة الفائتة، إلى شمال وشرق سوريا، آتية من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، وتضم أسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية، في ما يشبه رسالة الى مختلف القوى الفاعلة عسكرياً شمال سوريا، وخصوصاً تركيا.
وأحصى نشطاء المرصد السوري أكثر من 240 شاحنة، تحمل على متنها مدافع وأسلحة رشاشة ثقيلة ومعدات عسكرية وذخائر وصناديق مغلقة، بالإضافة إلى صهاريج وقود، توجهت إلى قواعد “التحالف الدولي” المنتشرة في محافظة الحسكة.
وتهدد تركيا منذ شهور بتنفيذ توغل جديد في شمال سوريا، وكثفت الاستعدادات خلال الشهر الماضي بعد هجوم دامٍ بقنبلة في إسطنبول حمّلت مسلحين أكرادا المسؤولية عنه.
وقال أكار لصحافيين «طلبَت الولايات المتحدة منا إعادة التقييم، وأوضحنا لهم مواقفنا وشواغلنا وطلبنا منهم الوفاء بتعهداتهم، وأكدنا أنه ينبغي عليهم فهمنا».
وأضاف أن تركيا طلبت أيضاً من الدول الحليفة التي لها وجود عسكري في سوريا عدم السماح للميليشيات المحلية برفع أعلامها واستخدام زيها العسكري.
وقال «نذكّرهم بضرورة إبعاد الإرهابيين عنهم، ويتعين عليهم في النهاية قطع علاقاتهم مع المنظمات الإرهابية».
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء هجوم تركي بري جديد محتمل في شمال سوريا خشية «أن يهدد ذلك سلامة الأمريكيين الذين يعملون مع شركاء أكراد لمحاربة ميليشيا تنظيم الدولة الإرهابية (داعش)».
من جهة أخرى أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ضابط برتبة نقيب ضمن صفوف قوات النظام في بادية مدينة تدمر شرقي حمص، جراء اندلاع اشتباكات مسلحة أمس، بين قوات النظام من جهة، وخلايا تنظيم «الدولة» من جهة أخرى، وذلك أثناء عمليات التمشيط التي قامت بها قوات النظام في بادية تدمر شرقي حمص.
وعلى جبهة البوكمال، ولمخاوف أمنية، أعادت ميليشيات موالية لإيران تموضعها في مدينة الميادين ومحيطها والتي تعد «عاصمة الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا». وأخفت ميليشيا «فاطميون» الأفغانية مدافعها الثقيلة تحت أشجار النخيل بين البساتين في الميادين، تمهيدا لنقلها إلى مواقع عسكرية خارج المدينة. ورفعت الميليشيات الموالية لإيران سواتر ترابية في محيط المطار الشراعي في منطقة الحيدرية قرب مدينة الميادين، حسب المرصد السوري
“القدس العربي”