شعار «ممنوع الفشل «، الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لمؤتمر كوبنهاغن القريب؛ هو أقل ما يوجبه هذا الحدث. خطر سخونة المناخ، ما عاد يحتمل غير النجاح في التصدّي له. وليس أيما نجاح. بل ان يكون من العيار المناسب ومن الصنف الملزم. الخروج بأدنى من ذلك، لا يفي بالمطلوب.
تترتب عليه عواقب وتداعيات مصيرية. مسلسل تحذيرات العلماء، وكان آخرها قبل أيام؛ يضع العالم أمام مسؤولية غير مسبوقة. على المحك سلامة الحياة ومعادلة التوازن الطبيعي، على الكرة الأرضية. منع الفشل، في مسألة بهذا الحجم والأبعاد، لا يكفي. لا بدّ من ترجمته بإرادة دولية عازمة، على منع حدوث كوارث مناخية كونية.
العالم على موعد، بعد أسبوع، مع هذا المؤتمر الدولي؛ النوعي بامتياز. المتوقع أن يشارك فيه حشد واسع: أكثر من 85 رئيس دولة وحكومة. فما عاد يختلف اثنان على دور الإنسان في الاحتباس الحراري. قد تختلف التقديرات، حول هذا الدور. وحسب المقرّر، مطلوب أن يتم التوصل، في كوبنهاغن؛ إلى اتفاقية؛ تحل محل بروتوكول «كيوتو».
المنتهي مفعوله بعد سنتين. الأهم، أن يصار إلى الالتزام بمعدلات خفض أعلى، لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والغازات الدفيئة؛ المتسسبة بالسخونة. المؤتمرات التحضيرية العديدة التي عقدت، تمهيداً لهذه القمة؛ لم تكن عند المأمول. الخلافات والتضاربات، استعصى تجاوزها. العلّة في كبار المنفثين. بالتحديد أميركا والصين. ثم في التباين بين الكبار والصغار.
كل واحد يرمي الكرة في الملعب الآخر. الفقراء يطالبون الدول الصناعية الغنية، بمساعدتهم؛ ليتمكنوا من تحمل تكلفة الخفض. وهذا ما زال دون الحاجة اللازمة. والملوثون الكبار، لا يفصحون مسبقاً عن مقدار الخفض الذي ينوونه. كلّ يطالب الآخر بمعدلات أعلى. ولغاية أسابيع، كان كوبنهاغن مهددا بالفشل التام. فقط في الأيام الأخيرة، بدأت التسريبات تتحدث عن إمكانية «اتفاق مؤقت» بمعدلات متواضعة؛ على أن يتم ترحيل الموضوع إلى العام القادم.
الترحيل، فشل لا يقبله أمر بهذه الأهمية والخطورة. هو تهرب من الالتزام بمقتضيات الخفض. مجازفة تهدّد البشرية كلها. فالكل في مركب واحد.



















