قرار نتنياهو الذي صدر يوم الأربعاء الماضي بتجميد الاستيطان مؤقتا لمدة عشرة أشهر في الضفة الغربية دون القدس حمل وما زال يحمل في طياته فخا للفلسطينيين والعرب والمسلمين ولكل الراغبين في إحلال السلام في المنطقة.
هذا الفخ ظهر جليا فور رفض السلطة الفلسطينية للعرض الإسرائيلي حيث قال وزير الخارجية المتطرف افيغدور ليبرمان إن الكرة في الملعب الفلسطيني وهذا الذي يهم إسرائيل حتى تظهر للعالم اجمع ان الفلسطينيين يعطلون السلام وانهم يرفضون أية تسوية.
الفلسطينيون كانوا على قدر كبير من الوعي والحيطة من الفخ الاسرائيلي وتعاملوا مع العرض الاسرائيلي بكل احترافية فهم لم ينساقوا وراء زيفه ما دام كان التجميد مؤقتاً ويستثني القدس الشريف التي هي تمثل قيمة ورمزاً دينياً ووطنياً عظيماً للفلسطينيين والمسلمين اجمع.
ولم يفوت الفلسطينيون منبرا سياسيا ولا اعلاميا إلا وكشفوا من خلاله الخداع الاسرائيلي مجددا في كل مرة الموقف والعهد بانه لا استئناف لمفاوضات السلام مع الجانب الاسرائيلي دون وقف الاستيطان في كل شبر من الارض المحتلة.
وكشف الفلسطينيون امام الجميع ان الجانب الاسرائيلي يعمل بمفرده من خلال حلول فردية وجزئية من اجل اقناع المجتمع الدولي ان الفلسطينيين لا يريدون السلام وانهم عقبة في طريق إحلال الامن والاستقرار في المنطقة.
المخطط الاسرائيلي اصبح مكشوفا امام الجميع ، كيف لا والجميع شاهد على ماذا فعل شارون بالرئيس الراحل ياسر عرفات حينما ادعى امام العالم ان عرفات يقف عائقا في وجه السلام ،وهذا الاعلان مكنه من محاصرته في المقاطعة برام الله الى ان تم اغتياله بدم بارد على يد الغدر الاسرائيلية.
لاشك ان اسرائيل تهدف من وراء هذا الاعلان الى ايقاع الفلسطينيين في كمين وشرك يصعب الخروج منه حتى تبرر للعالم الجرائم التي تقوم بها في حق الشعب الاعزل، فحينما رأت ان القتل والتنكيل والجدار العازل والحصار الجائر لم تنل من عزيمة الشعب الفلسطيني وارادة الصمود لديه قامت باستغلال المنبر الدبلوماسي والاعلامي من اجل تشويه صورة الفلسطينيين والعرب وبأنهم يقتلون أية فرصة للسلام.
الفلسطينيون ومن ورائهم العرب والمسلمون يحرصون كل الحرص على تحقيق السلام العادل والشامل الذي يكفل للفلسطينيين حقوقهم من خلال اقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف،اما السلام الذي يأتي دون القدس وايقاف الاستيطان واسترجاع الارض فلا اهلا ولا سهلا به وسيواصل الفلسطينيون الصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي كما لن يمرروا أية تسوية او سلام دون استرجاع كامل للحقوق وسيبقون دائمارافضين لأنصاف الحلول والخطوات الفردية.
الراية القطرية



















