رام الله ـ احمد رمضان
نيويورك ـ سامر رزق ووكالات
فتحت المبادرة المصرية ـ الفرنسية التي كشفها الرئيس المصري حسني مبارك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في شرم الشيخ مساء اول من امس، كوة صغيرة امام امكان التوصل الى حل لدوامة العنف الاسرائيلية في قطاع غزة، لتغلقها سريعا الحكومة الاسرائيلية باقرارها توسيع عملياتها العسكرية على القطاع.
وفي هذا الوقت، استمرت المداولات في نيويورك لاقرار مشروع عربي لوقف اطلاق النار وسط معارضة اميركية له. وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي على هامش اللقاءات ان طريق السلام هي في تنفيذ مبادرة الملك عبدالله التي تبنتها القمة العربية في بيروت 2002 والتي "تضمن العدالة والأمن للجميع".
فقد اعلن مسؤول اسرائيلي في وزارة الدفاع ان الحكومة الامنية الاسرائيلية اقرت الاربعاء توسيع هجومها العسكري على حماس في قطاع غزة. وقال هذا المسؤول ان الوزراء الـ12ـ في الحكومة الامنية الاسرائيلية "اقروا مواصلة العمليات البرية والدخول في المرحلة الثالثة التي ستوسع اطار الهجوم عبر التوغل اكثر في المناطق المأهولة. وأسقطت مناشير من طائرات اسرائيلية على رفح دعت سكانها الى مغادرتها.
وكانت اسرائيل التي قررت، تعليق عمليات القصف على غزة "لاسباب انسانية" لمدة ثلاث ساعات يوميا اعتبارا من يوم امس، اعلنت تأييدها للمبادرة المصرية وقررت ايفاد وفد الى القاهرة لدرسها. فيما رحبت السلطة الفسطينية بها، ومن المقرر ان يبحث السبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع مبارك السبت المقبل في القاهرة "آليات تنفيذها". اما حركة "حماس" التي اوفدت بدورها مبعوثين الى القاهرة، فاكتفت بالقول انها تدرسها.
وتقاطع هذا التحرك مع كشف معلومات مفادها ان تركيا تتجه لتولي مهام انشاء قوة مراقبة دولية في قطاع غزة. وقال دبلوماسي من منطقة الشرق الاوسط، ان "تركيا هي الخيار الافضل نظرا لضلوعها في مهام متعددة لحفظ السلام في الشرق الاوسط"، رافضا الكشف عن هويته نظرا لمدى دقة المعلومات وحساسيتها.
غير انه لم تتضح بعد معالم الدور الذي ستقوم به هذه القوة في قطاع غزة. كما ان المسؤولين الاتراك غير مخولين بالادلاء باي تعليق في هذا الشأن في الوقت الحالي.
في المقابل، نقلت قناة سي ان ان ـ التركية الخاصة عن مصادر وزارية لم تسمها ان تركيا لم تستلم طلبا مماثلا الا انها مستعدة للمشاركة في قوة المراقبة في حال تم التوصل الى وقف اطلاق نار.
وتتضمن المبادرة المصرية ثلاثة بنود كالآتي.
اولا: قبول اسرائيل والفصائل الفلسطينية جميعها بوقف فوري لاطلاق النار لمدة محدودة لاتاحة الفرصة لايصال مواد الاغاثة الى سكان غزة من خلال ممرات محددة.
ثانيا: دعوة مصر اسرائيل والفلسطينيين، اضافة الى ممثلين عن الاتحاد الاوروبي و"جهات اخرى" للاجتماع لمناقشة سبل ضمان عدم تكرار الوضع الراهن ومعالجة جذوره. وتتضمن هذه السبل "ضبط حدود" قطاع غزة، اي منع تهريب الاسلحة من مصر الى القطاع، وهو مطلب اسرائيلي اساسي. وتقوم اسرائيل ومصر بالمقابل بفتح المعابر البرية.
اما البند الثالث فنص على ان مصر تستضيف حوارا للمصالحة الفلسطينية يهدف الى انهاء الصراع بين حركتي فتح وحماس وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة تكون مقبولة من جانب المجتمع الدولي.
ساركوزي يثير بلبلة
وقد اثار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بلبلة امس حين اعلن ترحيبه بقبول اسرائيل والسلطة الفلسطينية للخطة الفرنسية ـ المصرية، في وقت كانت اسرائيل تقول انها تنظر الى المبادرة بايجابية. وهو ما استدعى توضيحا من مكتبه في وقت لاحق انه كان فقط يرحب برد فعل إسرائيل المعلن.
وقال بيان صادر عن مكتب ساركوزي "الرئيس سعد بقبول اسرائيل والسلطة الفلسطينية للخطة الفرنسية المصرية التي طرحها الليلة الماضية في شرم الشيخ الرئيس (المصري حسني) مبارك".
وأضاف "رئيس الدولة يدعو لتنفيذ هذه الخطة بأسرع وقت ممكن لوقف معاناة السكان".
ودفع استخدام البيان لكلمة "قبول" إسرائيل للقول بانها لم تقبل الخطة المصرية وانها مازالت تجري محادثات بشأن الاقتراح. وقال مسؤول من مكتب ساركوزي في وقت لاحق إن البيان الفرنسي كان مجرد رد فعل على تصريحات إسرائيل الايجابية السابقة بشأن الخطة وانه لا يعلن قبول إسرائيل للاقتراح المصري.
وأضاف المسؤول "انه رد فعل على التصريحات الإسرائيلية والفلسطينية."
وكان الناطق باسم رئاسة الوزراء الاسرائيلية مارك ريغيف اعلن في وقت سابق ان اسرائيل اعربت عن تأييدها لمبادرة مصر من اجل وقف المعارك في غزة. وقال "تشكر اسرائيل الرئيس المصري (حسني مبارك) والرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) على جهودهما بهدف التوصل الى حل لانهاء الانشطة الارهابية في غزة ووضع حد لعمليات تهريب الاسلحة من مصر الى غزة". اضاف ان "اسرائيل تنظر بايجابية الى الحوار بين المصريين والاسرائيليين لاحراز تقدم في هذا المجال".
واعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان اسرائيل سترسل اليوم الى القاهرة المستشار السياسي للوزير ايهود باراك، عاموس جلعاد ، للبحث في امكان التوصل الى هدنة في المعارك في غزة.
وعلقت القاهرة على الموقف الاسرائيلي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان رد الفعل الاسرائيلي على المبادرة المصرية لوقف الحرب في غزة "مشجع". وقال في اتصال معه في نيويورك حيث يتواجد مع وزير الخارجية احمد ابو الغيط، ان رد الفعل الاسرائيلي "مشجع ولكننا يجب ان نناقش التفاصيل معهم".
وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد اعلن انه سيتوقف عن قصف غزة ثلاث ساعات يوميا اعتبارا من يوم امس, على ما قال الناطق باسم الجيش. واوضح الناطق افيتال ليبوفيتش"تقرر وقف عمليات القصف في غزة بين الساعة الواحدة والرابعة يوميا اعتبارا من اليوم" الاربعاء. وجاء القرار بعد موافقة اسرائيل على فتح ممر انساني في قطاع غزة التي تتعرض لقصف كثيف.
واعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت فجر امس ان اسرائيل ستفتح ممرا انسانيا "لتجنب وقوع ازمة انسانية في قطاع غزة" وهو قرار تم اطلاع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.
وقالت مصادر امنية اسرائيلية رفيعة، انه وفي حال لم تلتزم حركة "حماس" وقف اطلاق النار المذكور فان الجيش لن يتردد في الرد.
ووفقا للمصادر الاسرائيلية، فقد اتخذ قرار وقف اطلاق النار بعد ان قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال اجتماع الثلاثية الامنية (اولمرت، ليفني وباراك) فتح ممر انساني لادخال المواد الاساسية لمنع حدوث ازمة انسانية في القطاع.
وسيجري وفقا لنظام الممر الانساني فتح مناطق محددة في القطاع ولفترة محددة يستطيع خلالها الفلسطينيون التزود بالمواد الاساسية.
وفي الاطار ذاته، قالت مصادر اسرائيلية ان وزير الحرب ايهود باراك وافق على ادخال 90 شاحنة محملة بالمود الغذائية الادوية وادخال الوقود والغاز من معبر كرم ابو سالم.
وردت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم ان اعلان اسرائيل وقف النار لمدة ثلاث ساعات "مهزلة يراد منها التغطية على الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت ضد المدنيين الفلسطينيين".
عباس في القاهرة
وعلى الرغم من ان الرئيس الفرنسي قال الثلاثاء في القاهرة انه يتوقع ان تجرى مشاورات مصرية ـ اسرائيلية حول آليات تأمين الحدود بين مصر وقطاع غزة "على الفور وربما خلال الساعات المقبلة"، الا انه لم يعلن بعد اي لقاء مصري ـ اسرائيلي.
ويصل عباس، الذي دعا الثلاثاء امام مجلس الامن في نيويورك الى نشر" قوة دولية" في قطاع غزة، الجمعة الى القاهرة لاجراء محادثات السبت مع مبارك حول "آليات لتنفيذ المبادرة المصرية" لوقف الحرب في غزة.
وكان مسؤولون من "حماس" اعلنوا خلال الايام الثلاثة الاخيرة انهم يرفضون نشر قوات دولية في غزة.
غير ان الحركة امتنعت امس عن اعلان موقف واضح من المبادرة المصرية مكتفية بالتأكيد انها "تدرسها". وقال مسؤول في حركة "حماس" في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه، ان عضوي المكتب السياسي للحركة عماد العلمي ومحمد نصر، اللذين غادرا القاهرة امس بعدما اطلعا على المبادرة المصرية ، سيقدمان تقريرا عن مناقشاتهما في القاهرة الى قادة الحركة وان الاخيرة "ستدرسها".
ولكن وزارة الخارجية الروسية قالت ان خالد مشعل ابلغ نائب وزير الخارجية الروسي السكندر سلطانوف الذي التقاه امس في دمشق ان "حماس لن تقبل شروط اسرائيل التي تريد ان تفرض عليها الاستسلام".
وكانت مصادر في قصر الاليزيه قالت ان فرنسا تتوقع "اتفاقا خلال اربعة او خمسة ايام حول تأمين الحدود".
واضافت المصادر ان مثل هذا الاتفاق "ربما يقود الى انسحاب في غضون ثمانية ايام" للجيش الاسرائيلي من غزة.
مشاورات "حماس"
من جهة ثانية، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة ان الجانب المصري ابلغ وفد حركة "حماس" الذي زار القاهرة اول امس ان الوقت صار من دم، والوضع في قطاع غزة يزداد تدهوراً، واسرائيل عاقدة العزم على مواصلة عدوانها الى ان تحقق اهدافها المفتوحة على سائر الاحتمالات، وبالتالي ليس هناك من مفر لقبول وقف اطلاق نار، ووقف اطلاق الصواريخ .
وبحسب هذه المصادر، فإن وفد "حماس اعطى مبدئياً رداً ايجابياً على المبادرة المصرية، وابدت بعض التحفظات عن بعض النقاط كفتح معبر رفح على اساس اتفاق 2005، ونشر مراقبين دوليين لمراقبة وقف اطلاق النار، وتجاوز حركة حماس كطرف في أي اتفاق، حيث نصت المبادرة المصرية على ان يجلس الطرفان الفلسطيني ممثلاً بالسلطة الفلسطينية واسرائيل لبحث موضوع تثبيت التهدئة، وتشغيل المعابر وغيرها من قضايا.
واعربت هذه المصادر عن اعتقادها ان حركة "حماس" ستكون مضطرة الى الموافقة على المبادرة المصرية لان البديل مواصلة اسرائيل لعدوانها بما يشمل اعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وسحق حركة "حماس" واسقاط حكمها هناك، وان اسرائيل لن تسحب قواتها من القطاع قبل ضمان وقف اطلاق الصواريخ وايجاد الية لمراقبة تسليح حركة "حماس" سواء من خلال التصنيع المحلي او التهريب عبر الانفاق.
ولفتت هذه المصادر الى ان حركة "حماس" اختبرت مواقف حلفائها في معسكر الممانعة من ايران مروراً بدمشق، وحتى "حزب الله" في لبنان، وان مساندة هؤلاء لم تتعد بيانات التنديد بالجرائم الاسرائيلية والتأييد لحركة "حماس" والقاء الخطابات النارية في المهرجانات لا اكثر ولا اقل.
واشارت هذه المصادر الى ان الرئيس المصري محمد حسني مبارك اتصل مساء اول امس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود في نيويورك على راس وفد وزراء الخارجية العرب لاستصدار قرار من مجلس الامن لوقف العدوان الاسرائيلي وابلغه بعناصر المبادرة المصرية قبل اعلانها في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع ساركوزي، واعلن خلاله هذه المبادرة.
وبحسب المصادر اياها، فعلى الرغم من مفاجأة عباس ووفد الوزراء العرب الا ان عباس وافق على المبادرة المصرية، وفي ضوء هذه المبادرة جرى ادخال تعديلات على الاقتراح العربي المقدم لمجلس الامن كي ينسجم ويتكامل مع المبادرة المصرية.
هدنة قصيرة
واستأنفت الطائرات الإسرائيلية غاراتها مساء الأربعاء بعد تعليق لم يتم الالتزام الكامل به واستمر ثلاث ساعات حيث قصفت مناطق مفتوحة غرب مخيم النصيرات.
وانتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية مساء امس جثامين ثلاث شقيقات قُتلن في وقت سابق جراء قصف إسرائيلي على عزبة عبد ربه شمال قطاع غزة، فيما انتشل جثمانين من تحت أنقاض منزلهما الذي تعرض للقصف أمس الأول.
وقال مصدر طبي إن الطواقم الطبية نجحت في إخلاء جثامين الشقيقات أمل وسعاد وسمر عبد ربه، من عزبة عبد ربه في جباليا، بعدما كُن قتلن في قصف سابق لم يتم تحديده. وذكر المصدر أن طواقم الإسعاف وبعد تنسيق من قبل الصليب الأحمر نجحت في إجلاء جثتي فلسطينيين من عائلة سموني في حي الزيتون، بعدما بقيا لمدة يومين تحت الأنقاض التي انتشل من تحتها في وقت سابق أمس 13 جثة.
من جانبها، واصلت الفصائل الفلسطينية تصديها للقوات الإسرائيلية المتوغلة شرق وشمال قطاع غزة، وإطلاق الصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن نحو 20 قذيفة صاروخية سقطت منذ صباح اليوم في البلدات الإسرائيلية منها أربع قذائف سقطت عصر اليوم في منطقتي بئر السبع ونتيفوت ما تسبب بإصابة عدد من الأشخاص بحال هلع وإلحاق أضرار مادية.
لاريجاني في دمشق
وبدا رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني زيارة امس لدمشق لبحث الوضع في غزة بعد اخرى كان قام بها أمين عام مجلس الأمن القومي سعيد جليلي الاسبوع الماضي.
وقبل مغادرته طهران، قال لاريجاني أن مبادرات إنهاء الأزمة في قطاع غزة يجب أن تضمن عودة الهدوء إلى فلسطين وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني.
واعتبر لاريجاني إن ما يجري في غزة "ليس حربا عادية، بل هو نظرية للموت والإبادة"، معربا عن أسفه لعدم إبداء المحافل القانونية الدولية أي رد فعل أو تحرك حيال هذه الجرائم.
ومن جهته، أجرى جليلي محادثات مع المسؤولين الأتراك في أنقرة تناولت تطورات الوضع في قطاع غزة الذي يتعرض لهجمات إسرائيلية متواصلة منذ 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وذكر موقع صحيفة "حرييت" ان جليلي أجرى محادثات مع كل من الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
وأشار الموقع الى ان جليلي واحد من 22 مبعوثا أوفدهم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى دول أوروبية وآسيوية للعمل على التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
مجلس الأمن
وتواصلت مداولات مجلس الامن لاقرار مشروع قرار عربي يدعو الى وقف اطلاق النار. وتعارض واشنطن المشروع وتعتبر انه يلقي باللوم الكامل على اسرائيل لما يجري في القطاع.
وعلى هامش المداولات، كان لوزير الخارجية اسعودي الامير سعود الفيصل تصريح قال فيها: " وزراء الخارجية العرب أتوا الى نيويورك ليحضوا مجلس الأمن على التحرك الفوري لإنهاء القتال في غزة وهي مسؤولية المجلس للعمل على وقف النزاعات المسلحة حال نشوبها والنزاع الحالي في غزة لا يجب أن يكون استثناءاً. الوضع سيء انسانيا ويفتح الباب أمام معاناة جديدة في حال عدم اتخاذ المجلس تحركاً فورياً. وهذا ما يطرح الأسئلة حول دور المجلس في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
اضاف "الوزراء العرب أتوا ليحضوا المجلس على تبني مشروع قرار مبني على وقف فوري لاطلاق النار ورفع الحصار وفتح المعابر وتأسيس آلية للمراقبة والعودة الى الاتفاقية حول المعابر. المشروع العربي يدعو ليس فقط الى وقف العمليات العسكرية بل أيضاً الأسباب التي أدت اليه. وضع نهاية للقتال ووضع آلية لمراقبة سوف تضمن حلاً دائماً. كل ذلك سوف يضمن هواجس الطرفين الأمنية ويفتح الطريق الى استئناف عملية السلام واحياء المفاوضات. لانهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة. وحده هذا سيضمن أمن اسرائيل وأمن واستقرار المنطقة."
وشدد على ان "طريق الأمن السلام لا الحرب. وهناك طريق للسلام. مبادرة الملك عبدالله التي تبنتها القمة العربية في بيروت 2002 هي خطة بسيطة وتضمن العدالة والأمن للجميع. المبادرة نالت دعم أكثر من 60 دولة والأمم المتحدة وهي لا تزال على الطاولة. هو الوقت لوضعها قيد التطبيق والوقت لوقف العنف وبدء السلام. الأبرياء يموتون وهذا يجب أن يتوقف."
اضاف "قبل بدء أي مفاوضات يجب وقف القتال. المفاوضات ضرورة اذا كان الطرفان يريدان الأمن لشعبيهما. نريد العودة الى عملية السلام والا فان الجميع لن يكون في أمن. المبادرة جاهزة وهي بانتظار الجانب الآخر نحن مستعدون لارسال بعثة الى الشعب الاسرائيلي لايضاح المبادرة."
واوضح ان "مبادرة مبارك لا تتعارض مع مشروع القرار المطروح على المجلس بل تكمله. وهي مبنية على وقف القتال وفتح المعابر وكل هذه عناصر من خطة السلام العرب. مبارط حاول من خلال المبادرة تحريك الوضع ووضع أهم عنصر قيد التطبيق وهو وقف اراقة الدماء في غزة وهو أهم عنصر."
وقال ان "الفرنسيين لم يقولوا انهم لا يريدون التصويت في المجلس لذا نأمل التصويت في المجلس ونأمل أن يكون ايجابياً. الحرب أثبتت أنها طريق خاطىء للتوصل الى الأمن. المعاناة الحقيقية ليست في من يقاتل بل في الضحايا المدنيين. من يموت في غزة؟ ليس حماس. حماس ليست فقط هناك بل هم أيضاً في دولة مجاورة اذا كانت اسرائيل لا تعلم ذلك. أنهم في سوريا. من يموت في غزة؟ واذا استمرت اسرائيل في قتل الأبرياء ماذا سيؤثر ذلك على حماس بل على العكس سيشجع الناس على دعم حماس أكثر. النفط ليس سلاحاً. لا يمكنك وقف القنال بالنفط. اذا اوقفت تصدير النفط فانك ستتأثر على غرار المستهلكين. مصدرو النفط بحاجة الى عائداته ليبنوا بلدانهم. اذا كانوا مستعدين لمواجهة أي عمل ضدهم فهم بحاجة الى عائدات النفط لمواجهة التحديات. اذا سألونا لارسال مراقبين سنفكر بالأمر بالطبع. عودة اللاجئين تعود للفلسطينيين ليقرروها ولا أتكلم بالنيابة عنهم."
البيت الأبيض
واعلن البيت الابيض امس إن هناك حاجة عاجلة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقالت الناطقة باسمه دانا بيرينو للصحافيين "إننا نعمل على تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن." لكنها أضافت أن الجهود معقدة بسبب كثرة عدد الأطراف اللاعبة. وتابعت أن الحكومة الاميركية ما زالت راغبة في معرفة مزيد من التفاصيل بشأن المقترح المصري لوقف إطلاق النار.
وأبدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس دعمها لجهود مصر اليوم.
اوباما
وقال الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما الذي تجنب التعليق على شؤون السياسة الخارجية امس إنه بمجرد توليه الرئاسة "فسيتعامل فورا" مع الوضع في الشرق الأوسط.
وكرر أوباما الذي يتولى الرئاسة في 20 كانون الثاني (يناير) أنه يشعر "بقلق عميق" بشأن الوضع في غزة ولكنه قال إنه لن يكون من الحكمة بالنسبة له توجيه أي إشارات تفيد بأن إدارته تدير السياسة الخارجية.
اضاضف في مؤتمر صحافي "أنا أفعل كل ما يتوجب علينا فعله لضمان أنه في اليوم الذي أتولى فيه المنصب سنكون مستعدين للانخراط فورا ومحاولة التعامل مع الوضع هناك.. لن يقتصر الأمر على الوضع قصير المدى ولكن سنبني عملية يمكننا من خلالها تحقيق سلام أكثر استمرارا في المنطقة".