كشفت تقارير إخبارية عن اجتماع غير معلن عقد الأحد في دمشق بين مسؤول استخباراتي بارز لدى النظام ووفد من حزب «العمال الكردستاني» (بي كي كي). ونقلاً عن مصدر، أوضح موقع «باسنيوز» الكردي، المقرب من رئاسة إقليم كردستان العراق، أن رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، اجتمع بوفد كردي بقيادة صبري أوك للتباحث حول أوضاع المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب، والنظام في شمال شرق سوريا.
وأضاف الموقع أن الطرفين اتفقا على تهدئة الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين والعمل معاً وفق اتفاقات سابقة بين الجانبين. ولم يُكشف عن تفاصيل الاجتماع، والأعضاء في وفد «العمال الكردستاني» وما إن كان من بينهم شخصيات من قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وتعليقاً على الاجتماع، قال المتحدث باسم «تيار المستقبل» الكردي، علي تمي، إن اللقاءات بين «العمال الكردستاني» ودمشق لم تنقطع يوماً، وخصوصاً منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، حيث جرى الاتفاق بينهما في بلدة دوكان في السليمانية بإقليم كردستان العراق. وأضاف لـ«القدس العربي» أن هناك تنسيقاً قديماً بين دمشق والحزب، وبالتالي اللقاء المنعقد في هذه المرحلة لم يضف الجديد في المشهد العام في سوريا. وسُئل تمي، لماذا لا يتسلم المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» والحزب، إن كان التنسيق بينهما قائماً؟، فأجاب: «تأخر تسليم منطقة شرق الفرات النظام سببه التواجد العسكري الأمريكي».
وقال الخبير بالشأن الكردي، الدكتور فريد سعدون، إن العلاقة بين «العمال الكردستاني» وحكومة دمشق قائمة، وهناك تنسيق بينهما. وأضاف لـ«القدس العربي»، أن الجانبين لديهما مصالح مشتركة، وتحديداً لجهة الحسابات مع تركيا، حيث تتدخل الأخيرة في الأرض السورية بشكل مباشر، وقال: «بالنسبة لدمشق، تركيا تحتل أجزاء من سوريا، وهي تدعم المعارضة، وتستضيف حكومة معارضة، وهو ما يجعل أنقرة تشكل تهديداً لحكومة دمشق.
«أما من جهة «العمال الكردستاني»، يشير سعدون وهو المقرب من «قسد» إلى أن تركيا تشكل تهديداً واضحاً للأخيرة وكذلك للحزب، إلى جانب النظام، مضيفاً: أن «كل ذلك يستدعي تنسيقاً من الجانبين لمواجهة التهديد التركي المشترك». وإلى جانب «الخطر» التركي على الجانبين، يلفت سعدون إلى ما يجري من عمليات إعادة تموضع للقوات العسكرية المختلفة في سوريا، نتيجة انكماش النفوذ الروسي بعد الحرب في أوكرانيا، مبيناً أن «روسيا بدأت تحصر تواجدها العسكري في مناطق سورية محددة، بدلاً من الانتشار العسكري الواسع».
ويتطلب ذلك، حسب الخبير الكردي، زيادة في التنسيق بين «العمال الكردستاني» ودمشق، مختتماً بقوله: «الاجتماع هذا ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير». ولا بد من الإشارة إلى أن الاجتماع جاء بعد انتهاء التوتر بين «قسد» والنظام السوري، في القامشلي والحسكة، بعد أن بسطت «قسد» سيطرتها في منتصف شهر نيسان/أيار الماضي، على أكثر من 10 مقرات ودوائر حكومية تابعة للنظام، منها مؤسسة الحبوب والبريد، وذلك بهدف الضغط على النظام الذي يحاصر أحياء تقطنها غالبية كردية في مدينة حلب.
وتوصل الجانبان، في أواخر الشهر الماضي إلى اتفاق برعاية روسية، أفضى لفك الحصار المفروض على مدينتي الحسكة والقامشلي دخل حيز التنفيذ. وأكدت مصادر مقربة من دمشق، أن الاتفاق يقضي بفك الحصار عن الأحياء التي يسيطر عليها النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي وريفها، بعد أكثر من عشرين يوماً على حصارها من قبل «قسد»، وبدء فتح الطرقات في اتجاه الأحياء الخاضعة لسيطرة جيش النظام في الحسكة بالإضافة إلى إدخال المحروقات والطحين إلى الحسكة.
«القدس العربي»