بدأت اجتماعات مؤتمر بروكسل السابع بشأن “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، الذي يستمر يومين، وأشاد الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، باستضافة تركيا للاجئين السوريين على مدى أكثر من 10 سنوات.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش، ونقل ليناركيتش خلال المؤتمر إشادة الاتحاد الأوروبي بتركيا ولبنان والعراق والأردن، لاستضافتها لاجئين سوريين لأكثر من 10 سنوات.
وأوضح أن موقف الاتحاد الأوروبي من سوريا “لم يتغير” وأنه مستمر في “دعم الشعب السوري”. وفي السياق، تعهد ليناركيتش بمواصلة الاتحاد دعم اللاجئين السوريين حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم بطريقة “آمنة وكريمة”.وقال غيرت جان كوبمان، رئيس المديرية العامة للمفوضية الأوروبية للتوسع وسياسة الجوار، إن الاتحاد الأوروبي يعتبر مساعدة السوريين “أولوية” وسيواصل العمل بها ما دام “لم يتم الوفاء بعد” بشروط العودة الآمنة والكريمة والطوعية.
وشدد على أهمية التوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة السورية، على المدى الطويل. وتابع: “هذا البؤس الاجتماعي والاقتصادي لن ينتهي إلا من خلال عودة آمنة وكريمة للاجئين”. ويسعى مؤتمر بروكسل المنعقد بالبرلمان الأوروبي يومي 14 و15 يونيو/ حزيران الجاري، إلى جمع الأموال لإغاثة اللاجئين السوريين. والعام الماضي، تعهد المانحون بتقديم أكثر من 6.7 مليارات دولار للاجئين السوريين، والمجتمعات المضيفة لهم. يذكر أن تركيا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين السوريين، وتوفر الحماية الدولية لنحو 4 ملايين شخص فروا من البلد المجاور.
خفض المساعدات
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها مضطرة لخفض مساعداتها الغذائية للسوريين بنحو النصف بسبب نقص التمويل. وجاء في بيان لبرنامج الأغذية العالمي “تجبر أزمة التمويل غير المسبوقة في سوريا برنامج الأغذية العالمي على تخفيض مساعداته لحوالي 2.5 مليون شخص من حوالي 5.5 مليون يعتمدون على المساعدات التي تقدمها الوكالة لاحتياجاتهم الأساسية من الغذاء”.
وتابع البيان “بعد استنفاذ جميع الخيارات في ظل الموارد المحدودة للغاية، قرر برنامج الأغذية العالمي إعطاء الأولوية لـ3 ملايين سوري غير قادرين على البقاء من أسبوع إلى آخر دون مساعدة غذائية بدلاً من مواصلة المساعدة لـ5.5 ملايين شخص ونفاد المساعدات الغذائية تماما بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2023”. ونقل البيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في سوريا كين كروسلي قوله “بدلا من زيادة المساعدات او حتى الابقاء على نفس السوية لمواكبة الاحتياجات المتزايدة نحن نواجه مشهدا قاتما يتمثل في انتزاع المساعدات من الناس في وقت هم في أشد الحاجة إليها”.
يأتي الإعلان عشية المؤتمر السابع للاتحاد الأوروبي في بروكسل حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”. وسوريا بصدد الخروج من حرب دامية استمرت 12 عاماً أسفرت عن مقتل نصف مليون شخص وشرّدت الملايين وقطّعت أوصال البلاد. وفاقمت جائحة كوفيد-19 الأوضاع وأدخلت البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة وسط ارتفاع حاد في الأسعار، وقد أعقب ذلك زلزال مدمّر ضرب في السادس من شباط/فبراير مناطق في شمال سوريا وجنوب تركيا. وجاء في بيان برنامج الأغذية العالمي “في الوقت الحالي يغطي الدخل المتوسط حوالي ربع احتياجات الأسرة فقط”. وتابع البيان “حتى قبل الزلازل المدمرة التي ضربت شمال وغرب سوريا في شهر شباط/فبراير والتي ألحقت أضرارا جسيمة وخسائر في الأرواح ومزيدا من النزوح، كان هناك 12.1 مليون شخص في كافة أنحاء البلد في قبضة الجوع”.
بيدرسون: نثق في مصر
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون عن كامل تقديره وثقته في حرص مصر على استمرار العمل ووتيرة التنسيق المتميزة مع الأمم المتحدة من أجل إعلاء مصلحة الشعب السوري وإنهاء تلك الأزمة الممتدة. وتلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من بيدرسون، ووفق المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد.
وقال المتحدث، في بيان صحافي، إن الاتصال يأتي في إطار متابعة اللقاء الأخير بين شكري وبيدرسون في جنيف في 25 أيار/مايو الماضي، والتنسيق المستمر بين مصر والأمم المتحدة للدفع بالحل السياسي في سوريا. وأضاف أن الجانبين ناقشا مجمل الاتصالات والاجتماعات التي عقدت على مدار الفترة الماضية من جانب مختلف الأطراف، وسبل جسر الهوة بين مختلف المواقف بما يقرب الرؤى حول التعامل مع الأزمة السورية بشكل متدرج من أجل حلحلتها ورفع المعاناة عن الشعب السوري. كما تناول الجانبان سبل العمل على مقاربة خطوة مقابل خطوة والتنسيق في هذا الشأن بين اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا والأمم المتحدة لانسجام الجهود الرامية إلى الدفع بتلك المقاربة.
“القدس العربي”


























