بغداد- «القدس العربي»: دعا قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، أمس الأربعاء، إلى «بناء سوريا لامركزية»، بخلاف فترة حزب البعث، معتبراً أن رفض الأسد للحوار وإصراره على النظام المركزي، تسببا بسقوط نظامه.
جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال اليوم الثالث من منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط المنعقد في دهوك في إقليم كردستان العراق.
وقال عبدي: «كنا في طليعة الحرب ضد داعش. والآن نرى في جهودنا من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط أن الكرد يؤدون دوراً رائداً مرة أخرى».
وأوضح أنه في تركيا «بدأت عملية السلام التي أطلقها القائد آبو من إمرالي، وهذا قد أتاح فرصة جديدة للشرق الأوسط، ونحن مستعدون لدعم هذه العملية والقيام بكل ما يلزم لإنجاحها».
واعتبر أن «السلام والاستقرار ضروريان جداً للشرق الأوسط، ويسعدني أن أعبّر عن رأيي حول هذا الموضوع في دهوك، وآمل أن تسهم نتائج هذا المنتدى في تحقيق المصالحة في المنطقة بأكملها». وتحدث القائد العام لـ«قسد»، عن الوضع في سوريا قائلاً: «نحن في حالة حرب منذ فترة طويلة جداً، وقد رأينا جيداً أن نهاية كل حرب هي الحوار. حتى لو انتصرت، عليك أن تتحاور، وقد رأينا ذلك بوضوح في سوريا. كان سبب سقوط الأسد هو رفضه للحوار وإصراره على النظام المركزي، ولهذا السبب اندلعت الثورة وسقط».
وأضاف: «كنا ضد الحرب منذ البداية، ولم نرغب في الحرب حتى فُرضت علينا، واليوم، لأننا لا نحتاج إلى الحرب، فقد اخترنا الحوار، وهذا هو رأينا ورأي الشعب السوري أيضاً».
وتحدث عن سوريا بعد سقوط الأسد، قائلاً: «عندما سقط نظام الأسد، حاولنا مع أصدقائنا في فرنسا وأمريكا حل جميع القضايا عبر الحوار، بذلنا جهودنا ونجحنا إلى حد ما، واليوم هناك اجتماعات ولقاءات في سوريا، ونأمل أن ننجح في هذه العملية بدعم من أصدقائنا».
وفيما يتعلق باتفاق 10 آذار/ مارس بين دمشق و«قسد»، ذكر عبدي بأن «اتفاق 10 آذار الذي تم التوصل إليه بيننا وبين أحمد الشرع، رئيس الجمهورية السورية، حال دون وقوع أمور كثيرة، أولها أننا كنا في خضم حرب عنيفة وقد حال (الاتفاق) دون استمرارها، ومنع خطر تقسيم سوريا. كانت هناك لغة حادة في سوريا، وروح انتقامية، وقد حال الاتفاق دون ذلك».
التقى مسعود بارزاني… وتحدث عن مشكلة «ثقة» متبادلة مع دمشق
وتابع: «منذ 100 عام، أي منذ تأسيس الدولة السورية، تُنكَر القضية الكردية، وفي ذلك الاتفاق، جرت الإشارة لأول مرة إلى ضرورة ضمان حقوق الكرد دستورياً، ليس فقط حقوق الكرد، بل حقوق جميع القوميات الأخرى، وعلى هذا الأساس يُعاد بناء سوريا الجديدة».
وأقر بوجود مشاكل في سوريا، قائلاً: «نحن نعلم ولا ننكر وجود العديد من المشاكل، وهذه العملية التي نتحدث عنها تواجه عقبات. لدينا مشكلة ثقة بين الطرفين، من جانبنا ومن جانب حكومة دمشق، بعض الإجراءات التي تتم بما يتعارض مع اتفاق 10 آذار تخلق انعدام الثقة».
واستشهد القائد العام لقوات «سوريا الديمقراطية»، بعدة أمثلة كدليل على «التمييز» بين المكونات والقوميات في سوريا، مبيناً إن «نازحي عفرين ورأس العين وتل أبيض الذين لم يعودوا، والأحياء الكردية المحاصرة في حلب، والتسهيلات الكثيرة التي قُدمت للطلاب النازحين ولم تنفذ لدينا، كلها تشكل عقبات ومخاطر».
وزاد: «نعلم أنه إذا كانت هناك إرادة سياسية قوية، فيجب تنفيذ الاتفاق (اتفاق 10 آذار 2025 بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع). نحن – قوات سوريا الديمقراطية ـ بصفتنا قوة سياسية في شمال وشرق سوريا، وبصفتنا كرداً نملك الإرادة السياسية وندعو حكومة دمشق إلى أن تبادر هي الأخرى وتتمكن من اتخاذ خطوات». كما دعا دول الجوار والدول المعنية بالوضع السوري إلى «تأدية دور إيجابي ودعم إنجاح هذا الاتفاق».
ولفت إلى أنه «الآن تتشكل سوريا جديدة، والمجتمع الدولي، من أجل منح سوريا فرصة، فتح صفحة جديدة وتغاضى عن الكثير من الأمور، ويريدون منح فرصة لسوريا لتقف على قدميها مجدداً. نحن نريد الشيء نفسه والنهج نفسه لقوتنا، ولشمال وشرق سوريا».
وحول اندلاع القتال بين «قسد» والقوات الحكومية، بعد فترة وجيزة من سقوط الأسد، قال: «نحن لم نهاجم أبداً، لقد دافعنا عن أنفسنا فقط. لم نولِّد خطراً أبداً، ولسنا خطراً ولن نكون. ندعو دول الجوار وخاصة تركيا إلى عدم اعتبار وجود قواتنا ضمن إطار سوريا خطراً عليها، بل على العكس، نقول إن وجودنا داخل سوريا سيكون مصدراً للاستقرار لدول الجوار».
وحسب القائد العام لـ«قسد» فإنه «حدث تقدم أمني في سوريا وجرى التوصل إلى اتفاق على الأقل، وعلى الرغم من بقاء التفاصيل، إلا أنه يمكن المضي قدماً به (بالاتفاق)»، غير إنه أشار إلى «المسألة الإدارية والدستورية» التي أكد بأنه «لم يتم التوصل إلى اتفاق، وهناك حوار فقط، خاصة فيما يتعلق بمركزية ولامركزية سوريا التي لم تحسم بعد، وحجم وكيفية وجودنا في الحكومة والبرلمان السوريين، كل هذه الأمور تحتاج إلى نقاش»، مشدداً على وجوب أن «لا تعود سوريا دولة مركزية كالبعث، فبعد 15 عاماً من الحرب، يجب بناء سوريا لامركزية، وعلى الجميع قبول ذلك».
وعقد عبدي اجتماعا مع زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني الذي شدد على «ضرورة حل القضية الكردية بطريقة ديمقراطية وسلمية في إطار سوريا الجديدة، ومعالجة أخطاء الماضي وتجنب تكرارها».
- القدس العربي























