دم الشهداء الذي سال غزيراً في سجن تدمر في السابع والعشرين من حزيران/1980 يمتزج اليوم بشهداء الثورة السلمية المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان. لا فرق بين الذين سقطوا في تدمر على يد حافظ ورفعت وبين الذين يسقطون اليوم على يد بشار وماهر. أولئك مواطنون سوريون من كافة الشرائح الاجتماعية :
مثقفون وأطباء ومهندسين وعمال وطلاب وفلاحين … واليوم يسقط أحفادهم من جديد طلباً للحرية والكرامة وحقوق الإنسان.
حاول النظام السوري عسكرة دم الشهداء بالأمس كما يحاول عسكرته اليوم، ولئن غشى بدعايته على مجازر الماضي فإن الحاضر يكشفها، ويكشف للشعب السوري وللعالم حقيقة هذا النظام الذي لا يعيش إلا بالقتل والتعذيب وانتهاك الحرمات وإخفاء أصحاب الرأي الحر واعتقال المعارضين إلى آماد تطاولت على الزمان وضج من ظلمها المكان.
تفد الذكرى المؤلمة لمجزرة سجن تدمر هذا العام والآمل متجدد في انبثاق صبح جديد في سورية يؤذن بعهد جديد من الحرية والعدالة والمساواة لجميع المواطنين، واختفاء عالم الظلام والسجان والتعذيب والقتل والقهر والتفرد بالحكم والتعامل مع الشعب كما يتعامل الجزار مع القطيع.
لا شك أن الشعب السوري ستنتصر إرادته وسوف يتوجه إلى كل من تلطخت يديه بالمجازر وقتل المواطنين وحجز حرياتهم وقهر إراداتهم بالمسألة والمحاسبة. ويومئذ سينعم شهداء تدمر الألف أو يزيدون وسينعم عشرات الآلاف أمثالهم ممن قتلوا في تدمر وسواه بقبر واعتراف رسمي وشعبي بأنهم قضوا ظلماً وجوراً في أسوأ موجة من البربرية اقترفها نظام (الأسد) بحق الشعب السوري ليقهر إرادتهم إلى الأبد، لكنهم ما لبثوا أن انتفضوا وهم ماضون في الطريق إلى الحرية الحقيقية والعدالة والمساواة بين جميع المواطنين ووقف كل الأعمال والممارسات اللإنسانية بحق المواطنين.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
27/6/2011




















