المستقبل –
أمر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف باعادة تسليح الجيش الروسي على نطاق واسع، وذلك ردا على استمرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) في التوسع على الحدود الروسية.
وقال مدفيديف في اجتماع لكبار قادة الجيش الروسي: ""تمكنا عام 2008 من إعادة تسليح العديد من الوحدات والتشكيلات بأسلحة وتقنيات عسكرية جديدة. وستنطلق عام 2011 عملية إعادة تسليح الجيش والأسطول على نطاق واسع".
واوضح ان مهمة تجهيز القوات بأحدث الأسلحة والتقنيات العسكرية تعتبر من البنود المهمة في التحديث النوعي للقوات المسلحة الروسية وفي المقام الأول قواتنا النووية الاستراتيجية. يجب أن تكون هذه القوات قادرة على انجاز المهام الضرورية لضمان أمن روسيا". وأكد أن روسيا خصصت موارد مالية كبيرة لتصميم وشراء الأسلحة والتقنيات العسكرية، مشيرا الى أن حجم تلك الموارد سيبقى كما هو (قبل الأزمة المالية). ولم يوضح ميدفيديف حجم الأموال التي خصصتها الدولة لإعادة تسليح الجيش والأسطول في الفترة الممتدة حتى عام 2020.
لكن التقديرات تشير الى ان روسيا ستنفق نحو 140 مليار دولار على شراء السلاح حتى عام 2011.
وقد سمح ارتفاع سعر النفط في السنوات الأخيرة للكرملين بزيادة ميزانيتها العسكرية، وذلك حسبما قال محللون. ولكن متوسط السعر حالياً 40 دولاراً للبرميل بالمقارنة بمئة دولار في العام الماضي.
وأشار الرئيس الروسي الى أن حلف "الناتو" مستمر في محاولاته الرامية الى توسيع تواجده قرب حدود روسيا. وقال إن تحليل الوضع العسكري ـ السياسي في العالم يشير الى وجود احتمالات كبيرة لاندلاع نزاعات في عدد من مناطق العالم، بالإضافة الى استمرار تهديد الأزمات والإرهاب الدولي.
وأكد أن كل ذلك يتطلب من روسيا تحديث قواتها المسلحة، مشيرا الى وجود جميع الإمكانات التي تتيح تحقيق ذلك بغض النظر عن الصعوبات المالية الحالية.
ولفت الى "إن مجلس الأمن الروسي سيقر استراتيجية الأمن القومي في روسيا حتى عام 2020 في المستقبل القريب".
وقال "المهمة الرئيسية هي زيادة الاستعداد القتالي لقواتنا. وفي المقام الأوال قواتنا النووية الاستراتيجية. يجب أن تكون هذه القوات قادرة على انجاز المهام الضرورية لضمان أمن روسيا."
وأعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف في الاجتماع الموسع لهيئة الوزارة، أنه وضع في حال التأهب القتالي في روسيا، فوجاً ثانياً مزوداً بنظام الدفاع الجوي من طراز "س ـ 400 (تريومف)، المنتمي إلى الجيل الأخير.
وتتميز منظومة صواريخ "س ـ400" بقدرتها على إصابة وتدمير جميع الطائرات والأجهزة الطائرة والصواريخ المجنحة "المعادية".
واوضح ان تحليل الوضع العسكري ـ السياسي في العالم يتيح التوصل إلى استنتاج مفاده أن هناك احتمالات متزايدة لنشوء نزاعات مسلحة قد تشكل خطرا على روسيا.
فقد عكس الوضع العسكري السياسي في عام 2008، في رأي سيرديوكوف ، "سعي الولايات المتحدة الى فرض هيمنتها عالميا، وتوسيع وتكثيف تواجد الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو عسكريا في المناطق المتاخمة لروسيا. واستهدفت مساعي الجانب الاميركي الحصول على منفذ إلى الثروات الخام وموارد الطاقة وغيرها في بلدان رابطة الدول المستقلة. وجرى دعم العمليات الرامية إلى إزاحة روسيا من فضاء مصالحها التقليدية بنشاط".
كما كان للإرهاب الدولي وتجارة السلاح غير القانونية، حسب رأي الوزير، تأثير ملموس على الوضع العسكري السياسي.
وقال محللون إن الحرب القصيرة في جورجيا كشفت مشكلة المعدات القديمة والممارسات داخل الجيش الروسي وأسفرت عن دعوات لتحديث الجيش. ويعتبرون ان هذا التحرك ضروري لمواجهة الوضع العسكري الراهن في العالم.
وتشعر روسيا بالغضب إزاء توسع "الناتو" قرب حدودها كما تنظر روسيا الى الخطط الاميركية بنشر منظومة صواريخ اعتراضية في بولندا وبناء محطات للرادار في جمهورية التشكيك بمثابة تهديد لامنها القومي.
وترى موسكو أن هذا الدرع الاميركي موجه ضدها ولا تثق بما تردده واشنطن من أنه موجه ضد إيران أو دول أخرى.
يذكر ان الكرملين كان يغري واشنطن بمساعدتها في مجال تأمين ايصال مواد التموين للقوات الاميركية والغربية في افغانستان مقابل تنازلها في موضوع الدرع الصاروخي.
(ا ف ب، رويترز، نوفوستي)