على رغم ترشيح الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد موالين له لحقائب في حكومته، محاولاً تشديد قبضته على السلطة في مواجهة المعارضة المستمرة لاعادة انتخابه، يكتسب منافسون له داخل معسكره زخماً، وهو ما يهدد بمزيد من الاحتكاكات بين المحافظين الذين يواصل بعض منهم توجيه انتقادات اليه، وكان آخرهم صادق لاريجاني، شقيق رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، الذي أدى أمس اليمين رئيساً جديداً للسلطة القضائية، وقال إنه قد يحاكم المسؤولين عن تعذيب سجناء واساءة معاملتهم، خلال الحملة التي شنتها السلطات على المعارضة عقب الانتخابات الرئاسية، في خطوة قد تحرج أحمدي نجاد. (العرب والعالم)
وامضت الجامعية الفرنسية الشابة كلوتيلد ريس، التي اوقفت قبل ستة اسابيع في ايران وحوكمت بتهمة المشاركة في تظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية، ليلتها الاولى في السفارة الفرنسية في طهران بعد اطلاقها المشروط مساء الاحد.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيان ان باريس وافقت على دفع كفالة وعلى "ايواء" كلوتيلد ريس البالغة من العمر 24 سنة في السفارة الفرنسية في طهران الى حين صدور الحكم عليها.
وأوضح مدعي طهران سعيد مرتضوي ان ريس "اطلقت بعد دفع كفالة قيمتها 300 مليون تومان" اي نحو 213 الف أورو.
وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان المشاورات للافراج المشروط عن ريس شملت اتصالات مباشرة بين الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والسوري بشار الاسد.
وكانت فرنسا شكرت سوريا أولاً اثر اطلاق الموظفة الفرنسية – الايرانية في السفارة الفرنسية نازك افشر التي اتهمت أيضاً بالمشاركة في التظاهرات، وكررت ذلك الاحد بعد الافراج بكفالة عن ريس، مع اقرارها بانها طلبت مساعدة دول يمكن ان يكون لها "نفوذ" لدى ايران للتوصل الى اطلاق مواطنتها، مشيدة خصوصاً بدمشق، حليفة ايران في العالم العربي. ويمكن أن تقدم دمشق مساعدتها للافراج نهائياً عن ريس، علماً أن الرئيس السوري سيقوم بزيارة دولة لطهران هذا الاسبوع.
ويرى خبراء أن تشديد باريس على شكر سوريا لـ"تأثيرها" في الافراج بكفالة عن الفرنسيتين، يعكس التقارب الذي بدأ مع الاسد منذ تولي ساركوزي الرئاسة.
وقال دومينيك مويسي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان هذا "لقاء سياستين تحتاج الواحدة منهما الى الاخرى"، لافتاً الى أن سوريا تسعى الى الخروج من العزلة التي فرضت عليها نتيجة تقاربها مع ايران، وفرنسا تريد أن تظهر لحلفائها الاميركيين والاوروبيين أن الورقة السورية التي تشكل "الفارق البسيط" الذي حققته الديبلوماسية الفرنسية في المنطقة، تستحق ان تستخدم على رغم الانتقادات القاسية التي استهدفتها. وأضاف أن باريس تأمل في ان تقنع بأن هذه الورقة "قد تفيد غدا في ملفات أهم" (النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، لبنان، الملف النووي الايراني).
ولاحظ الخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية كريم باكزاد ان فرنسا "تبرر نفسها" بإشادتها بالتدخل السوري في ملف "سهل" نسبيا، في محاولة لاظهار كون سياستها حيال دمشق عادت بالفائدة.
(و ص ف، رويترز، أ ب)




















