حكومة بغداد وافقت على استفتاء على الاتفاق الأمني
صرح قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو بان واشنطن بدأت محادثات في شأن اقتراح للتعاون بين الجيش الاميركي والقوات العراقية والكردية في المناطق المتنازع عليها بشمال العراق، في ما يشكل خرقاً للاتفاق الامني الذي أمكن التوصل اليه في تشرين الثاني بين بغداد وواشنطن. ولاحظ أن عدد المقاتلين الاجانب الذين يتسللون الى العراق قد انخفض "على نحو لافت"، الا ان سوريا تبقى مصدراً للقلق، مع قول مسؤول عراقي رفيع المستوى إن دولاً اقليمية تدعم جماعات إرهابية للتأثير على الوضع السياسي من أجل الحصول على مكاسب قبيل الانتخابات النيابية العامة المقررة مطلع السنة المقبلة.
وقال الجنرال أوديرنو للصحافيين في بغداد إنه يجري محادثات مع وزراء في الحكومة المركزية في العراق وحكومة اقليم كردستان في شأن اتفاق استثنائي. وشدد على أن "المهم ان نعمل معاً، القوات الاميركية والقوات العراقية وقوات حكومة كردستان لتعزيز الثقة"، موضحاً أن الاميركيين سينسحبون لاحقاً تاركين المكان لقوات عراقية – كردية "تعمل مع الحكومة العراقية في المناطق المتنازع عليها على طول الحدود بين الاقليم الكردي وبقية البلاد، وتحديداً في محافظات نينوى وكركوك وديالى. وأكد أنه ناقش الامر مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومع رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني. وفي رأيه أن "القاعدة تستفيد من الهوة بين العرب والاكراد في محافظة نينوى وفي المنطقة الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي، وعلينا الآن أن نردم هذه الهوة".
ويقضي الاقتراح بنشر قوات أميركية في قرى عراقية، مما يشكل خرقاً للاتفاق الامني الذي أمكن التوصل اليه في تشرين الثاني من العام الماضي والذي انسحبت بموجبه القوات الاميركية أواخر حزيران من المدن والبلدات العراقية، تمهيدا لانسحاب شامل سنة 2011.
وأوضح أوديرنو أن "المناطق المتنازع عليها ليست مدناً وإنما قرى صغيرة، ويجب اجراء الاتفاق على هذا الامر".
ومع الزيارة المتوقعة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لسوريا اليوم، أفاد أوديرنو أن "تدفق المقاتلين الى العراق انخفض على نحو ملفت… غير أنه لا يزال لدينا شيء من القلق عن دور سوريا". وقال إن "المحادثات الثنائية معهم مهمة"، في إشارة الى الزيارة الاخيرة التي قام بها وفد أميركي رفيع لدمشق للبحث في المسائل الأمنية في المنطقة.
وكان المالكي قال ساخرا في الايام الاخيرة إن المقاتلين "لا يتسللون إلينا من المريخ ولا من القمر وانما من جيراننا، والذين يتسللون قطعاً يأتون حاملين اجندات خاصة وأجندات تلك الدول".
وأوضح الجنرال أوديرنو أن "اجتماعات ثنائية تعقد بين الولايات المتحدة وسوريا في شأن قضايا اقليمية. اعتقد ان الحل الامثل لتسوية الخلافات بين سوريا والعراق" هو من خلال العلاقة الثنائية بين المالكي والرئيس السوري بشار الاسد.
"مجاميع إرهابية"
في غضون ذلك، صرح الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان "مجاميع إرهابية يدعمها بعض الدول الاقليمية تحاول التأثير على العملية السياسية من اجل الحصول على مكاسب انتخابية". واضاف ان "هذه المجاميع تعمل على زعزعة الاستقرار الامني وثقة المواطن بالقوات الامنية" التي تسلمت كل المسؤولية الامنية من القوات الاميركية في حزيران الماضي. وعرض تسجيلا لثلاثة من تنظيم "القاعدة" اعتقلوا أخيرا في بغداد، احدهم مسؤول عن ذبح 30 شخصا على أساس طائفي قرب بعقوبة.
استفتاء
الى ذلك، صرح الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بان الحكومة وافقت على مشروع قانون يمهد الطريق لاستفتاء على الاتفاق الامني بين واشنطن وبغداد.
ويعتبر الاستفتاء الخطوة المهمة التالية في الانسحاب التدريجي للقوات الاميركية من العراق المقرر استكماله بحلول 2012 فاذا رفض العراقيون الاتفاق في استفتاء شعبي، يمهل نحو 130 ألف جندي اميركي منتشرين في العراق، سنة لمغادرة البلاد.
وكان يفترض إجراء الاستفتاء في تموز الماضي، قبل أن ينقل موعده الى 16 كانون الثاني المقبل، بالتزامن مع الانتخابات النيابية.
وأمنياً، أفادت مصادر عراقية ان ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا في أعمال عنف، بينهم خمسة قتلوا في انفجار سيارة مفخخة قرب بغداد.
كركوك
على صعيد آخر، اظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة النزاهة العراقية ان كركوك الغنية بالنفط، تتصدر محافظات البلاد في تفشي الرشى في المؤسسات الخدمية وسجلت فيها نسبة 55,88 في المئة من حالات الرشى.
وحلت محافظة ديالى في المرتبة الثانية في الاستطلاع الذي شمل 4806 مواطنين وتناول 63 دائرة بينها دوائر الجنسية والتسجيل العقاري والاحوال المدنية والجوازات والضريبة والرعاية الاجتماعية والمرور والصحة والتربية والهجرة والتقاعد والبلديات والمركز التمويني في صورة متفرقة بين المحافظات.
(و ص ف، رويترز، أ ب)




















