المرأة الإيرانية المحكوم عليها بالرجم تقر بذنبها تلفزيونياً
بعدما أثار حكم صدر عليها بالرجم حتى الموت تنديداً دولياً، ظهرت الإيرانية سكينة محمدي اشتياني على التلفزيون الرسمي لتعترف بممارسة الزنى وتتحدث عن قتل زوجها. ورأى رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي أن العقوبات الدولية على بلاده عزّزت سلطة الرئيس محمود أحمدي نجاد وساعدت الحكومة في حملتها على المعارضة. وتبنى الرئيس تصريحات مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي عن "اسلام ايراني".
ونظراً الى أن وجه المرأة كان مموهاً وهي كانت ترتدي تشادوراً أسود ولم يظهر منها سوى أنفها وعين واحدة، لم يكن ممكناً التأكد مما إذا كانت هي حقاً اشتياني. وهي كانت تتحدث باللهجة الأذرية المحلية، وترجمت كلماتها الى الفارسية.
وفي المقابلة التي بثت ليل الأربعاء – الخميس، روت كيف اقامت علاقة مع قريب لزوجها، بدأت عبر الهاتف عام 2005، ثم "خدعني بكلامه"، و"قال لي، لنقتل زوجك. لم أستطع ان أصدق تماماً أن زوجي سيُقتل. كنت أظنه يمزح، وبعدها اكتشفت أن القتل حرفته… جاء الى منزلنا وجلب معه كل الأدوات اللازمة. جلب أدوات كهربية وسلكاً وقفازاً وبعدها قتل زوجي صعقاً بالكهرباء".
وقال مالك أجدار شريفي، رئيس الهيئة القضائية لمحافظة أذربيجان في الشرق الايراني حيث حصلت الجريمة عام 2006، في البرنامج التلفزيوني عينه، إن اشتياني حقنت زوجها بمخدر، "وبعدما فقد الوعي، قتل القاتل الفعلي الضحية بتوصيل عنقه بالكهرباء"، وهي كانت أرسلت ولديها إلى خارج المنزل لتسهيل حصول الجريمة. ولم يعرف ما إذا كانت الشرطة أوقفت العشيق المزعوم. وأفاد مسؤول في القضاء الايراني إن اشتياني، وهي أم لولدين، جلدت 99 جلدة لإقامتها علاقة غير شرعية مع رجلين. وعلقت عقوبة الرجم انتظاراً لمراجعة قضائية، ولكن لا يزال من المحتمل تنفيذها.
كروبي
على صعيد آخر، قال كروبي في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" إن "العقوبات الدولية القصاصية على ايران قوّت حكومة أحمدي نجاد وساعدتها على التنكيل بالحركة الخضراء المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في حزيران من العام الماضي". واتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بـ"تبني سياسات ذات نتائج عكسية" في مواجهة البرنامج النووي الايراني، واصفاً العقوبات بأنها "هدية للنظام الايراني وفرت الذريعة له من أجل قمع المعارضة وتحميلها مسؤولية الوضع غير المستقر في البلاد".
وحذر الغرب من ان "عزل ايران لن يجلب الديموقراطية، وانظروا إلى كوبا وكوريا الشمالية، فالعقوبات لم تجلب الديموقراطية إلى شعبيهما لكنها ساهمت في زيادة عزلة النظامين ومنحهما الفرصة للتنكيل بالمعارضة من غير أن يكلفا نفسهما عناء الاهتمام بالمجتمع الدولي". ولاحظ انه "من جهة، لدينا حكومة قاد سوء ادارتها للاقتصاد إلى ركود عميق وارتفاع التضخم داخل البلاد بشكل شلّ شعب ايران وأدى إلى اقفال الكثير من المصانع، ومن جهة اخرى لدينا عقوبات تقوّي الحكومة غير الشرعية، وتستهدف الفئات الاجتماعية الأكثر ضعفاً في ايران، بمن في ذلك العمال والفلاحون". وتزايد عزلة ايران "جعل حكومة أحمدي نجاد غير عابئة بما يضمره العالم لها من تفكير".
ودافع كروبي عن "الحركة الخضراء" المعارضة بزعامة مير حسين موسوي، معتبراً انها "لم تتعرض للهزيمة، ولكن لم يعد ممكناً ان تخرج بشكل جماعي إلى الشوارع للتظاهر، لأننا نعتقد أيضاً أنه لم تعد ثمة ضرورة للقيام بذلك". وأكد أنه يتعرض للتنكيل منذ اقفال مكتبه وصحيفته، وقد "حاولوا خلال العام الماضي، التخلص مني بشتى الوسائل".
وسئل عن انقسام المعارضة الايرانية وافتقارها إلى زعيم واضح، فأجاب: "في رأيي، أن عدم وجود شخص معين كزعيم للمعارضة يُعد ميزة، وأعتقد أن السبب الوحيد الذي جعل الحركة الخضراء تستمر هو عدم وجود زعيم أو قيادة موحدة لها، لأنه لو كان لها زعيم لتمت السيطرة عليها من خلال اعتقاله". غير ان التواصل مع الناس العاديين "لا يزال يمثل أكبر مشكلة للمعارضة، لأن أي صحيفة تتحدث عن الحركة الخضراء تقفل فوراً، ولا يُسمح لنا حتى بنشر اعلان جنازة في الوقت الحاضر".
أحمدي نجاد ومشائي
إلى ذلك، دافع احمدي نجاد عن مشائي الذي يتعرض منذ ايام لانتقادات محافظين أخذوا عليه تصريحاته عن "المدرسة الإيرانية للإسلام". وقال: "مشائي مدير مكتبي، وأنا أثق به تماماً. انه مؤمن ووفي لمبادئ الجمهورية الاسلامية".
واثارت عبارة مشائي التي اعتبرها رجال دين محافظون "وثنية" وابلاً من الانتقادات داخل معسكر المحافظين نفسه. غير ان مدير مكتب الرئيس جدد تلك التصريحات قائلاً أمام عدد من الصحافيين، انه "اذا كانت ثمة ارادة لعرض واقع الاسلام في العالم، لا بد من رفع العلم الايراني" لأن "اسلام الايرانيين، اسلام مختلف، متنور ومؤهل للمستقبل".
وتدخل رجل الدين المحافظ آية الله محمد تقي مصباح يزدي الذي يعتبر من مستشاري الرئيس ليقول ان "من يروج مدرسة ايران محل الاسلام، ليس منا".
ووصف رئيس اركان الجيوش الجنرال حسن فيروز أبادي هذه التصريحات بأنها "جريمة في حق الأمن الوطني".
غير ان احمدي نجاد أوضح ان مشائي عبَّر عن "موقف الحكومة"، ذلك ان "الاسلام اليوم وايران شيء واحد" بينما "الأعداء يحاولون القول إن الاسلام تمثله تلك المجموعات التي تذبح الناس وهي تضحك، اولئك الذين لا يتحلون بالمعرفة والأميون الجهلة" في اشارة الى حركة "طالبان" الافغانية وتنظيم "القاعدة". وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني أن إيران تعتبر السلاح النووي يضر بالهدوء والأمن والاستقرار في العالم، غير ان طريقة تعامل الغرب مع "إعلان طهران" تؤدي إلى زيادة عدم الثقة.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ، أ ب)




















