وكالات: واصلت القوات السورية محاولات قمعها لانتفاضة الشعب السوري المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, الأمر الذي لم يقتصر على الأحياء, لكنه طال الشهداء, حين منعت القوات أمن النظام وبعض الوحدات العسكرية المدججة بالأسلحة الثقيلة أهالي الضحايا الذين سقطوا في “جمعة سقوط الشرعية” من تشييع قتلاهم, بل وأضافت إليهم شهيداً جديداً, ما رفع حصيلة الشهداء إلى 19 قتيلاً وعشرات الجرحى والمعتقلين, ومن جهة أخرى اقتحمت وحدات عسكرية بالدبابات والمدرعات, قرية الناجية على الحدود مع تركيا, حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.
وقد منعت أجهزة الأمن السورية عائلات الشهداء من تشييع جنازات أقاربهم في بلدة الكسوة بدمشق, وأجبرتهم على دفن الجثامين من دون جنازات!.
يشار إلى أنه تم نشر 18 دبابة في أنحاء الكسوة فيما قامت قوات الأمن بحملة مداهمات في البلدة التي شهدت تظاهرات صاخبة يوم جمعة سقوط الشرعية, للمطالبة بإسقاط نظام الأسد, حيث استشهد أحد المتظاهرين إلا أن الأجهزة الأمنية أخذت الجثمان بعيدا قبل أن يتم التعرف على هويته.
وقد حاصر مئات من الجنود حي برزة في دمشق تزامناً مع قطع خطوط الهاتف في المنطقة, كما تم نشر قوات أمن في منطقة المعظمية بالعاصمة.
إلى ذلك, أشار ناشطون أن الجيش السوري تدعمه دبابات دخل قرية الناجية الواقعة قرب الحدود السورية – التركية, حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.
وقد أفدوا إن “وحدات من الجيش تؤازرها دبابات وناقلات جند دخلت صباح اليوم (أمس) وانتشرت في قرية الناجية” على الطريق المؤدية من جسر الشغور (شمال غرب) إلى اللاذقية (غرب), مشيراً إلى أن “عملية الانتشار تأتي ضمن إطار نشر قوات عسكرية في منطقة إدلب (شمال غرب)“.
وكانت وحدات عسكرية مدعومة بدبابات قد دخلت الخميس الماضي قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية, في خطوة اعتبرت واشنطن أنها تمثل “تطورا مقلقا للغاية من قبل السوريين“.
وأدى وصول القوات السورية إلى مشارف الحدود التركية إلى مغادرة نازحين سوريين كانوا أقاموا مخيما مؤقتاً على طول كيلومترات عدة من الحدود بين البلدين مترددين في العبور إلى تركيا خشية عدم التمكن بعدها من العودة إلى ديارهم.
وكانت وكالة الإنباء السورية الرسمية (سانا) قد أعلنت الجمعة أن الجيش السوري أكمل انتشاره في القرى المحيطة بجسر الشغور (شمال غرب) قرب الحدود التركية التي كان قد دخلها الأسبوع الماضي لطرد ما سمته ” تنظيمات مسلحة ” منها.
هذا وقد عبر أكثر من 1500 سوري, أول من أمس, الحدود السورية التركية مع اقتراب الجيش السوري, ما رفع إلى 12700 عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا.
في غضون ذلك, بلغ عدد قتلى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام في “جمعة سقوط الشرعية” 18 شخصا أطلقت قوات الأمن السورية النار عليهم أثناء مشاركتهم في تظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة بينها العاصمة دمشق.
وذكر رئيس “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ من لندن مقرا له, رامي عبد الرحمن ان “حصيلة شهداء الجمعة ارتفعت إلى 18 شخصا“.
وأوضح “أن 6 قتلوا في الكسوة (ريف دمشق) و5 في حي برزة الواقع في دمشق و4 في بلدة القصير والقرى المجاورة لها (ريف حمص) بالإضافة إلى 3 قتلوا في حمص (وسط)“.
كما أشار رئيس المرصد إلى “وفاة شخصين, أحدهما من حمص والآخر من حماة (وسط) متأثرين بجراحهما عندما أصيبا أثناء مشاركتهما في تظاهرات جرت في مدينتيهما“.
قد نظم الناشطون ” تظاهرات ليلية في كل من دير الزور (شرق) وفي جبلة (غرب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دوما (ريف دمشق)” فيما قامت “قوات الأمن بقمع تظاهرة كانت تتهيأ للخروج من احد مساجد مدينة بانياس (غرب)“.
وأشار مصدر حقوقي “أن حملات اعتقال شنتها قوات الأمن السورية مساء الجمعة في كل اللاذقية وجبلة وبانياس طالت أكثر من عشرين شخصا”, كما أن قوات الأمن شنت في بلدة مارع الواقعة على بعد حوالي 35 كلم شمال مدينة حلب (شمال) حملة اعتقالات واسعة النطاق إثر تظاهرة انطلقت في البلدة عقب صلاة العشاء وشارك فيها المئات من المطالبين بسقوط نظام بشار الأسد.
وقال إن حملة الاعتقالات في مارع تخللها إطلاق نار كثيف جدا في الهواء وأسفرت عن اعتقال ما بين 70 و80 شخصا, من دون أن يؤدي إطلاق النار إلى سقوط قتلى أو جرحى.
في المقابل, زعمت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن سبعة أشخاص بينهم مدنيون وجنود قتلوا خلال هجمات قامت بها جماعات مسلحة في أنحاء متفرقة من سورية, أول من أمس.




















