تكبدت قوات النظام السوري خسائر بشرية ومادية، فجر الثلاثاء، خلال مواجهات مع فصائل المعارضة المسلحة في ريف إدلب الجنوبي، وسط قصف مكثف بأكثر من 150 قذيفة لقوات النظام وتحليق للطيران الروسي شمال غربي سوريا، تزامن ذلك مع إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» عن لقاء جمع بين القائد العام لـ «قسد» مظلوم عبدي ووزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست، لمناقشة الحرب على الإرهاب» والأوضاع الأمنية لمناطق نفوذ قسد شرق سوريا، وذلك بالتوازي مع لقاء آخر جمع بين رئيس المجلس الوطني الكردي، سعود الملا، ونائب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، ديفيد برونشتاين، وذلك في مقر القنصلية الأمريكية في كردستان العراق.
المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير قال لـ«القدس العربي» إن النظامين الروسي والسوري كثفا خروقاتهما على المناطق المحيطة بجبل الزاوية والقرى الآمنة خلال اليومين الأخيرين، فقامت الفصائل برد على القصف العنيف، باستهداف مواقع هامة في منطقة جبل الزاوية ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
دعم سويدي لـ«قسد» وقيادات كردية تجتمع مع مبعوثين دوليين
ولفت النقيب ناجي مصطفى إلى أن قوات المعارضة قصفت بصواريخ محلية الصنع موقعاً استراتيجياً وهاماً لقوات النظام على محور الملاجة في ريف إدلب الجنوبي.
تزامنت المواجهات مع قصف مكثف نفذته قوات النظام عند منتصف الليل، على مناطق في قرى دير سنبل وبينين وسرجة في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
الدفاع المدني السوري، قال إن قوات النظام، قصفت الليلة الفائتة، بقذائف مدفعية وصاروخية، قرى الموزرة وسرجة وبزابور في جبل الزاوية، وقرية كفريدين في ريف جسر الشغور في ريف إدلب، واستهدف القصف أيضاً قرى وبلدات الزيارة وخربة الناقوس والقاهرة والسرمانية غربي حماة.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، وفجر الثلاثاء، إطلاق قوات النظام لأكثر من 155 قذيفة صاروخية ومدفعية، مستهدفة مناطق متفرقة على كل من «الزيارة والسرمانية وخربة الناقوس والقاهرة ومحيط قليدين والعنكاوي» بسهل الغاب شمال غربي حماة، إضافة إلى استهداف «بينين وسرجة ودير سنبل والموزرة والبارة وكنصفرة وفليفل والفطيرة وكفرعويد وبزابور وأطراف البارة» في ريف إدلب الجنوبي. وسط تحليق مكثف للطيران الروسي في أجواء المنطقة.
وأشار إلى أن غرفة عمليات «الفتح المبين» استهدفت بالأسلحة الثقيلة والصواريخ المحلية الصنع، تجمعات قوات النظام على محور قرية الملاجة ومحيط كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي.
وأضاف إن 5 أشخاص بينهم عسكريين، أصيبوا جراء قصف قوات النظام لقرية الفطيرة في ريف إدلب الجنوبي. وعلى محور كبانة في ريف اللاذقية الشمالي، فقد دارت اشتباكات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، بين قوات النظام من جهة، والفصائل من جهة أخرى، تزامنًا مع قصف مدفعي لقوات النظام على مواقع الفصائل في المنطقة، وسط معلومات عن وقوع جرحى من الطرفين.
ومنذ بداية 2021 حتى يوم أمس استجاب فريق الخوذ البيضاء، لـ 356 هجوماً من قبل النظامين السوري والروسي، تسببت بمقتل 46 شخصاً بينهم 9 أطفال و6 نساء، فيما أصيب 126 شخصاً، وتركزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية في شمال غربي سوريا، وفقاً للمصدر.
في غضون ذلك، التقى رئيس المجلس الوطني الكردي «سعود الملا» مساء الاثنين مع نائب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، ديفيد برونشتاين، وعضو الطاقم السياسي في القنصلية الأمريكية مارك ريدمون، في مقر القنصلية الأمريكية في هولير بإقليم كردستان العراق.
وأكد «برونشتاين» خلال اللقاء رؤية الإدارة الأمريكية للحل السياسي وفقاً للقرار الدولي 2254، وعدم جدية النظام السوري في هذه العملية، مبيناً رعاية بلاده للحوار الكردي – الكردي، وضرورة استمراره، لما لهذا الحوار ونتائجه من تأثير على مستقبل شرق الفرات بشكل عام، والتأكيد على عودة بيشمركة روج إلى مكانهم الطبيعي، مشيراً إلى أهمية توسيع الحوار مستقبلاً ليشمل كافة مكونات المنطقة.
ونقل الموقع الرسمي للمجلس الوطني الكردي، عن رئيس المجلس إصراره على ضرورة الحوار وجدية المجلس في إنجاحه، وتأثيره على مستقبل الكرد في سوريا، والإشادة والتأكيد على وجود الكرد في العملية السياسية، وطالب «الملا» الجانب الأمريكي بدعم حقوق الكرد القومية والسياسية في سوريا المستقبل.
والتقى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» مظلوم عبدي، ونائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لـ»قسد» بدران جيا كرد، الاثنين، لقاءً افتراضياً مع وزير الدفاع وهيئة الأركان السويدي بيتر هولتكفيست. وناقشا إمكانية تقديم السويد دعماً لقسد بالعتاد والسلاح، كما بحثا الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية لشمال وشرقي سوريا.
وقالت وكالة «هاوار» الكردية والمقربة من «قسد» إن الطرفين بحثا عبر اتصال فيديو قضايا أبرزها «الحرب على الإرهاب» واستمرار العمليات ضد مرتزقة داعش الذي لا يزال تأثيره مستمراً في المنطقة والعالم، إضافة لقضايا المخيمات وإعادة تنمية المنطقة ودعم قوات «قسد» والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وأكد وزير الدفاع السويدي، «وجوب عمل التحالف الدولي بشكل حثيث للتوصل إلى صيغ جديدة تثمر عن نتائج أفضل» مشدداً على أن: «إعادة تأهيل البنى التحتية وتوفير الحياة الآمنة والكريمة للسكان، سيساهم بشكل كبير في إنهاء تنظيم داعش».
وأشاد عبدي بمواصلة دعم حكومة السويد للحلول لمنطقة شمال وشرق سوريا، وأبدى رغبته وتطلّعه إلى استمرار العمل بينهم وبين حكومة السويد في المجالات الأمنية والعسكرية وكل ما يخدم الحرب ضد الإرهاب من اجل التصدي لتنظيم الدولة، مبيناً أهمية التوصل لحل «طويل الأمد» بما يخدم استقرار المنطقة وسكانها، ويتضمن دعم المشاريع الخدمية للحد من تأثير خلايا «التنظيم الإرهابي».
كما تحدث عن حملة (الإنسانية والأمن) التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي ووحدات حماية الشعب والمرأة، والتي جرت في مخيم الهول بين 28 آذار/ مارس و2 ونيسان/ أبريل ضد الخلايا النائمة «لداعش».
وأكد الطرفان في ختام اللقاء الافتراضي، على أهمية استمرار اللقاءات بينهما في إطار دعم استقرار المنطقة وتنميتها ومواصلة الحرب على «داعش».
“القدس العربي”


























