الإنتخابات النيابية، في المفهوم الشائع، تُفرِز مجلساً نيابياً، ولكن في الحسابات السياسية لأكثر من قطب، فإن غايتها هي أبعد من مجرد مئة وثماني وعشرين لوحة زرقاء، فلكل قطب (أجندته) السياسية الخاصة، ووفق هذه الأجندة تتخذ الإنتخابات أبعاداً مغايرة لِما هي عليه اليوم وتنعكس على الدوائر خصوصاً تلك التي تشهد معارك.
ماذا عن الدوائر وحسابات الأقطاب?
في إستعراض للخارطة الإنتخابية فيها تتكشَّف الخيوط التالية:
في قضاء جزين تبدو المعركة بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، ليس على المقاعد الثلاثة في هذا القضاء بل على رئاسة مجلس النواب، من جانب الرئيس بري، وعلى الوعد الذي قطعه العماد عون، في الدوحة، لأنصاره، من أنه سيسترد جزين، كيف تبدو صورة المعركة?
الرئيس بري يُجنِّد كلَّ قوته لإنجاح مرشحه النائب سمير عازار، وهو يعتبر أن فوز مرشحيه في صور والنبطية ومرجعيون وبيروت الثانية وبعلبك الهرمل ليس بحجم فوز سمير عازار في جزين لأنه سيقول للرأي العام أن قوته لا تتمثل عند الشيعة فقط.
وإذا كان العماد عون يخوض معركة جزين ليس ضد عازار بل ضد الرئيس بري، فإنه في قضاء جبيل لا يخوض المعركة ضد المرشحين ناظم الخوري واميل نوفل ومصطفى الحسيني، بل ضد رئيس الجمهورية وقد بدأ يغمز من قناته حين توجَّه إليه مباشرة في المؤتمر الصحافي أول من أمس الإثنين بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح.
وكما في جبيل كذلك في كسروان، فالإنتخابات في هذا القضاء تتخذ أهمية مضاعفة لأن العماد عون يترشح شخصياً في هذا القضاء في مواجهة مرشّحين يتمتع جميعهم بحيثيات شعبية متفاوِتة ولكن لا بأس بها سواء النائب السابق منصور غانم البون أو الوزير السابق فارس بويز أو النائب السابق فريد هيكل الخازن.
في دائرة بيروت الأولى يُعطي العماد عون لمعركته عنوان مواجهة النائب سعد الحريري، علماً أن مرشحي الدائرة الأولى يتمتعون بشعبية قوية، من النائب ميشال فرعون إلى المرشحين نديم الجميل ونايلة التويني، والهدف الكبير الذي يُصوِّب عليه العماد عون يهدف إلى السعي لتمرير المرشح عصام أبو جمرا الذي أُقفِلَت في وجهه لائحة مرجعيون – حاصبيا.
هذه عيِّنة من صراع الأقطاب في (دوائر المعارك)، وعلى رغم كل الإستطلاعات فإن الأرقام الحقيقية لن تتوضح إلا في صناديق الإقتراع بعدما بدأ يظهر شيئاً فشيئاً إن الناخبين سيُشكِّلون لوائحهم بصرف النظر عن اللوائح الجاهزة.




















