أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة “تعمل مع إسرائيل من أجل أن تتوافق مع سوريا والجميع”، وذلك بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع الذي أجرى “زيارة تاريخية” الى البيت الأبيض، انتهت بتوقيع إعلان للتعاون مع التحالف الدولي لهزيمة “داعش”.
واستقبل ترامب الرئيس السوري ووزير خارجيته أسعد شيباني في البيت الأبيض، مساء الاثنين، حيث عقد المجتمعون لقاءً مغلقاً امتد لنحو ساعتين، وخرج بعدها الشرع دون الادلاء بتصريح.
وأفادت الرئاسة السورية بأن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات، بحضور وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني، ووزير خارجية الولايات المتحدة السيد ماركو روبيو، تناولت العلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافةً إلى عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وعقب اللقاء، قال ترامب في تصريحات للصحافيين من البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ستبذل كل ما بوسعها من أجل أن تنجح سوريا وباقي دول الشرق الأوسط، مؤكداً ثقته بأن الرئيس السوري يستطيع تحقيق ذلك.
وشدد ترامب على ثقته بأن الشرع سيتمكن من أداء مهام في منصبه، لافتاً إلى أن هنالك إعلانات بشأن سوريا سوف تصدر قريباً.
وأكد الرئيس ترامب أنه على وفاق مع الرئيس السوري، وأنه معجب بالشرع، كما وصفه بـ”القائد القوي المنحدر من منطقة صعبة”. وأضاف: “يقولون إن الرئيس الشرع لديه ماض قاسٍ وكلنا نملك ماضياً قاسياً”.
وفيما أكد أن سوريا هي جزء هام من الشرق الأوسط، قال إن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل من أجل أن تتوافق مع سوريا والجميع، “وهذا الأمر يمضي بشكل جيد”. وأشار ترامب إلى أن الرئيس الشرع على علاقة جيدة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
إعلان التعاون مع التحالف الدولي
ووصل الشرع إلى البيت الأبيض دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب، إذ دخل من مدخل جانبي لم يره الصحافيون، بدلاً من الباب الرئيسي للجناح الغربي حيث كانت تنتظره الكاميرات، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز“.
واستقبل ترامب الشرع في أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري إلى البيت الأبيض، بعد ستة أشهر من أول لقاء بينهما في السعودية، في أيار/مايو الماضي، وكذلك بعد إعلان واشنطن أن الشرع لم يعد “إرهابياً عالمياً ذا تصنيف خاص”.
ووصف مسؤول رفيع في إدارة ترامب الزيارة بأنها “خطوة تاريخية”، وتمهد لاختبار إمكانية إعادة دمشق إلى المسار الدبلوماسي بعد أكثر من عقد من الحرب والعزلة.
وقال المسؤول لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية، إن الزيارة ستركز على التعاون في مكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز السلام والأمن الإقليميين.

وبالفعل، لم تمضِ ساعات قليلة على اللقاء، حتى أعلن وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى عن توقيع إعلان للتعاون مع التحالف الدولي لهزيمة “داعش”. وأوضح أن الاتفاق مع التحالف الدولي لهزيمة داعش لا يتضمن أي بنود عسكرية.
الخارجية السورية
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن ترامب استقبل الشرع في لقاء “تاريخي” استمر لأكثر من ساعة، مشيراً إلى أن الزيارة هي الأولى من نوعها، واتسم اللقاء بأجواء ودية وبنّاءة.
وقال البيان إن ترامب أعرب عن “إعجابه بالقيادة السورية الجديدة وبالشعب السوري”، كما أشاد بجهود سوريا في قيادة المرحلة السابقة بنجاح وبما تحقق من إنجازات على صعيد التحرير وإعادة الاستقرار” إلى البلاد.
وأكد ترامب استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم للازم الذي تحتاجه القيادة السورية، في سبيل إنجاح مسيرة البناء والتنمية في المرحلة المقبلة.
ولفت البيان إلى عقد اجتماع عمل موسع ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيريه الأميركي ماركو روبيو والتركي هاكان فيدان، “بتوجيه من ترامب”، لمتابعة ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين الأميركي والسوري، ووضع آليات تنفيذ واضحة له.
ووفق الخارجية السورية، فقد اتفاق الجانبان خلال المباحثات على المضي قدماً في تنفيذ اتفاق 10آذار، بما يشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن الجيش السوري، وذلك في إطار توحيد المؤسسات وتعزيز الأمن الوطني.
وأضافت أن الجانب الأميركي أكد دعمه للتوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، من أجل تعزيز الاستقرار الأقليمي.
وختم البيان بالإشارة إلى أن الجانبين تبادلا الهدايا التذكارية في ختام اللقاء، الذي جرى في “أجواء ودية تعبّر عن روح الانفتاح والرغبة في بناء صفحة جديدة في العلاقات السورية- الأميركية، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
- المدن






















