دمشق ـ «القدس العربي»: واصلت إدارة الأمن العام في سوريا، أمس الثلاثاء، عمليات تمشيط واسعة ضمن حملةٍ أمنية في ريف دمشق، حيث ضبطت مستودعات أسلحة، فيما انفجرت سيارتان مفخختان في قرية المخرم الفوقاني بريف حمص الشرقي.
وعثرت قوى الأمن، حسب مصادر أمنية لـ «القدس العربي» على مستودع للأسلحة الثقيلة، يضم رحبة دبابات في منطقة القطيفة بريف دمشق.
إدارة الأمن العام أفادت أن قواتها عثرت على مستودع أسلحة تابع للفرقة الرابعة في جيش النظام السابق في منطقة بيت جن بريف دمشق، كما ضبطت مستودعات في مساكن قطنا بريف دمشق.
ونشرت الوكالة الرسمية «سانا» صوراً لعشرات الصناديق التي تضم أسلحة وذخائر، قالت إن قوات الأمن عثرت عليها في بلدة بيت جن بريف دمشق.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الأمن العام فتشت المناطق السكنية وأجرت عمليات تمشيط في المناطق الزراعية في قطنا ومحطيها، بعدما دخل رتل يضم أكثر من 20 سيارة.
القبض على مروجي مخدرات
وفي مخيم قريب، ألقى جهاز الأمن العام في مخيم الحسينية للفلسطينيين بريف دمشق القبض على مجموعة من مروجي المخدرات، وذلك ضمن حملة أمنية تهدف إلى مكافحة انتشار المواد المخدّرة والحدّ من تأثيرها السلبي على المجتمع.
رئيس قسم الإعلام لدى مجموعة العمل لأجل فلسطيني سوريا فايز أبو عيد قال في تصريح لـ «القدس العربي» إن انتشار المخدرات في المخيمات الفلسطينية في سوريا، بات يمثل تحدياً طويل الأمد، حيث شهدت السنوات الماضية تزايد هذه الظاهرة، والتي ترتبط بشكل مباشر بعمليات ترويج واسعة النطاق كان النظام البائد يغض الطرف عنها.
وأوضح أن هذه الحملة التي شنتها قوات الأمن العام، تأتي في إطار الجهود المبذولة لمواجهة الظواهر السلبية التي تهدد استقرار المخيمات الفلسطينية، وتستهدف على وجه الخصوص مكافحة الترويج والتعاطي الذي يؤدي إلى تخريب عقول الشباب وزعزعة الأمن الاجتماعي.
وقد سجّلت المخيمات حالات وفاة نتيجة تعاطي جرعات زائدة من المخدرات، مما يزيد من أهمية هذه الحملات الأمنية في التصدي لتلك الظاهرة وحماية المجتمع من تداعياتها الخطيرة حسب المتحدث.
وفاة 5 عمال بحالة اختناق
وفي مدينة دوما شرق دمشق، فارق خمسة عمال الحياة اختناقاً داخل خزان للمازوت قرب مدينة دوما بريف دمشق، الليلة الماضية، وذلك في أثناء محاولة إنقاذ زميلهم الذي سقط في الخزان.
وأفاد الدفاع المدني السوري أن 5 عمال مدنيين توفوا إثر حالة اختناق داخل خزان معدني كبير يحوي مادة المازوت في مستودع للمحروقات بمخيم الوافدين قرب مدينة دوما بريف دمشق.
وحسب منظمة «الخوذ البيضاء» فإن أحد العمال سقط في الخزان أثناء عمله على تفقده، بينما حاول البقية إنقاذ حياته إلا أنهم فارقوا الحياة جميعاً.
وقال الدفاع المدني إن فرق الإنقاذ والإسعاف، انتشلت الوفيات من داخل الخزان بمساعدة المدنيين في المكان، ونقلتهم إلى مشفى مدينة دوما الذي أكد حالة الوفاة، ومن ثم جرى نقل جثامينهم إلى مشفى المواساة بمدينة دمشق.
وفي حمص، قالت مصادر ميدانية لـ «القدس العربي» إن سيارتين مفخختين انفجرتا في قرية المخرم الفوقاني بريف حمص الشرقي.
الناشط الميداني محمد الشيخ من ريف حمص قال في اتصال مع «القدس العربي» إن السيارتين استهدفتا مخفر بلدة المخرم وحاجز للأمن العام، حيث اقتصرت الخسائر على الماديات فقط.
وقال المصدر، إن هذه البلدة، تضم أكبر تجمع سكاني بالمنطقة، وتقع على الحدود الإدارية مع ريف حماة الشرقي، لافتاً إلى أنها جاءت بعد يوم من إفراج إدارة الأمن العام عن دفعة عناصر النظام السابق.
وزاد: أطلقت إدارة الأمن العام، يوم أول أمس سراح 275 موقوفاً من عناصر النظام المخلوع، ممن جرى إيقافهم خلال الحملة الأمنية في أحياء مدينة حمص وثبت عدم تورطهم في جرائم ضد السوريين.
ولفت إلى أن هذه الدفعة الثانية من الإفراجات، إذ سبقها في 12 من الشهر الجاري إخلاء سبيل 365 عنصراً، وحسب المسؤولين فإن الأيام القادمة ستشهد الإفراج عن المزيد، إلا أن ذلك يرتبط بمسار التحقيقات.
وفي تصريح أثناء الإفراج عن الدفعة الثانية، أوضح مدير مكتب العلاقات العامة في محافظة حمص، حمزة قبلان، أن التحقيقات تشير إلى أن العدد النهائي للموقوفين سيكون قليلاً مقارنة بالأعداد التي تم إيقافها، وأن من يثبت تورطه سيتم إحالته إلى القضاء.
وكانت إدارة العمليات العسكرية قد شنت حملةً أمنية في مدينة حمص وريفها، اعتقلت خلالها المئات من العسكريين في النظام السابق من ضمنهم أشخاص أجروا التسوية مع إدارة العمليات العسكرية، إضافة ً لاعتقال مدنيين.
وتركزت الحملة الأمنية في منطقة الزهراء التي تشمل أحياء السبيل والمهاجرين والعباسية والأرمن، إضافة إلى حي وادي الدهب الذي يشمل ضاحية الوليد الزيتون شارع الخضري وجزء من كرم الزيتون.
وحسب الناشط الميداني وهو عضو المكتب الإعلامي في مدينة الحولة لـ «القدس العربي» فإن الحملة بدأت من قريتي بلقسة وتارين، مركزةً على عصابة شجاع العلي، المتورطة في جرائم الخطف وتجارة المخدرات خلال السنوات الماضية». لكنها «توسعت لتشمل قرى الغور والقبو وفاحل والشنية ومناطق أخرى في جبل الحلو، المعروفة باحتضانها ضباطاً من النظام المخلوع ومتورطين في مجزرة الحولة عام 2012».
واندلعت مواجهات عنيفة في بلدة الغور الغربية، خلال الأيام الماضية بين عناصر الأمن العام وبقايا قوات نظام الأسد، أسفرت وفق المتحدث «عن مقتل واعتقال عدد من المطلوبين، علماً أن المنطقة كانت خلال السنوات الماضية مركزاً لقيادات ومقرّات تابعة لحزب الله اللبناني».
ولكن مع تقدم الحملة، انتشرت «مزاعم بأن القتلى هم مدنيون وليسوا من العسكريين، متهمةً عناصر الأمن العام بارتكاب جرائم طائفية، ومحرّضة ضد سكان منطقة الحولة عبر خطاب كراهية في مجالس العزاء ومواكب التشييع، لكن بعد توثيق أسماء القتلى تبيّن أن معظمهم ضباط وعناصر سابقين في نظام الأسد».
وقال: الحملة لم تستهدف طائفة بعينها، حيث ألقت إدارة الأمن القبض على عدد من المطلوبين في منطقة الحولة منذ أسابيع، ولم يتم الإفراج عنهم حتى الآن، في المقابل، تم الإفراج عن أكثر من 600 عنصر من عناصر النظام المخلوع في حمص بعد التحقيق معهم وثبوت عدم تورطهم في ارتكاب انتهاكات بحق السوريين. مضيفاً أن «التجييش الطائفي ومحاولات استقطاب الناس باتت عادة تمارسها الفلول بهدف خلق حالة ٍمن التوتر والاضطرابات، وهي محاولةٌ يائسة للهرب من مواجهة العدالة».
- القدس العربي