اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة على المحاور الغربية لمدينة السويداء، بين قوات الأمن السوري ومجموعات “الحرس الوطني”، التابع للشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل في السويداء، فيما أعلن مثقفون وناشطون عن مبادرة لإطلاق مسار وطني لحل الأزمة في السويداء على مبدأ يؤكد رفض الانفصال.
قصف ومسيّرات
وقالت مصادر محلية إن قصفاً متبادلاً واشتباكات بين الأمن السوري و”الحرس الوطني”، اندلعت على أكثر من جبهة عند الخطوط التماس الفاصلة بين الجانبين، كان أعنفها على محور قرية المجدل، حيث كثّف الطرفان من تعزيزاتهما، وكذلك من القصف المتبادل.
وأضافت أن الاشتباكات تخللها قصف متبادل استهدف الجانبان فيها مواقع تمركز الطرف الآخر، باستخدام الطائرات المسيّرة وقذائف الهاون، مشيرةً إلى أن المواجهات هي الأطول بين الطرفين، بعد أشهر على مناوشات قصيرة شبه يومية، لكنها أكدت أن لا تغييراً في خرائط السيطرة.
وقال “الحرس الوطني” في بيان، إن قوات الأمن السوري نفّذت هجوماً واسع النطاق على بلدة المجدل، استمر لأكثر من ساعة عبر عدة محاور، “مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطائرات المسيّرة الهجومية”، في محاولة لكسر خطوط الدفاع واستهداف النقاط الحيوية.
وأضاف أن مجموعاته تمكنت من صد الهجوم وإلحاق خسائر بالمهاجمين، فيما لفت إلى قيامه بـ”تعزيز كافة النقاط الدفاعية في كافة القطاعات، ورفع الجاهزية للتعامل الفوري مع أي طارئ”.
على خطٍ موازٍ، قالت “حركة رجال الكرامة” إن “لواء الباشا- 104” التابع للحركة والمنضوي في صفوف “الحرس الوطني”، دفع بتعزيزات إلى بلدة المجدل والمحاور الغربية في السويداء، وذلك “على إثر اعتداءات غادرة نفذتها المجموعات المسلحة التابعة للأمن العام بالمسيرات والرشاشات الثقيلة واستهدفت خلالها مواقع مدنية”.
من جانبها، نقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر أمني، أن “العصابات المتمردة” في السويداء استهدفت مواقع للقوى الأمنية في تل الأقرع ومنطقة المزرعة في ريف السويداء الغربي.
إعلان جبل العرب
في غضون ذلك، أعلن مثقفون وناشطون من السويداء في بيان، عن إطلاق مسار إنقاذ وطني يقوم على المواطنة والقانون والعدالة الانتقالية واحترام التنوّع، تحت عنوان “إعلان جبل العرب”، مؤكدين على عدم الانفصال او الخضوع، وعلى أن الهدف هو دولة القانون.
ووفق البيان، فقد اتفق الموقّعون على إدانة كل أشكال العنف والتطرّف من جميع الجهات التي ارتكبت جرائم وانتهاكات طالت المدنيين الأبرياء، وعلى الرفض القاطع لكل التدخلات الخارجية ورفع الأعلام الأجنبية، ولا سيّما علم إسرائيل التي تدّعي حماية الجنوب وهي العدو التاريخي للشعب السوري.
وطالب الموقعون بمعالجة عاجلة للآثار العميقة لأحداث تموز/يوليو في السويداء، عبر الخطوات التالية:
1- الاعتراف بالجرائم غير الإنسانية التي وقعت ومحاسبة جميع مرتكبيها.
2- الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المخطوفين والمخطوفات.
3- تأمين طريق دمشق- السويداء.
4- البدء الفوري بإعادة إعمار المنازل المدمرة وترميم البنى التحتية.
5- تأمين عودة النازحين إلى منازلهم بأمان.
6- ضمان عدم عرقلة مهمة لجنة تقصّي الحقائق الدولية في توثيق الانتهاكات ضد المدنيين.
7- حلّ مشكلة الطلاب، ولا سيّما الجامعيين من أبناء المحافظة، وضمان وصولهم إلى جامعاتهم ومدارسهم.
وأكد الموقّعون أن خريطة الطريق الموقَّعة في دمشق في 16 أيلول/سبتمبر 2025، تشكّل مدخلًا لحلّ أزمة السويداء وقابلة للبناء عليها لمعالجة أزمات مختلف المناطق السورية.
كما أعرب عن رفضهم جميع الدعوات أو النشاطات المتماهية مع مشاريع الاحتلال أو الطروحات الانفصالية التي تُنكر الهوية الوطنية، مؤكدين أنها لا تمثّل إلا أصحابها، موضحين رؤيتهم تقوم على معالجة أوضاع المناطق كافة تتيح فرصة لإطلاق مسار سياسي وطني بديل يستند إلى توافقات موضوعية، مثل اتفاق 10 آذار/مارس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).


























