أطلق مجموعة من المثقفين والناشطين في محافظة السويداء، مبادرة حملت اسم “إعلان جبل العرب”، وعدّوها بمثابة “مسار إنقاذ وطني” يقوم على المواطنة والقانون والعدالة الانتقالية واحترام التنوّع.
وأكد نص المبادرة المتداول على مواقع التواصل، على مجموعة من النقاط حول ملف محافظة السويداء، أبرزها إدانة كل أشكال العنف والتطرّف من جميع الجهات التي ارتكبت جرائم وانتهاكات طالت المدنيين الأبرياء، والرفض القاطع لكل التدخلات الخارجية ورفع الأعلام الأجنبية، ولا سيّما علم إسرائيل التي تدّعي حماية الجنوب وهي العدو التاريخي للشعب السوري.
واعتبرت المبادرة أن “كل هذه الأحداث المُؤسفة، والانتهاكات المُروِّعة بحق المدنيين لم ولن تنجح في تمزيق النسيج الاجتماعي أو التقسيم، ولم تكن إلا تنفيذاً لأجنداتٍ خارجيةٍ، ورفضاً للحلول السلمية، وتقويضاً لأسس العيش المُشترك والوحدة الوطنية التي طالما تَميَّز بها شعبنا السوري عبر عقودٍ من السنين”.
وطالبت المبادرة بمعالجة الآثار العميقة للأحداث المؤسفة في السويداء، عبر:
- الاعتراف بالجرائم غير الإنسانية التي وقعت ومحاسبة جميع مرتكبيها
- الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المخطوفين والمخطوفات
- تأمين طريق دمشق – السويداء
- البدء الفوري بإعادة إعمار المنازل المدمرة وترميم البنى التحتية
- تأمين عودة النازحين إلى منازلهم بأمان
- ضمان عدم عرقلة مهمة لجنة تقصّي الحقائق الدولية في توثيق الانتهاكات ضد المدنيين
- حلّ مشكلة الطلاب، ولا سيّما الجامعيين من أبناء المحافظة، وضمان وصولهم إلى جامعاتهم ومدارسهم.
رفض المشاريع المتماهية مع الاحتلال
واعتبر الموقعون أنّ خريطة الطريق الموقَّعة في دمشق في 16 من أيلول 2025 بين سوريا والولايات المتحدة والأردن، تشكّل مدخلًا لحلّ أزمة السويداء وقابلة للبناء عليها لمعالجة أزمات مختلف المناطق السورية.
وشدد الإعلان على رفض جميع الدعوات أو النشاطات المتماهية مع مشاريع الاحتلال أو الطروحات الانفصالية التي تُنكر الهوية الوطنية، وأنها لا تمثّل إلا أصحابها.
كما رفضت المبادرة ثنائية الانفصال أو الخضوع لنظام مركزي ذي لون واحد، ودعت للعمل على إيجاد خيار ثالث يحقق طموحات السوريين في الحرية والكرامة، وليكن نظام لامركزية إدارية موسَّعة أو أي شكل يتفق عليه السوريون.
ويرى الموقعون على المبادرة أن معالجة أوضاع المناطق كلها تتيح فرصة لإطلاق مسار سياسي وطني بديل يستند إلى توافقات موضوعية، مثل اتفاق 10 آذار مع “قسد”.
ودعا الإعلان السوريين من مثقفين وأحزاب وتيارات وطنية ومجتمع مدني، إلى التفاعل الإيجابي مع هذا الإعلان للمساهمة في معالجة الأزمة العميقة التي تُهدد أمن البلاد بالشرذمة والتقسيم والضياع، كما دعا إلى “تشكيل رأي عام فاعل يعيد بناء الهوية السورية الجامعة، وينقل البلاد من حالة الفوضى والعصبيات إلى حالة المواطنة، ومن الحالة الراهنة إلى الدولة الوطنية التعددية التي تحتضن كل ألوان التنوع السوري التاريخي”.
- تلفزيون سوريا


























